كتب : هاني العقبي | الخميس، 01 يناير 2009 - 23:20

أبو تريكة .. أمير القلوب

أتعجب من الحملة الشرسة التى يتعرض لها أمير القلوب محمد أبو تريكة ولا أعلم لماذا، لهذا أردت أن أكتب بعضا من أوصافه الحميدة ومواقفة النبيلة حتى نعلم أننا أمام رجل يحب الخير ويجتهد فى عمله بإخلاص حتى يحصل على رضا الله عز وجل.

بداية، أكتب لأول مرة متقمصا دور الصحفي من خلال موقعي المفضل FilGoal.com فاعذروني عن أي أخطاء، لكني سأكتب ما يمليه علي ضميري و ما أنا مقتنع به حقا، لن أجامل أحدا أو أنافق أحدا لأني سأسئل أمام الله عز وجل عما كتبته، وعذرا على هذه المقدمة.

عندما علمت بالعرض المقدم إلى تريكة من الهلال السعودي والذى يبلغ نصيبه فيه 16 مليون جنية راهنت الجميع على أنه سيرفض رغم ما تردد عن موافقته، كنت على يقين بحكم معرفتي وقربي منه أنه سيرفض حتى لو كان فى اللحظات الاخيرة.

فتريكة قالها مرارا، الرزق ليس مالا فقط إنما حب الناس رزق من الله، أصبح معشوقا للجماهير وبات عاشقا لها، والدليل استعجاله اللعب أكثر دون اكتمال تعافيه.

هل أصبح لقب أمير القلوب أو معشوق الجماهير كافيا على أبو تريكة؟

سؤال آخر لنا كمصريين، كم مرة نذكر فيها أسم أبو تريكة فى اليوم الواحد؟ فى بيوتنا فى أعمالنا فى جلساتنا فى مكالمتنا فى قنواتنا، وكم مرة ندعو فيها له بالتوفيق والنجاح؟ فانظروا معى إلى كم هذا الحب.

فالسؤال الأهم هو ما الذى ارتقى بتريكة الى هذة المكانة فى قلوبنا؟

والاجابة من وجهة نظري تتمثل في النقاط التالية:

أولا: قرب تريكة من الله

ولا نزكيه على الله فأبو تريكة بشر يخطىء ويصيب ويذنب ويحسن ولكنه يحاول أن يتقرب إلى اللة بالصدقات وبر والديه ومساعدة المحتاج و قراءة القرأن، وإجازة محمد المفضلة هي الذهاب إلى الكعبة والمسجد النبوي للتقرب الى الله.

ثانيا: تريكة الإنسان

تتمنى أن يكون أخا لك او إبنا أو صديقا، تحبه بسبب مواقفه الكثيرة التى يعلمها الناس والتى لا يعلمها الناس.

وجدت من تريكة مكالمة فى اليوم التالي لوصولة من اليابان يطمئن على بعد حادث السيارة الذي تعرضت له و يخبرنى أنه علم الآن فقط، فاطمأن علي وشكرته على اهتمامه بي.

كنت أعلم أنه مشغول بموضوع العرض السعودي فلم اتحدث معه في هذا الموضوع، وبعد يومين رن جرس الباب فذهب ابني ليجد أمامه تريكة جاء ليزورني، فطمأنته علي، ولما سألته عن العرض قال لي انتهى الامر بالرفض، فأخبرته أنني كنت اعرف ردك، فضحك.

لذلك فجميع من تعامل مع تريكة يحبه لأنه انسان قبل أن يكون نجما .

ثالثا: مواقف أبو تريكة الرجولية

قليل من هم تستطيع أن تطلق عليه لقب رجلا، وتريكة من هذة النوعية، إذ يمتلك العديد من المواقف التي تدل على ذلك:

- انظر إلى موقفه العظيم فى بطولة الأمم الإفريقية 2008 عندما كتب على قميصه (تعاطفا مع غزة) فقد شعر كل واحد منا أن تريكة فعل ما يريد أن يفعله، رفع رؤسنا فوق العالم بكلمة بسيطة أسعدت العرب من المحيط إلى الخليج .

