كتب : أحمد فؤاد الدين | الإثنين، 29 يونيو 2020 - 15:37
المهارة الوحيدة التي لا يفعلها ميسي
يمكن أن تختار أي مهارة في كرة القدم وستجد أن ليونيل ميسي نفذها، أو على أقل تقدير حاول تنفيذها، إلا مهارة واحدة لم يقدم ميسي أبدً على تنفذيها، رغم ما لها من تأثير على الجمهور، هل تعرفها؟
ليونيل ميسي
النادي : إنتر ميامي
التمرير دون النظر للكرة أو ما يعرف ب"No look pass"، لم يقدم ميسي أبدًا على تمرير الكرة دون أن ينظر إليها، كان ذلك أمرًا غير اعتيادي من لاعب جرب كل شيء تقريبًا بل وأقدم على أفعال لم يسبقه فيها أحد.
أتذكر هدفه في ريال بيتيس العام الماضي، لم أفرح بالهدف كما فرح كثيرون رغم تشجيعي لبرشلونة، فقد توقف عقلي كثيرًا أمام السبب الذي جعل ميسي يسجل بهذه الطريقة، أن يرفع الكرة من على حدود منطقة الجزاء من زاوية بعيدة لتسقط من فوق الحارس المتقدم.
لم يفكر ميسي كثيرًا، يبدو أنه كان عازمًا على ذلك حتى قبل أن يمرر إيفان راكتيتش الكرة له، مرر الأخير الكرة فوضعها ميسي فوق الحارس، أذهلت الكرة لاعبي الفريقين، وحتى جماهير ريال بيتيس صفقت للاعب، لم أفهم الكرة حتى الآن، لا أجد سببًا منطقيًا لاتخاذ هذا القرار، ما يمنعني من الاستمتاع به كما يجب، فاللعبة تجافي المنطق تقريبًا.
لكن ميسي لم يقدم على حركة أكثر بساطة من تلك، تمرير الكرة دون أن ينظر لها أو ينظر في الاتجاه المعاكس، لماذا لا يقدم ميسي عليها؟ رغم أنه يناور بجسده بشكل استثنائي، أتذكر هدفا له في فالنسيا، انفراد بالحارس لم يلمس ميسي الكرة وتركها تدخل الشباك، كل ما فعله أنه ناور بجسده، لم يلمس الكرة، لكن الحارس تحرك مع حركة قدم ميسي فأصبح المرمى خاليا ليضعها ميسي في الشباك، فعلها كثيرًا رونالدو البرازيلي، وربما كانت من حركاته المميزة، لكن ما نحن بصدده مهارة بسيطة، إذا لماذا لا يفعلها ميسي؟
الحقيقية أن ميسي يقدم على هذه التمريرة طيلة الوقت، كل تمريرات ميسي تقريبًا لا تراه يرفع فيها عينه لينظر للكرة أو إلى موقع وصولها، يسبق ميسي الجميع بلحظات، ربما ثواني. قبل أن تصل الكرة لميسي يكون قد قرر فعلًا ما يجب فعله، لذلك ترى عيناه على الكرة، لا ينظر إلى غير ذلك، أما التمريرة وموقعها ومن يركض ناحيتها فقد تمت تلك العملية من بضع لحظات مضت قبل أن يستلم ميسي الكرة.
أتذكر تمريرة لميسي في الدوري الإسباني حاولت البحث عنها بعد المباراة على الانترنت لاحتفظ بها وفشلت، كانت مجرد رمية تماس في نصف ملعب برشلونة من الناحية اليمنى، لُعبت الكرة خلف ميسي مرتفعة عن الأرض، لم يرفع ميسي رأسه، لم ينظر، كان مرمى المنافس في ظهره، سدد ميسي الكرة لتصل إلى خوردي ألبا على الجانب الآخر من الملعب قرب منطقة جزاء الفريق الخصم، قطعت الكرة أكثر من خمسين مترًا في الهواء وسقطت أمام قدم ألبا الراكض سريعًا للحاق بها، حين استلم ميسي الكرة كان جسده بالكامل في اتجاه مرمى فريقه، لم ير ألبا، أو هكذا نظن، مرت الكرة ووصلت لألبا الذي أضاعها وأضاع فرصة الاحتفاظ بها.
أتذكر كلمات زين الدين زيدان عن ميسي "إنه يركض للأمام، يمرر للأمام، لا يهدف إلا للتقدم". هذا هو بالفعل ميسي، هذا ما يحدث مهما كانت وضعية جسده التشريحية ومهما كانت الكرة صعبة، ميسي يفكر فقط في مرمى الخصم، وليتمكن من ذلك فإنه يحاول دائمًا أن يسبق كل من في الملعب بفترة زمنية كافية لكي يرفع رأسه ويدرك موقع كل لاعب وكيف سيكون بعد لحظات من استلام الكرة.
لذلك فلن تشاهد ميسي أبدا يمرر الكرة وينظر في الاتجاه المعاكس، ميسي لا يحتاج لذلك، ميسي بالفعل لا ينظر لموقع إرسال الكرة، ميسي شاهد التمريرة قبل أن تُنفذ، قبل أن يتحرك رفاقه، قبل أن يتحرك منافسوه، قبل أن تدركها أنت في بيتك أمام شاشة التلفزيون.
مقالات أخرى للكاتب
-
لماذا لا يعلن صلاح انتمائه الحقيقي؟ الجمعة، 26 يناير 2024 - 23:03
-
المهارة الوحيدة التي لا يفعلها ميسي الإثنين، 29 يونيو 2020 - 15:37
-
قراءة مطولة في أبرز خطط كأس العالم 2018 الثلاثاء، 17 يوليه 2018 - 12:22
-
مقال رأي - متى نتوقف عن إهانة محمد صلاح؟ الإثنين، 16 أبريل 2018 - 15:23