ناجلسمان "أمير الانتقام" من نوير.. لم يتعلم درس أليجري مع بيرلو
الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 13:23
كتب : محمد رؤوف
"بيرلو يحتاج إلى حافز جديد".. 20 فبراير 2012
"لم أشك في جودة أندريا على الإطلاق من قبل".. 1 ديسمبر 2014.
هل تعلم أن قائل المقولتين هو نفس الشخص؟ ماسيميليانو أليجري مدرب ميلان ويوفنتوس في الوقتين المذكورين.
ماذا حدث؟ وما علاقة انتقام يوليان ناجلسمان مدرب ألمانيا من "قائد" المنتخب مانويل نوير بذلك؟
يستعرض FilGoal.com قصة علاقة أليجري ببيرلو وما حدث الذي يجب أن يتعلمه ناجلسمان.
رحيل بعد عدة خلافات
في البداية رحل بيرلو عن ميلان بعد قضاء 10 أعوام بسبب عدة خلافات، لكن كانت أعواما مليئة بالإنجازات والحصول على جميع البطولات الممكنة لأكثر من مرة.
وتمكن لاعب الوسط الإيطالي من التتويج بالدوري والكأس والسوبر المحليين، بجانب دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، حتى على مستوى منتخب بلاده فتوج بكأس العالم 2006.
وبالتالي تمت معاملة بيرلو كأسطورة في ميلان، ولكن النهاية لم تكن الأفضل.
تحدث المايسترو الإيطالي يوم 17 يوليو 2014 لصحيفة "لا جازيتا ديلو سبورت" الإيطالية قائلا: "السبب الحقيقي في رحيلي هو أليجري، كان يريد أن يضع مارك فان بوميل أو ماسيمو أمبروزيني أمام الدفاع بدلا مني".
وأضاف "هذا الأمر يجبرني على تغيير مركزي ورفضت ذلك وقلت لا، شكرا ومن ثم اخترت الانتقال ليوفنتوس".
وأنهى "ميلان لم يكن يرغب في تواجدي بعد الآن وليسوا في حاجة لي، فهمت ذلك بعد حديثنا مباشرة، أليجري فضل لاعبين آخرين علي في نفس المركز".
أليجري والوقوف على مسافة واحدة
رد أليجري على بيرلو بعدها، وكان الرد على اعتبار أن من الممكن الاجتماع مع لاعب الوسط مرة أخرى، كيف؟ سترى.
قال المدير الفني لميلان وقتها في إذاعة راديو محلية يوم 20 فبراير 2012 أي بعد انتقال بيرلو للبيانكونيري "بيرلو لاعب مذهل وعمل بشكل جيد جدا في يوفنتوس".
وأنهى حديثه "أحيانا تحتاج إلى التغيير في الحياة، وبيرلو كان في حاجة إلى حافز جديد ووجد ذلك في يوفنتوس بعد 10 أعوام في ميلان، لكن لديه الجودة".
وبالتالي لم يغلق الأبواب مغلقة في وجه بيرلو، ولما لا العمل سويا معا؟ في إيطاليا لا تعرف أبدا ماذا سيحدث، ولا يتم استبعاد الانتقال إلى أي نادي وأولهم النادي المنافس لك بشكل مباشر.
والمثال الأول بيرلو نفسه، صنع تاريخه مع ميلان ومن قبلها كان يلعب في غريمهم في المدينة إنتر ميلان، حتى مسمى ملعب النيراتزوري على أسطورة والهداف التاريخي النادي جيوزيبي مياتزا انتقل إلى ميلان ويوفنتوس وفي النهاية عاد للأفاعي مرة أخرى قبل الاعتزال، فهذا أمر طبيعي في بلاد البيتزا وأول من فعلوه.
العمل معا في يوفنتوس
بعد انتقال بيرلو إلى البيانكونيري والتدرب تحت قيادة أنتونيو كونتي والفوز بالدوري أمام ألجيري من ميلان.