- حملته لمستشفى السرطان للأطفال.

- موقفه عندما لم يستغل شرطا جزائيا في عقده بعد عرض أحد الأندية الروسية.

- موقفه عندما رفض الملايين و قال هناك أشياء لا تباع و لا تشترى و لا تقدر بمال (يقصد الحب و العشق المتبادل بينه وبين النادي الاهلي و جمهوره).

رابعا: تريكة صانع الفرحة

أبو تريكة جعله الله صاحب الفرحة والسرور للشعب المصري بل والعربى بسبب أهدافة المؤثرة التي أحرزها سواء مع المنتخب أو الأهلي.

فمن ينسى هدفه التاريخي للأهلي أمام الصفاقسي التونسي في نهائي دوري الأبطال، أو هدفه التاريخي لمنتخب مصر في مرمى الكاميرون في نهائي كأس أمم إفريقيا 2008، أو تسديده لركلة الترجيح الحاسمة للمنتخب في مرمى كوت ديفوار في نهائي كأس أمم 2006.

خامسا: تواضع أبو تريكة

حكى لي أبو تريكة عندما قمت باستضافته في حلقة ضمن برنامج "من القلب" عن الحج، وكيف عانى كي يحج سواء بسبب منع جوزية له أن يحج أو دخوله مكة المكرمة فى عام حج فيه، فقد منع أكثر من مرة أن يدخل مكة بالرغم من معرفة رجال الامن له.

إلا أنه استطاع دخول مكة، وحكى لي عن صبى اسمه عبد الرحمن، وكيف ارتبط بأبو تريكة، وكيف ارتبط اللاعب به حتى أن هذا الصبى كان يبكي بكائا شديدا عند سفر أبو تريكة لمصر.

وشاء المولى عز وجل أن اذهب إلى العمرة والتقي تريكة من غير ميعاد، وجدته يتصل بعبد الرحمن ليأتي إليه مسرعا من جدة، وجدت صبيا ممتلئ الجسم لا تبدو علية مظاهر الثراء بل على العكس تماما علمت أنه من الصبية اللذين يعملون فى موسم الحج.

فكيف كان اللقاء فى الحرم؟ تعانقا لفترة كأنهما أصدقاء منذ زمن لم يلتقيا، وأنا أتعجب أن هذا الصبي هو الذى تحدث عنه أبو تريكة فى لقاء شاهده الملايين.

نعم، هذا هو تريكة المتواضع الذي لا يرفض طلبا لأحد صغير أو كبير غني او فقير، أبو تريكة الذى يتعامل مع الجميع على أنه أخ او إبن او أب واسالوا عمال غرف الملابس فى الأهلي أو المنتخب وكيف يتعامل معهم .

كلمة أخيرة للجميع:

محمد أبو تريكة بشر فلا يجب أن يصل بنا حب أبو تريكة إلى جعله قديسا لا يخطئ أبدا، ولا يجب على من لا يحب تريكة أن يحاول تشويه صورته ليلا ونهارا، فهو في النهاية بشر يخطىء ويصيب فإذا أصاب فله وإذا اخطا فإنه يعتذر وعلينا أن نقبل اعتذاره.

كلمة قالها أبو تريكة "القافلة تسير..." قامت عليه الأقلام فكيف كانت ستكون الحرب لو قبل عرض الهلال، من منا كان سيرفض هذا المبلغ، ولكنه فى هذة الحالة إذا قبل العرض برغم موافقة النادي الأهلي كان سيخرج علينا من يقول إنه الخائن الذى ترك الجماهير وفضل الحصول على الأموال.

ولكنه عندما لم يذهب لم يسعد بذلك الكثيرون، فشنوا عليه حربا بسبب كلمة قالها وقد اعتذر عنها ولكنهم لم يقبلوا الاعتذار.

كلمة أخيرة لأمير القلوب

لا تلتفت الى أحد واجتهد واخلص فى عملك حتى يعطيك الله ماتريد لأن الله قال (إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا) وتذكر هذة المقولة (لا سلامة من ألسنة الناس).

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات