كتب : إسلام محمود | الإثنين، 30 نوفمبر 2015 - 18:59
أهلا بكم في مانشستر يونايتد.. مسرح الأحلام المملة
يونايتد يحتل المركز الثالث في الدوري الإنجليزي برصيد 28 نقطة من 14 مباراة بفارق نقطة واحدة خلف مانشستر سيتي وليستر سيتي المتصدرين. وبفارق نقطتين عن أرسنال الرابع الذي لعب 13 مباراة فقط.
الترتيب لا يعكس الواقع كثيرًا.
يونايتد. وفي ظل "فلسفة" لويس فان جال لا يقدم أداء ممتعا لدرجة أن الفريق تعادل سلبيا في ثلاث مباريات متتالية وكان قريبا من التعادل في الرابعة قبل يسجل روني في شباك سسكا موسكو وينهي الصيام التهديفي.
يظهر الفريق في الكثير من المباريات عاجزا عن خلق فرص تهديف حقيقية ويكتفي بالتمرير ومداورة الكرة مرارا وتكرارا بحركات محفوظة للخصوم تماما.
معدل خلق الفرص ليونايتد هذا الموسم هو 7.6 فرصة في اللقاء وهو يعادل نصف معدل صناعة الفرص في أرسنال 13.8 ومانشستر سيتي 13.4 وأقل حتى من معدل ليستر البالغ 10.6 فرصة في المباراة وهؤلاء هم منافسوه على اللقب.
لا تبدو الأمور جيدة
والآن. وبعد مرور ثلاثة أشهر ونصف من الموسم لا تبدو الأمور بخير داخل جدران أولد ترافورد.
الفريق مهدد بالخروج أوروبيا بعدما أن فشل في الفوز على أيندهوفن في ملعبه واكتفى بتعادل سلبي معتاد ليتراجع للمركز الثاني في مجموعته برصيد 8 نقاط خلف فولفسبورج صاحب الـ9 نقاط الذي سيلاقيه في المباراة الأخيرة على ملعبه في ألمانيا بينما يلتقي أيندهوفن الذي يملك 7 نقاط مع سسكا موسكو متذيل المجموعة.
ويحتاج يونايتد للفوز للصعود مباشرة دون الدخول في حسبة برما إذا ما تعادل أو خسر من فولفسبورج لينتظر نتيجة لقاء أيندهوفن ويأمل أن يقدم له سسكا موسكو خدمة مجانية.
اثنان من أساطير الفريق جاري نيفيل وبول سكولز ينتقدان الفريق وطريقة لعب فان جال علنا في التلفاز والصحف.
جاري نيفيل استبعد الفريق من المنافسة على اللقب في بداية الموسم وذكر أنه برغم تطور الفريق عن الموسم الماضي إلا أنه مازال بعيدًا عن المستوى الذي يؤله لتحقيق اللقب.
وقال جاري نيفيل: "ترى مانشستر يرغب في الاستحواذ لا يرغب في الفوز. هناك فارق بين السيطرة من أجل ألا تخسر والسيطرة من أجل أن تفوز. تتعلق فلسفة فان جال بالخيار الأول".
فيما انتقد سكولز فلسفة فان جال وقال أن الفريق لا يحتاجها، جماهير مانشستر تريد أن ترى أداء هجوميا يؤدي لإحراز الكثير من الأهداف كما اعتادت.
وانتقد سكولز طريقة فان جال التي لا تساعد المهاجم واين روني البعيد عن مستواه من الأصل في تسجيل الأهداف.
كما انتقد المهاجم الفرنسي الشاب أنطوني مارسيال واصفا إياه ب"اللا مبالي" إذ قال سكولز: "مارسيال لا يهتم إذا أضاع فرصة. لا يهتم إذا سجل هدفا في حين أنه مهاجم والمهاجم يعيش لتسجيل الأهداف. لو كان هذا هو اسلوب مارسيال فينبغي على يونايتد التعاقد مع أحدهم في يناير."
الضعف الهجومي
وبالرغم من استقرار يونايتد دفاعيا هذا الموسم بخط دفاع هو الأقوى في الدوري تلقي الفريق معه 10 أهداف فقط وتطور واضح في مستوى كريس سمولينج جعله من ابرز مدافعي الدوري لكن الضعف الهجومي الواضح الذي أدى لتسجيل الفريق لـ20 هدفا في 14 مباراة بمعدل 1.4 هدف في المباراة بات جليا.
ويمكن تلخيص مشاكل يونايتد هذا الموسم في عدة نقاط:
واين روني
18 تسديدة.. 22 عرضية.. والمحصلة أن روني سجل هدفين فقط ولم يصنع أي هدف!
هذا هو ملخص ما فعله واين روني في الدوري حتى الآن. إحصائيات تليق بمهاجم لفريق يتذيل الترتيب لا تليق بقائد مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي الملقب بالولد الذهبي.
روني يلعب منذ بداية الموسم باسمه فقط ربما لأنه يضمن أن مدربه لن يغيره مهما حدث ففقد الدافع الذي يجعله اللاعب الذي يجوب الملعب بأكمله ويحرز الأهداف ويصنعها بل يشارك في العملية الدفاعية بنجاح.
النتيجة أن من بات يهتف باسم روني أصبح الآن يصفر استهجانا لمستواه.
