معركة بريطانيا.. سر العداء الكروي بين إنجلترا واسكتلندا
الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 22:35
كتب : عمرو عبد المنعم
«أي لاعب اسكتلندي يرغب في مساعدة بلاده يمكنه التواصل مع اللورد آرثر كينيرد».
نداء تحدت بيه إنجلترا الشعب الاسكتلندي لخوض مباراة كرة قدم بين المنتخبين.
من هنا بدأت معركة بريطانيا الكروية بين إنجلترا واسكتلندا.
جاسكوين وسر احتفال «كرسي طبيب الأسنان»
إنجلترا.. للتخلص من لقب «بطل الأرقام القياسية السلبية في اليورو»
معركة بريطانيا.. هو اللقب الذي أطلق على مباراة منتخب إنجلترا ضد اسكتلندا.
بعد أكثر من 150 عاما على بداية مباريات إنجلترا ضد اسكتلندا، تنتظرنا مواجهة مثيرة جديدة بينهما في بطولة الأمم الأوروبية (يورو 2020).
صراع كروي شهد الكثير من الإثارة بين إنجلترا واسكتلندا، يستعرض معكم FilGoal.com تاريخه منذ البداية وحتى الآن.
تاريخ طويل من الصراع والتنافس بين الجزر البريطانية امتد لعدة قرون وانتقل بدوره إلى المنافسات الرياضية.
«بالنسبة للملايين فإن هذه المواجهة تمثل فرصة من أجل الانتصار النهائي على العدو«.. هكذا وصفت صحيفة جارديان الإنجليزية مباراة منتخب إنجلترا ضد عدوه استكلندا.
صراع كروي طويل
بدأ الصراع الكروي بين إنجلترا واسكتلندا منذ عام 1870 وتعتبر مباراة إنجلترا واسكتلندا هي أكثر مباراة تكررت بين منتخبين في العالم.
صراع أشعل فتيله تشارليز ويليام ألكوك سكرتير الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الذي أعلن التحدي للشعب الاسكتلندي ونشر في الصحافة الإنجليزي يطلب من لاعبي كرة القدم في اسكتلندا اللعب ضد منتخب إنجلترا، وأن أي لاعب كرة قدم اسكتلندي يستطيع المشاركة في هذه المباراة.
بالفعل تم الاتفاق على لعب 5 مباريات ودية بين منتخبي إنجلترا واسكتلندا خلال الفترة من 1870 و1872. وأقيمت جميع المباريات في لندن وفاز منتخب إنجلترا بـ3 مواجهات وانتهت مباراتين بالتعادل.
ازداد الكره والغضب من الشعب الاسكتلندي تجاه إنجلترا بسبب التفوق عليهم في المواجهات الكروية الأولى بينهما.
كارثة إيبروكس
استمر الصراع الكروي بين إنجلترا واسكتلندا ونظمت المملكة البريطانية بطولة داخلية لكرة القدم (بطولة بريطانيا) تضم منتخبات التاج البريطاني وهي إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا.
جاء عام 1902 بالتحديد يوم 5 أبريل وهو موعد نهائي البطولة بين اسكتلندا وإنجلترا.
ستخوض اسكتلندا المباراة النهائية على أرضها في استاد إيبروكس الذي سيستضيف أول مباراة دولية له.
تم حشد الجماهير الاسكتلندية بنجاح، حوالي 68 ألف مشجعا يملئون مدرجات الملعب الخشبية.
في هذه الحقبة الزمنية وقبل استخدام تذاكر دخول المباريات والمقاعد في المدرجات، لم يأخذ في الاعتبار هو كيف سيتم معرفة أن مدرجات الاستاد اكتملت من أجل غلق الأبواب أمام آلاف الجماهير.
هنا كانت الفكرة أن يحمل منظمو المباراة وعددهم 50 شخصا لافتات يرفعونها عند اكتمال العدد في كل مدرج من مدرجات الملعب.
لكن أيضا ما لم يتم الحذر منه هو الأمطار التي هطلت بشدة اليوم الذي يسبق المباراة، ما أثر بشكل كبير على المدرجات الخشبية التي استقبلت بعد أقل من 24 ساعة من سقوط الأمطار عليها 68 ألف مشجعا.
انطلقت صافرة بداية المباراة وبعد مرور 30 دقيقة حدثت الكارثة.
سقط جزء من المدرجات الخشبية الذي انهار بسبب تأثير الأمطار وأعداد الجماهير الكبيرة.
ما أدى إلى وفاة 25 مشجعا وإصابة أكثر من 500 آخرين.
توقفت المباراة ولكن بعد عدة مشاورات عادت مرة أخرى وانتهت بالتعادل 1-1، وتم الاتفاق إلى إعادة المواجهة بينهما ولكن في ملعب فيلا بارك في إنجلترا والتبرع بجميع العائدات المادية إلى أسر الضحايا والمصابين.
أما ملعب إيبروكس تم تجديده بعد ذلك واستبدلت المدرجات الخشبية بأخرى خرسانية.
استمر الصراع الكروي بين إنجلترا واسكتلندا إلى أن وصل لمرحلة أكبر بينهما عندما لعبا في نهائي بطولة بريطانيا عام 1928 في لندن.