قرر كونتي الرحيل عن السيدة العجوز بعد العودة للتتويج بالبطولات بعد الصعود لدوري الدرجة الأولى.
إدارة النادي بقيادة أندريا أنييلي قررت التعاقد مع أليجري ليجتمع الثنائي مرة أخرى.
التوقعات الطبيعية أن كيف سيعملان معا في يوفنتوس بعدما حدث في ميلان، واعتراف بيرلو أن أليجري لم يكن في حاجة إليه مرة أخرى.
الحقيقة أن بعد تألق بيرلو مع كونتي في مركز رقم 6 أو كـ"ريجيستا" الذي فضل أليجري عليه فان بوميل وأمبروزيني، قرر المدرب الإيطالي إحتواء بيرلو في يوفنتوس وعدم الدخول في خلافات، بل اعتمد عليه بشكل أساسي في التشكيل والتتويج مرة أخرى بجميع البطولات المحلية والوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا ضد برشلونة في عام 2015.
وعلق بيرلو على اعتماد أليجري عليه وعبر عن سعادته بذلك يوم 16 أبريل 2015 لشبكة "سكاي سبورتس" الإيطالية قائلا : "أليجري جلب لنا الهدوء في الفريق ولم يعط أهمية كبيرة للمباريات أكثر من أن يجب علينا الفوز بها للمضي قدما، لا يجب أن نلعب كرة قدم جميلة، لكن يلزم علينا تحقيق الفوز فقط".
وأنهى حديثه "أليجري أعطانا الأمان ويعتبر خبيرا في دوري أبطال أوروبا مع ميلان وهذا ساعدنا".
في نفس الموسم تمكن يوفنتوس من الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا والخسارة من برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف.
ومدح ألجيري لاعبه بيرلو في نفس الشبكة في 1 ديسمبر 2014: "لم أشك في جودة أندريا على الإطلاق من قبل".
وتحدث بيرلو خلال الأسبوع الجاري عن أليجري قائلا: "لقد أمضيت عاما جيدا جدا معه في يوفنتوس، وكان ذلك بمثابة حبة الكرز على الكعكة، لكن رحلت لأنني لم أكن أريد أن أكون عبئا على النادي".
وأنهى "لم أرد الغياب عن المباريات الهامة، لذلك فضلت الرحيل عن يوفنتوس حتى لو كان لا يزال لدي عام في عقدي".
ومن هنا أوضح بيرلو الذي يعمل كمدير فني لسامبدوريا حاليا أن ألجيري تمكن من الفصل بين تجربة ميلان ويوفنتوس في المعاملة كشخص وكفنيا أيضا، إذ قدم بيرلو أفضل مستوياته بعدما كانت التوقعات بأنه انتهى.
ناجلسمان والانتقام من نوير
ماذا حدث لكي يريد ناجلسمان الانتقام من نوير؟ وكيف سيتم ذلك بالأساس؟.
قرر ناجلسمان المدير الفني لبايرن ميونيخ الموسم الماضي رحيل توني تابالوفيتش مدرب حراس المرمى بعد 12 عاما من العمل في النادي البافاري.
لم يمر ذلك مرور الكرام فخرج نوير مهاجما قرار المدير الفني الألماني يوم 3 فبراير الماضي لموقع "ذا أثلتيك" قائلا: "لقد تم ضربي بقوة شديدة بسبب هذا الخبر، أخبرني مسؤولو النادي، جاء ذلك من العدم، لم أفهم ذلك على الإطلاق".
وأنهى حديثه "لم أتمكن من تصديق ذلك، أشعر أن قلبي قد انتزع، هذا الأمر الأكثر وحشية الذي شهدته في مسيرتي المهنية، وللعلم لدي الكثير من التجارب".
