كتب : إسلام محمود | الأربعاء، 22 فبراير 2017 - 15:12
دليل المشجع المثالي في عصر السوشال ميديا
مع انتقال جمهور الكرة من المدرج للإنترنت بعد كارثة مباراة المصري والأهلي وإغلاق المدرجات لأجل غير مسمى ظهرت لنا جوانب خفية في التشجيع الكروي، ما بين نظرية المؤامرة واللجان الإلكترونية و"التفقير" تباين المشجعون المصريون في فيسبوك وتويتر.
فكيف تكون مشجعا مثاليا في عصر السوشال ميديا؟
1- تمسك برأيك مهما حدث
قد يحدث أن يضم فريقك لاعبا وتعقد عليه آمالا كبيرة ويؤدي بشكل سيء في البداية، الأمر يرجع لعدة أسباب وليس شرطا أن يكون منها سوء مستوى اللاعب بالأساس، فالتأقلم وخطة اللعب والمركز الذي يفضله اللاعب وتعوده على تكتيك المدرب واللياقة والجاهزية كلها عوامل تؤثر في المستوى.
قد يختار المدرب لاعبا لا تفضله للبدء في مباراة هامة فتبدأ في النقد اللاذع، يؤدي اللاعب بشكل جيد في اللقاء ويثبت وجهة نظر مدربه وخطأ وجهة نظرك، لكنك تظل مرابطا على رأيك السابق برغم أن تغير الآراء لا يعد تراجعا أو نفاقا بل هو إقرار بواقع جديد، والتمسك برأي خاطئ هو قرار غير صحيح أو ناضج في النهاية.
2- قصف الجبهة
مثل "جحفلة" هو مصطلح قادم من الخليج العربي وأصبح منتشرا في الوسط الكروي، معناه باختصار أن تثبت خطأ من يتحداك وتشعره بالحرج، بسببه تحولت الكرة من مناظرة أو مناقشة إلى منافسة في قصف الجبهة بشتى الطرق والوسائل، وتحولت المناوشات إلى استفزاز بغرض الانتشار والتأييد من جمهور فريق معين يكن العداوة للخصم. فتاهت المناقشات العقلانية وساد التعصب الأعمى.
الكل يبحث عن قصف جبهة المنافس بشتى الطرق وصار هو الهدف الأسمى حتى ولو كان مبني على معلومات خاطئة أو أخبار كاذبة.
3- نظرية المؤامرة
من الصعب تقبل الهزيمة في كرة القدم، والأصعب من تقبلها هو الاعتراف بها، لذلك يلجأ البعض لاختلاق الأعذار والإيمان بنظرية المؤامرة بدلا من التفكير في أسباب الهزيمة الحقيقية.
الحظ جزء من كرة القدم، مثله مثل التوفيق الذي قد يلازم أو لا يلازم لاعبا في مباراة معينة، لكن إلقاء اللوم على الحظ في كل خسارة غير منطقي.
التحكيم أيضا جزء من كرة القدم بأخطائه وهفواته فالحكم بشر في نهاية المطاف، التحكيم هو الشماعة الأبرز لأي خسارة، قد تجد فريقا خاسرا بخماسية دون رد يلوم الحكم لا الخطة ولا اللاعبين. دوما التحكيم هو السبب في الهزيمة مع أن الأسماء تتغير.
الأمر وصل بالبعض للوم الشركات الراعية على الهزائم المتتالية أو عدم تحقيق الانتصارات!
4- أخلاق القبيلة وكؤوس التميز
التأثر برأي إعلامي معين أو شخص مسؤول وتكرار كلمات بعينها قد يجعلها أشبه بحقيقة، الأمر متبع صحفيا وإعلاميا فالتكرار يجعلك تعتاد الأمر ليصبح مألوفا، وتلك النظرية الإعلامية تسمى “StereoType” وكلما تكررت كلمات بعينها كلما اتبعها أناس أكثر فيجعلك ذلك تستشعر الحرج أن يكون رأيك مخالفا أو تظن أنك على خطأ إذ أنه لا يمكن أن يكون الكل مخطئ سواك، فتنضم لركب القبيلة والرأي السائد.