اكتسح منتخب اسكتلندا المنتخب الإنجليزي بنتيجة 5-1 في ملعب ويمبلي ووسط الجماهير الإنجليزية.
انتظر منتخب إنجلترا 33 عاما للثأر من هذه الهزيمة الكبيرة والتاريخية عندما سحق اسكتلندا بنتيجة 9-3 في نهائي بطولة بريطانيا في عام 1961.
وفاز منتخب إنجلترا بكأس العالم عام 1966 وقدم أداء مميز ولم يتعرض لأي هزيمة في 19 مباراة متتالية إلى أن جاء نهائي بطولة إنجلترا ضد اسكتلندا عام 1967 في ويمبلي.
مرة جديدة نجح منتخب اسكتلندا في تحقيق المفاجأة وهزيمة إنجلترا على ملعبه ووسط جماهيره.
وقتها ادعى الاسكتلنديون أنهم أبطال العالم في كرة القدم ولما لا وهم من هزموا حامل اللقب منتخب إنجلترا.
في عام 1977 وبمجرد إطلاق صافرة نهاية نهائي بطولة بريطانيا وفوز اسكتلندا على إنجلترا في ملعب ويمبلي، اقتحمت الجماهير الاسكتلندية أرض الملعب ومزقوا الشباك وأعمدة المرمى فرحا بالانتصار.
هزيمة أطاحت بـ دون ريفي مدرب منتخب إنجلترا وقتها والذي تولى بعدها بعدة سنوات تدريب الأهلي.
وجاء اللقاء المرتقب بين إنجلترا واسكتلندا في يورو 1996 وهي أول مباراة تجمع المنتخبين منذ 7 سنوات.
قبل البطولة كانت الشائعات تقول إن الاتحاد الأوروبي سيفصل بين المنتخبين حتى لا يقعا معا في مجموعة واحدة.
لكن هذا لم يحدث.
بمجرد سحب القرعة ووقوع إنجلترا مع اسكلتندا في مجموعة واحدة تم بيع كل تذاكر المباراة في أقل من 48 ساعة.
ورغم أن المباراة لعبت في ملعب ويمبلي وسط جماهير إنجلترا إلا أن اسكتلندا كانت صاحبة الأرض بعدما جاءت القرعة في صالحها لتكون صاحبة الملعب.
وفاز منتخب إنجلترا بثنائية دون رد، والهدف الثاني جاء بقدم بول جاسكوين الذي قال عنه أنه أفضل هدف سجله في حياته.
مباراة فاصلة
استمر الصراع الكروي المشتد بين إنجلترا واسكتلندا إلى تصفيات بطولة أمم أوروبا 2000 في هولندا وبلجيكا عندما أوقعت قرعة المباريات الفاصلة المؤهلة للبطولة المنتخبين في مواجهة واحدة.
كانت هذه المواجهة هي الأولى بينهما منذ 3 سنوات والأغلبية كانت من نصيب الأسود الثلاثة الذي حققوا الفوز في إنجلترا بثنائية بول سكولز، بينما لم يكف فوز اسكتلندا في مباراة العودة بهدف واحد لتأهل الفايكينج للبطولة.
عودة بطولة بريطانيا
في 2013 كانت هناك اقتراحات بعودة بطولة بريطانيا أو على الأقل مباراة واحدة بشكل منتظم بين إنجلترا واسكتلندا، لكن الاقتراحات لم تنفذ.
اكتفى المنتخبين بلعب مباراة ودية في لندن وأخرى في جلاسكو عامي 2013 و2014 ضمن احتفالات الاتحاد الإنجليزي بالذكرى رقم 150 لتأسيسه.
وكانت المواجهة الأخيرة بين إنجلترا واسكتلندا في تصفيات كأس العالم 2018 في روسيا، وفاز الإنجليز في الذهاب في لندن 3-صفر، وانتهت مباراة الإياب في جلاسكو بالتعادل 2-2.
***
حتى الآن لعب منتخب إنجلترا ضد اسكتلندا 113 مباراة، حقق خلالها المنتخب الإنجليزي 48 انتصارا مقابل 41 لمنتخب اسكتلندا، و24 تعادلا بينهما ثلاثة منها فقط دون أهداف.
وكانت بداية المواجهات بينهما تصب في صالح منتخب استكلندا الذي حقق 10 انتصارات خلال أول 16 مباراة.
استمرت هيمنة اسكتلندا على المواجهات ضد إنجلترا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي خلال فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وحقق خلالها منتخب اسكتلندا 29 فوزا مقابل 19 لإنجلترا.
لكن هذه الهيمنة انقلبت تماما لصالح الإنجليزي بعد الحرب العالمية الثانية.
ليصبح التفوق لصالح منتخب إنجلترا في مواجهاته الشرسة والمثيرة مع اسكتلندا حتى الآن.
والآن.. الجميع يستعد لمواجهة جديدة بين إنجلترا واسكتلندا في يورو 2020 عندما يلعب المنتخبين في ملعب ويمبلي ضمن منافسات المجموعة الرابعة.