كتب : هاني العقبي | الإثنين، 23 مارس 2009 - 21:56

دورى مختلف

أصبح الدوري الممتاز مختلفا هذا الموسم من وجهة نظري ومن وجهة نظر الكثيرين فما الذي حدث؟ وهل هذا الاختلاف جاء بضربة حظ أم أنه نتيجة لعدة عوامل أدت إلي هذا الاختلاف.

في الماضي في مثل هذا الوقت من عمر الدوري أما أنه قد حسم لمصلحة الأهلي أو الزمالك أو أن المنافسة بينهما فقط ويدخل الاسماعيلي علي فترات متباعدة.

أما الآن فالمنافسة بين الأهلي والاسماعيلي وانبي وحرس الحدود وبتروجيت علي درع الدوري وعلي المراكز المتقدمة والمربع الذهبي وأظن أن الزمالك يسير في الطريق الصحيح وقد يحدث مفاجأة سارة لجماهيره ويحتل مركز متقدما وخصوصا أنه بدأ يتلافى الأخطاء التي حدث في الماضي والكل يعلمها.

ومن وجهة نظري هناك أسباب لهذا الاختلاف في الدوري منها:

1.الجرأة وعدم الخوف من الكبار

أصبحت جميع فرق الدوري بلا استثناء تسعي للفوز بغض النظر عن المنافس فوجدنا نتائج عجيبة هذا الموسم، الشرطة تهزم الأهلي وبتروجيت يهزم الاسماعيلي ذهابا و إيابا وحرس الحدود يهزم الزمالك ذهابا وإيابا، والأوليمبي يهزم الزمالك وبتروجيت، و إنبي يتعادل مع الأهلي ويهزم الاسماعيلي.

كما شهدنا هذا الموسم نتائج عجيبة 6-2، 4-0، 4-2، 3-3، 3-2، وكلها أرقام غريبة علي الدوري الذي شهد كثافة تهديفية عالية جدا.

وقد ساهم في هذا انتقال لاعبي الأهلي والزمالك والاسماعيلي إلي باقي أندية الدوري فساهم ذلك في عدم الخوف من أندية القمة وعلى سبيل المثال علاء إبراهيم و أحمد فوزي و إسلام الشاطر وعبد االحميد بسيوني وعادل مصطفي وعمرو فهيم ووائل القياني ومحمد صديق و وائل شيتوس و طارق السيد والكثير من لاعبي أندية القمة أدي انتقالهم لهذه الأندية إلي جرأة اللاعبين والسعي للفوز دائما.

2.الأندية صاحبة الإمكانيات العالية ( الشركات والمؤسسات):

أدي دخول هذه الأندية إلي ساحة البطولات إلي اشتعال المنافسة و ارتفاع المستوي لما تملكه هذه الأندية من إمكانات مادية وبشرية وإعلامية كبيرة فالحرس و الجيش و بتروجيت و إنبي والشرطة وبترول أسيوط و الاتصالات أثرت الدوري بما لديها من استقرار فني و إداري حتي رأينا نهائي بطولة الكأس بين إنبي و حرس الحدود فأعادت هذه الأندية اكتشاف اللاعبين بل و المدربين أيضا.

3.تطور فكر المدربين:

وأظن بل و أنا متأكد من أن كثرة مشاهدة المدربين واللاعبين لدوريات أوروبا و بطولات الأندية الإوربية قد ساهم في رفع مستوي الكرة عموما، فنحن على سبيل المثال في بتروجيت يكون الحوار غالبا في غرفة الملابس عن مباريات الأمس التي كانت بين برشلونة والريال أو المان يونايتد وتشيلسي أو ليفربول وأرسنال و دائما تكون المناقشات حول هذه المباريات و

كيفية اللعب وكيفية إدارة المباراة والتغيرات والسرعات التي فيها وهذا في أغلب أندية مصر.

وقد لاحظنا التطور الذي حدث للمدربين واللاعبين من خطط هجومية وسرعة اللعب والجمل التكتيكية التي نراها الآن في ملعبنا.

4.ارتفاع اللياقة البدنية:

بعد ان كان التدريب فى الماضى مرتان فى الاسبوع ثم أصبح ثلاثة ثم تطور إلى تدريب يومي أصبح الأن فى مصر التدريب فى أوقات كثيرة ومرتين فى اليوم الواحد فى جميع أندية الدورى وأدى ذلك الى ارتفاع اللياقة البدنية للاعبى مصر فنشاهد بداية المباراة مثل نهايتها ونرى أهدافا فى الدقائق الاخيرة بعد أن كان ذلك مقصورا على الأهلى فقط.

فبتروجيت يتعادل مع الأهلى فى الدقيقة 90 فى السويس، والجيش يتعادل مع الاتصالات فى الدقيقة 96، والإسماعيلى يهزم المصرى فى الدقيقة93 بعد تعادل المصرى فى الدقيقة 90 ، وهو بعشرة لاعبين.

وكم من بطولات خرجنا منها بسبب نقص اللياقة حتى تدارك مدربونا هذا النقص الخطير فى اللياقة البدنية للاعبينا وانعكس هذا التطور فى اللياقة على منتخبنا الوطنى فبداية البطولة مثل نهايتها فشكرا لمدربينا على هذا المجهود الرائع.

5.الاهتمام الإعلامي:

في الماضي كان لا يذاع إلا أربع مباريات لكل فريق مع الأهلي والزمالك فقط أما الآن فانتشار القنوات الفضائية و إذاعة أغلب المباريات على الهواء كما أن المباريات التي لا تذاع علي الهواء تسجل و تذاع، و أدي ذلك إلي إحساس اللاعبين أنهم تحت دائرة الضوء الإعلامي فيحاول كل واحد منهم إخراج أفضل ما لديه ففي الماضي كان يخرج أفضل ما لديه في مباراة الأهلي و الزمالك فقط , أما الآن فإذاعة المباريات أعطت الدافع للاعبين لإخراج أفضل ما لديهم في كل المباريات.

وانظروا معي إلى كم القنوات الفضائية و الإذاعية والصحف الرياضية الأسبوعية و اليومية بالاضافة لمواقع الانترنت الرياضية، فأنا أظن أن هذا عامل كبير ومهم في تطور مستوي الكرة في مصر عموما وهذا الدوري خاصة.

6.حلم الاحتراف:

وهو الحلم الذي أصبح حلم يراود لاعبي مصر جميعا فأصبح الجميع يسعي للعب لمنتخب مصر ومنه إلي الاحتراف الخارجي حيث المال والتألق والشهرة والعالمية والسير على درب لاعبين محترفين ناجحين مثل ميدو ومحمد زيدان وعمرو زكي، فأصبح اللاعبين أكثر حرصا علي لياقتهم ومستواهم الفني و البدني.

فإذا سألت أي لاعب في مصر عن حلمه سيقول الاحتراف ففي الماضي كان الهدف اللعب للأهلي أو الزمالك أما الآن فالاحتراف الخارجي أصبح حلما للاعبي مصر وهو ما أدي إلي تطور المستوي الفني والبدني في مصر , وتجب التحيه هنا للمعلم حسن شحاتة الذي فتح أبواب المنتخب أمام لاعبي مصر بلا استثناء حيث يعتبر الانضمام للمنتخب هو البوابة الرئيسية لتحقيق حلم الاحتراف الخارجي

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات