كتب : إسلام محمود | الثلاثاء، 19 يونيو 2018 - 18:17
الرهان الرابح .. حان الآن موعد تريزيجيه "الرجل الثاني"
في عالم يدور حول محمد صلاح، أهدافه، جوائزه، وحتى إصابته، لم يعد هناك مجالا للحديث عن أي لاعب مصري آخر، صلاح يستحق كل هذا الثناء والاهتمام بالطبع بعد موسم تاريخي نتاج عمل مستمر لسنوات، لكنه ليس الوحيد.
جنوب شرق المملكة المتحدة تقع دولة تركيا، بمساحتها الشاسعة تملك تلك الدولة الساحلية حدودًا مع آسيا وأوروبا، ودوري ليس ضمن الخمسة الكبار في القارة العجوز لكنه لا يزال جماهيريًا يملك عدة فرق صالت وجالت في أوروبا في العقد الماضي، جالاتا سراي وبيشكتاش وفينيربهاتشه أسماء يعرفها القاصي والداني في كل أنحاء العالم ومصر أيضًا بعد تجارب سابقة لنجومنا في الدوري التركي.
ليخرج علينا محترفنا محمود حسن الشهير بتريزيجيه بقرار انتقاله لقاسم باشا التركي معارا من أندرلخت البلجيكي.
"هو أهم صفقة لنا هذا الموسم. مميز في الهجوم وكذلك يقوم بواجباته الدفاعية بشكل جيد جدا لقد عملت من قبل مع لاعبين من مصر، وحتى في حالة رحيل تريزيجيه من فريقنا أو لم يرحل، فأنا بكل تأكيد أرغب في العمل مع لاعبين مصريين" – كمال أوزديش المدير الفني لقاسم باشا
منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها تريزيجيه قراره طالته أسهم النقاد والسخرية من فريقه الجديد، واتهامات بأنه اتخذ خطوات للخلف في الاحتراف وصلت لدعوات ليعود مجددا لفريقه الأول الأهلي المصري لإنعاش مسيرته التي سيذهب ليقتلها في تركيا.
حازم إمام "مندهش للغاية مما يحدث لتريزيجيه، فهو لاعب جيد للغاية، ويستحق الانضمام لفريق أفضل من قاسم باشا، كنت أتمنى استمراره في الدوري البلجيكي سواء مع أندرلخت أو أي فريق آخر، قد يكون الانتقال إلى الدوري التركي خطوة أقل له، ولكنها مهمة للمشاركة باستمرار، رغم أنه لن ينضم لأحد الثلاثة الكبار بيشكتاش وفينيرباهتشة وجلطة سراي الذين يشاركون باستمرار في بطولات أوروبا"
علي ماهر "يجب أن يعلم الكل أن الأمر ليس بيده فهو في يد أندرلخت وهو طلب الحصول على مبلغ معين والنادي التركي قرر دفعه سيتألق في تركيا وينتقل بعد ذلك لناد أكبر حتى من أندرلخت أثق في ذلك، وأؤكد أن الدوري التركي ليس سيئا بتلك الدرجة التي يراها البعض".
أغلب تعليقات الجماهير والمحللين لم تختلف عن نجوم كرة القدم المصرية رغم تأييد بعضهم لخطوة تريزيجيه، لكنها كانت غريبة ومفاجئة بالفعل وللوهلة الأولى تبدو خطوة للخلف وليس للأمام، لكن كرة القدم في النهاية لا تخضع للتوقعات بل تعترف بالجهد والعمل والمثابرة.
نجم الأهلي السابق كان عازما على التألق بعد موسم مميز مع موسكرون سجل فيه 7 أهداف وصنع 5 في 28 مباراة، أرقام مميزة لجناح.
وفي ظل صعوبة الحصول على فرصة في أندرلخت البلجيكي، ومنذ لقاءه الأول مع قاسم باشا أعلن تريزيجيه نفسه نجما للفريق.
16 هدفا وصناعة 8 في موسمه الوحيد مع قاسم باشا، جائزة أفضل لاعب في الدوري التركي وبالطبع تم اختياره ضمن تشكيل الموسم كما اختير ضمن تشكيل الأفل في الموسم من قبل موقع "هوسكورد" المهتم بالإحصائيات.
كل تلك الأسباب دفعت قاسم باشا لتفعيل بند شراء تريزيجيه نهائيا بقيمة نصف مليون يورو قبل انتهاء الموسم بغرض بيعه بـ10 أضعاف هذا المبلغ.
"لم آتي كي أكون لاعبا عاديا، أتيت كي أتطور وأصنع الفارق. يجب أن أُحدث طفرة لأجعل الجميع يعرف ماذا فعلت، لا أن يكون موسما طبيعيا فقط. كان هذا هو التحدي بالنسبة لي" - تريزيجيه
من مقاعد بدلاء أندرلخت لنجم دوري بالكامل، عروض من كبار تركيا جالا تاسراي وبيشكتاش، رباعي إنجليزي يتقدمه إيفرتون وثنائي إيطالي هم إنتر ميلان وفيورنتينا الذي يأمل تكرار تجربة محمد صلاح، الكل يخطب ود تريزيجيه.
"التعاقد مع تريزيجيه بـ5 مليون يورو الآن سيجلب لجالاتاسراي 20-25 مليون يورو مستقبلا عند بيعه" – فاتح تريم مدرب جالاتاسراي، حسبما أورد تقرير خبري تركي على لسانه.
موقع بليتشر ريبورت البريطاني نشر تقريرًا قبل كأس العالم عن 10 مواهب شابة منتظرة في روسيا 2018 كان على رأسهم نجمنا المصري محمود حسن تريزيجيه.
"يمتلك ذكاء كروي غير عادي وظهر عليه مبكرا واستحق اسم الشهرة الذي يطلق عليه لأنه كان هداف مدرسة االكرة وفرق الناشئين في فترة تألق ديفيد تريزيجيه الفرنسي" – بدر رجب
إذا كنت من متابعي DC كوميكس ستعرف أنه لم يكن باتمان لينجح وحده دون روبين في الكثير من الأوقات، كل بطل خارق يحتاج لمن يزيح عنه العبء ويقدم له الدعم في وقت ما.
لا يمكننا أن نعوِّل دائمًا على محمد صلاح ليقود مصر للانتصار، ندرك قيمته العالمية كنجم كبير في مصاف أساطير الكرة الأوروبية ميسي ورونالدو ونيمار وغيرهم، لكن يد واحدة فقط لا يمكنها التصفيق دائمًا.
"اللعب باستمرار هو الأهم بالنسبة لي، لا يهم اسم الدوري أو اسم الفريق، بل اللعب باستمرار من أجل التطور دائما
الدوري الإنجليزي والألماني قد لا يكونا خيارا جيدا إن لم تلعب أساسيا" - تريزيجيه
تصريح دل على نضج كبير في شخصية اللاعب وعقليته، لا يريد أن يكرر تجارب سابقة لمواهب مصرية فقدت بريقها بسبب الجلوس على دكة البدلاء.
تريزيجيه ربح رهانه الأوروبي هذا الموسم، دائمًا ما كان مفضلا لهيكتور كوبر لإمكانياته الدفاعية المميزة على الجناح بالإضافة لقدراته الهجومية.
لا يتململ أبدا من تألق زملاؤه ومن غياب عدسات المصورين عنه مثلما حدث في ركلة جزاء مباراة الكونغو التي حصل عليها وأعاد لنا الأمل قبل أن يسجلها محمد صلاح وينسى الأغلب مجهود تريزيجيه.
لكن كأس العالم يختلف، نحتاج الكل للتألق وليس صلاح فقط.
حان الآن موعد محمود حسن تريزيجيه حسب التوقيت المحلي لروسيا.
مقالات أخرى للكاتب
-
الرهان الرابح .. حان الآن موعد تريزيجيه "الرجل الثاني" الثلاثاء، 19 يونيو 2018 - 18:17
-
مقال رأي - نيفيل على حق.. صلاح ليس الأفضل منذ هنري ولكن الثلاثاء، 27 فبراير 2018 - 19:48
-
مقال رأي - مصر التي لا تستحق ذاهبة إلى كأس العالم الإثنين، 09 أكتوبر 2017 - 14:29
-
دليل المشجع المثالي في عصر السوشال ميديا الأربعاء، 22 فبراير 2017 - 15:12