مروان فيلايني
لا يتمتع مروان فيلايني بالمهارات التي تؤهله للعب في مركز هجومي بفريق ينافس على الألقاب فهو بالأصل لاعب ارتكاز ونجاحه في مركز اللاعب 10 مع إيفرتون في عهد ديفيد مويس لا يعني نجاحه مع يونايتد بالرغم من تقديمه لأداء جيد نهاية الموسم الماضي.
وفي ظل اتجاه الكرة للسرعة في التمرير والتحركات يبدو اللعب بلاعب يتميز بطول القامة والاعتماد على الكرات العالية أسلوبا قديما وغير مواكب لتطورات الكرة خصوصا أن فيلايني لم يحرز سوى هدف واحد طوال الموسم بالرغم من اعتماد فان جال عليه كحل هجومي يلجأ له عند التأخر بالنتيجة أو الرغبة في إحراز أهداف.
فيلايني ببطئه وعدم تمكنه من التحكم في الكرة بشكل جيد يقتل هجمات يونايتد في الثلث الهجومي بشكل يفوق دفاع الخصم.
فلسفة فان جال
أي مدرب في العالم يتمنى وجود لاعب مثل أنخل دي ماريا في فريقه. ربما أي مدرب إلا لويس فان جال!
وفي الوقت الذي يتألق دي ماريا مع باريس سان جيرمان يعاني ديباي مع يونايتد لدرجة أدت بفان جال لاستبعاده من تشكيل الفريق تماما لعدة مباريات قبل أن يعود في مباراة نورويتش ويسجل هدفا لكن بعد 23 تسديدة أكثر من نصفها ليس على المرمى و34 كرة عرضية لم تؤد لصناعة هدف.
وفي ظل اعتماد يونايتد طوال فترة أليكس فيرجسون على جناحين في اسلوب لم يخذل الفريق في المناسبات الكبيرة تجد أن جناحي الفريق الآن هم ديباي وآشلي يانج وأنطونيو فالنسيا، ومستواهم يدفع فان جال في النهاية للجوء إلى خوان ماتا وأندر هيريرا على الجناحين في الكثير من الأوقات.
أندر هيريرا أيضا تألق في نهاية الموسم الماضي ليجد نفسه هذا الموسم ملازما لدكة البدلاء، بالإضافة للوافد الجديد مورجان شنايدرلين أحد أبرز لاعب الارتكاز في الدوري الإنجليزي الذي يجلس احتياطيا للثنائي مايكل كاريك وباستيان شفاينشتايجر الذي لا يقدم هذا الأداء الكبير وتأثر الألماني كثيرا بالسن والإصابات.
وفي ظل العقم الهجومي للفريق تتساءل الجماهير لماذا فرط فان جال في روبن فان بيرسي لفينيرباشته التركي؟
وبفرض أن روبن لم يكن ليرضى بالجلوس بديلا فلما فرط الفريق في خافيير هيرناندز المتألق مؤخرا بتسجيل 10 أهداف في آخر ثمانِي مباريات له مع باير ليفركوزن ولم يشتكِ من مشاركته كبديل مع يونايتد بل نجح في هذا الدور تماما ولقب بسلوسكيار الجديد!
الإصابات ودكة البدلاء
لوك شاو ربما سيغيب لنهاية الموسم بعد إصابته المروعة. فالنسيا كذلك. فيل جونز يلعب مباراة ويغيب بعدها شهرا بالإضافة لإصابات هيريرا وكاريك وماركوس روخو.
دكة بدلاء يونايتد الفقيرة فنيا من الأصل يتواجد عليها مؤخرا الكثير من لاعبي الفريق الرديف غير الجاهزين للاعتماد عليهم الآن في ظل منافسة الفريق على أكثر من جبهة.
يجب على الفريق التدعيم في يناير لو أراد البقاء في المنافسة خصوصا مع تطور مستوى منافسيه مانشستر سيتي وأرسنال وليستر سيتي بمرور الوقت دون نسيان تأثير يورجن كلوب على ليفربول وتوتنام الذي يقدم أداءا كبيرا مع ماوريشيو بوكيتينو.
يحتاج يونايتد الدعم في الكثير من المراكز. أهمها الثلث الهجومي الذي يفتقد للاعب خلاق للفرص ومهاجم يسجل من أنصاف الفرص.
فهل ينجح فان جال في مصالحة الجماهير وتقديم أداء يليق بزعيم إنجلترا أم يستمر مسلسل الأداء الممل لتظل الجماهير تتباكى على السير أليكس فيرجسون وفترته مع الفريق؟
ربما يجب أن يشعر فان جال بالخطر على منصبه ويبدأ في تغيير فلسفته الآن في ظل عدم استقرار الفيلسوف بيب جوارديولا مع بايرن ميونيخ والأنباء المترددة عن رغبته في خوض تجربة التدريب في إنجلترا مع أحد قطبي مدينة مانشستر.
مقالات أخرى للكاتب
-
الرهان الرابح .. حان الآن موعد تريزيجيه "الرجل الثاني" الثلاثاء، 19 يونيو 2018 - 18:17
-
مقال رأي - نيفيل على حق.. صلاح ليس الأفضل منذ هنري ولكن الثلاثاء، 27 فبراير 2018 - 19:48
-
مقال رأي - مصر التي لا تستحق ذاهبة إلى كأس العالم الإثنين، 09 أكتوبر 2017 - 14:29
-
دليل المشجع المثالي في عصر السوشال ميديا الأربعاء، 22 فبراير 2017 - 15:12