وعلى النقيض، هناك فئة تتعمد دوما في كل مناسبة أن تشذ عن رأي الجماعة وأن يكون لها رأيا مختلفا، ليس خطأ بالضرورة لكن دوما مختلف ومخالف للجميع، "التميز" وإن كانت كلمة مطاطية وغير صحيحة أغلب الوقت إلا أنه من سمات المشجع المثالي في عصر السوشال ميديا.
5- الاهتمام بالمنافس بدلا من فريقك
الطبيعي في كرة القدم أن تنتظر تعثر المنافس، لزيادة الفارق أو تقليصه أو لمجرد كونه منافسا مكروها فهذا يكفي، لكن أحيانا ينتظر البعض سقوط منافسه أكثر من فوز فريقه، بل ويبالغ في الاحتفال بخسارة المنافس أكثر من الانتصار من يشجعه.
العداوات الكروية والتنافس هو ما يعطي كرة القدم طعما لكن الاهتمام الأكبر يجب أن ينصب على الفريق الذي تشجعه وليس الخصم، قد تجد البعض يمعن في الاهتمام بالخصم لدرجة أن تكون 4 من كل 5 جمل تخص كرة القدم عن منافسه وواحد فقط عن فريقه!
6- الرغبة في إثبات وجهة النظر بأي شكل
لا يوجد أي شخص في الوسط الكروي، لاعبا او مدربا، أجمع عليه الكل، بيليه ومارادونا، حازم إمام وأبو تريكة، حسن شحاتة وهيكتور كوبر، كل منهم له عشاقه وإن كثروا لكن يظل هناك من لا يرونه بنفس الشكل.
الأمر منطقي فلولا اختلاق الأذواق لبارت السلع، ولا يجب أن تسير كرة القدم دوما كما نحب، قد يدرب فريقك مدرب لا تفضل طريقة لعبه أو لديك قناعة أن كل انتصاراته عن طريق الحظ لا غير، قد يبدأ أساسيا لاعب ترى أنك أفضل منه وأكثر مهارة، لكن المهم في نهاية المطاف أن ينتصر الفريق أليس كذلك؟
ربما ليس عند البعض، فهناك فئة تفضل خسارة الفريق لإثبات وجهة نظرها الخاصة واستخدام عبارة "أرأيتم؟ لقد أخبرتمك أنه لا يفقه أي شيء في عالم التدريب" "لاعب فاشل كلما لعب سنخسر".
ليس معنى أن الفريق ينتصر أنه لا توجد سلبيات داخل الملعب أو خارجه لكن هل يعقل أن يكره مشجع الانتصار لفريقه؟!
7- اللجان الالكترونية
القاعدة تقول الدفاع الأعمى عن أي شخص/شيء نتائجه عكسية، كلما زاد دفاعك عن لاعب تتم مهاجمته سيستفز الأمر كثيرين ليزيدوا حدة الهجوم خصوصا بظاهرة الشللية والتجمع حول شخص بعينه لأنه هاجم لاعبا/مدربا مقدسا.
لا يوجد لاعب أو مدرب فوق النقد، والكل بداية من ليونيل ميسي وبيب جوارديولا حتى أصغر لاعب في دوري الدرجة الثالثة المصرية يمر بأيام كروية جيدة وأخرى سيئة، ربما تكثر الأيام السيئة فيستمر النقد أو ربما كان اللاعب سيئا من الأساس لكنك ولسبب يخصك دون غيرك مقتنع بمهارته، في كل الأحوال هجومك على من ينتقده لن يمنع النقد بأي شكل.