بداية الحرب بين ناجلسمان ونوير
من يومها بدأت الحرب بين المدير الفني الألماني وقائد الفريق ففي 6 فبراير أي بعد ثلاثة أيام فقط، خرجت صحيفة "كيكر" الألمانية لتؤكد أن العلاقة بين الثنائي تم تدميرها بسبب قرار رحيل تابالوفتيش.
والأكثر من ذلك فالمدرب الحالي لمنتخب ألمانيا يفضل أن يجعل جوشوا كيميتش كحلقة اتصال وأخذ آرائه وإشراكه في الأمور الخاصة بالفريق مع استبعاد نوير.
وعبرت الصحيفة أن العلاقة بين الثنائي "يصعب إصلاحها" في إشارة إلى أن العلاقة الشخصية بينهما دمرت تماما.
عكس ما فعله أليجري مع بيرلو في وقت الرحيل من ميلان والانتقال إلى يوفنتوس والحفاظ على العلاقات.
محاولة "خادعة" من ناجلسمان للحفاظ على نوير
حاول المدير الفني الشاب أن يحافظ على العلاقة مع نوير ولكن بشكل مخادع، لماذ؟ ستعرف بعد ذلك.
ففي 10 فبراير الماضي وتوالي الأحداث سريعا تحدث للصحفيين بعد مباراة بوخوم قائلا: "كل شيء أتحدث فيه مع اللاعبين يبقى داخل غرفة تغيير الملابس".
وواصل "وظيفتي أن أدعم نوير وأطلب منكم أن تتركوا أي شيء آخر، الأمر سيتم دفنه قريبا، يعلم الجميع أن شفاء الجسد يرتبط ارتباطا وثيقا بالأفكار الموجودة في رأسك".
وأنهى "نوير الآن قائد الفريق ومتأكد بأنه سيعود من الإصابة كحارس مرمى عظيم مرة أخرى".
"لوبي" في غرف تغيير الملابس على ناجلسمان
نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية أن تكون "لوبي" بين اللاعبين في غرف تغيير الملابس أي هناك من يؤيد استمرار المدير الفني الشاب وهناك من ضد وجوده ويطالبون برحيله.
فكان هناك ستة لاعبين يريدون إقالة ناجلسمان من قبل إدارة النادي البافاري، وبالتأكيد حسب الصحيفة فأول من يؤيد فكرة إقالته هو مانويل نوير بالإضافة إلى سفين أولريتش حارس المرمى، أي أن الثنائي كان مرتبطا وتأثر بتابالوفيتش ورحيله.
بالإضافة إلى سيرجي جنابري وجمال موسيالا وليروي ساني وساديو ماني، جميعهم لا يريدون ناجلسمان.
وقررت إدارة بايرن ميونيخ إقالة ناجلسمان يوم 24 مارس الماضي.
وفي 22 سبتمبر الماضي أعلن الاتحاد الألماني عن التعاقد مع ناجلسمان ليدرب المنتخب الأول، وتأتي له فرصة الانتقام من نوير.
انتقام ناجلسمان من نوير
خلال مؤتمر صحفي لناجلسمان في الأسبوع الجاري تحدث عن فكرة عودة نوير لمنتخب ألمانيا مرة أخرى وعن كونه القائد الأساسي ومن هنا تمكن ناجلسمان من توجيه الضربة له.
فتم سؤال ناجلسمان عن ارتداء نوير شارة القيادة في حال عودته مرة أخرى: "سيظل إلكاي جوندوجان قائدا للمنتخب، من المهم أن يكون لديك الاستمرارية والاستقرار وعدم التغيير، وأنا سعيد جدا بذلك".
ويرتدي نوير شارة قيادة المنتخب منذ 9 مارس 2014 إذ كانت المرة الأولى ضد الأرجنتين في مباراة ودية ومنذ ذلك الموعد وهو القائد، إلا أن ناجلسمان قرر أن ينتقم دون التعلم ومعرفة درس أليجري وبيرلو، لأن بالتأكيد ذلك سيؤثر على نوير إذا عا مرة أخرى للمنتخب.