الأمر قد لا يتعدى مشاعر سلبية تجاه فرصة ضائعة وبهجومك على المنتقد حولت الأمر لعداوة وكراهية، الأفضل أن تتقبل النقد للاعبك أو مدربك المفضل وتظهر مزاياه بدلا من مهاجمة من يهاجمه فقد تصبح في موقف المهاجم للاعب آخر وتتعرض لنفس الهجوم من اللجان الإلكترونية.
8- قراءة الكتاب من عنوانه فقط
لا تنتظر نهاية المباراة لتبدأ الانتقاد، فبمجرد إعلان المدرب لقائمة الفريق الأولية سينهال عليه النقد، كيف يستبعد س؟ كيف يضم ص؟ ثم كيف يبدأ بهذا التشكيل؟
برغم أن س مهما بلغت نجوميته قد يكون غير ملائم لخطته، كريستيان بنتيكي مهاجم مميز في الدوري لإنجليزي تخلص منه يورجن كلوب لأنه لا يناسب طريقة اللعب الأرضي السريع ويعتمد على الكرات العالية، حسن شحاتة لم يضم حسام عاشور للمنتخب الوطني في 3 بطولات أمم إفريقية برغم تميزه مع الأهلي في هذا الوقت فقط لأنه لم يناسب تكتيكه، والمحصلة النهائية كانت نجاح باهر للمدربين.
التسرع سمة المشجع المثالي في عصر السوشيال ميديا.
9- المزايدات
مثلها مثل الموسيقى كرة القدم لا تعترف بوقت المعرفة، تشجعيك لفريق منذ عشرة أعوام لا يعطيك تلك الأفضلية التي تظنها على مشجع صغير السن حديث العهد بالفريق واختار تشجيعه مثلك تماما، ربما تملك الكثير من الذكريات، ربما تعرف أكثر منه بحكم المتابعة المستمرة، ربما يعرف هو أكثر، وربما يشجع ويحب هذا النادي أكثر منك فلا داعِ للمزايدات فالهدف واحد في النهاية والفوز يسعد كليكما.
10- توقع الأسوأ "التفقير"
طقس ظهر وانتشر في السنوات الأخيرة وهو توقع الأسوأ دائما وهو عكس الثقة المفرطة في الانتصار، لا يهم إن كان الأهلي سيواجه بايرن ميونيخ أو بترول أسيوط، الزمالك يواجه الأوليمبي بصفوف مكتملة أو يواجه برشلونة بقائمة تخلو من أي حارس، اعتاد المشجعون على توقع الهزيمة، وفي كل هجمة على فريقهم يصرخون "جول، جول أهي خلاص" ويرفضون فعل المثل في هجماتهم وإن صرخ أحدهم "جول" وضاعت الكرة يتهمونه بأنه المتسبب في إهدار فرصة هدف محقق.
الأمر أشبه بالسحر الذي يستخدمه الأفارقة ويعتقدون في قدرته على تسيير اللقاءات لصالحهم، كما أن هناك ميزة خفية في الأمر، فهو يشبه التوقعات، إن خسر الفريق كما توقع المشجع سيقول لقد أخبرتكم من قبل، وإن فاز سيقول نعم، نجحت التعويذة.
في النهاية وبعد الاضطلاع على كاتالوج التشجيع في عالم الإنترنت، كم درجة من عشرة قد حصلت عليها؟ :)
مقالات أخرى للكاتب
-
الرهان الرابح .. حان الآن موعد تريزيجيه "الرجل الثاني" الثلاثاء، 19 يونيو 2018 - 18:17
-
مقال رأي - نيفيل على حق.. صلاح ليس الأفضل منذ هنري ولكن الثلاثاء، 27 فبراير 2018 - 19:48
-
مقال رأي - مصر التي لا تستحق ذاهبة إلى كأس العالم الإثنين، 09 أكتوبر 2017 - 14:29
-
دليل المشجع المثالي في عصر السوشال ميديا الأربعاء، 22 فبراير 2017 - 15:12