قراءة في مستقبل برشلونة بعد نجاح لابورتا.. للابتعاد عن واقع ومستقبل مظلم
الأربعاء، 10 مارس 2021 - 16:34
كتب : إسلام مجدي
الكثير من الطموحات والآمال خالجت أفكار جماهير برشلونة، مع بسمة أمل فور الإعلان عن نجاح خوان لابورتا رئيسا للنادي الكتالوني، لكن بجانب تلك الآمال هناك تحديات كبيرة لا يمكن تجاهلها.
بغض النظر عن هوية من كان سيصبح رئيسا لبرشلونة، فهذا لم يكن ليغير حقيقة الوضع السيء الذي يعيشه النادي خاصة من جانب الديون والمشاكل المالية الضخمة والوضع الإداري.
قبل كل شيء طرأت قصة مستقبل ميسي على الساحة وفرضت نفسها كقضية يجب أن تُحل، ودين يصل إلى 1.43 مليار دولار يحتاج لتسهيلات وسداد، والمنافسة على البطولات ليست في أفضل حالاتها.
إذا لنراجع سويا أولويات مجلس الإدارة المنتخب بغض النظر عن هويته
- عقد ميسي
- الديون
- فاتورة الرواتب الكبيرة
- قدرة النادي على المنافسة
تلك أبرز 4 ملفات أمام مجلس الإدارة المنتخب كائنا من كان.
مشروع فونت وخطته لإدارة موارد النادي وتطويرها احتلت الكثير من العناوين مع اقتناع البعض بأنها ستحل الأزمة المالية، لكن في المقابل لابورتا كان يتصرف وكأنه فاز بالانتخابات بالفعل، ووعوده كانت دوما أشبه بوعد شخص في منصب لا مرشح رئاسي.
لابورتا فاز بالفعل، ومع فوزه أصبحت هناك العديد من الوعود والتطلعات والآمال، أبرزها طرح فكرة "لما لا يعود برشلونة في النتيجة أمام باريس سان جيرمان". وآخر حول "استمرار ميسي مع برشلونة وثقته من ذلك".
أولا.. ما طبيعة المستقبل الذي يواجه برشلونة بعد نجاح لابورتا؟
يجيب عن هذا السؤال جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدينشيال" وعدد من الصحف الإسبانية.
"المستقبل مظلم قليلا لبرشلونة، والحاضر كذلك".
"السبب الرئيسي هو اقتصاد النادي والذي يقع حاليا في فوضى كبيرة للغاية".
سوء الإدارة المادية كما وصفت صحفيا كبدت النادي دينا يقدر بـ1.17 مليار يورو، وبالنسبة لأي مجال عمل طبيعي يعني الإفلاس.
يتابع كابيزا حديثه في هذا الصدد، قائلا: "تقنيا النادي على وشك الإفلاس، بالطبع لن يختفي أو يغلق أو شيء من هذا القبيل، لأن النادي مهم ولن يتقب أحد سقوطه بهذا الشكل".
وأضاف "يمكننا النظر إلى الماضي ونحاول تحليل وقت لابورتا، كان لديهم نجاح رياضي كبير، لكن كان بسببه؟ بالطبع بعض النجاح كان له، لكن كان هناك اشخاص آخرين لم يعودوا موجودين وبالطبع بعض الحظ".
وأكمل "دعني أوضح بمثال، لابورتا أراد تعيين مورينيو، أو على الأقل قال ذلك حينها، لكنه لم يتمكن من الوصول إليه، لذا بعد مراجعة الخيارات الأخرى عين بيب جوارديولا والذي كان يدعم مرشح مختلف تماما حينما نجح لابورتا في الانتخابات".
وأردف "كان ذلك أمرا كبيرا للنادي، به بعض الحظ، الوضع صعب الآن خاصة بوجود إرث الإدارة السابقة".
هذا بالنسبة للوضع، لكن كيف يرى النجوم السابقين والذين كان لهم حق التصويت؟
يجيب عن هذا السؤال خوان مانويل أسينسي نجم برشلونة السابق:
"مستقبل النادي؟ نحتاج لعمل كبير على الجانب الاقتصادي والمؤسسي والرياضي، برشلونة حاليا بحاجة لاتخاذ قرارات هامة في كل النواحي".
"المستقبل – مع الحذر من المشاكل الواضحة جدا- أراه بتفاؤل، خاصة مع التحركات من اللحظة الأولى لنجاح الإدارة الجديدة مثل اختيار استراتيجية للتغيير وضم محترفين كبار لقيادة النادي في أماكن حيوية إداريا".
قبل الحديث عن بنية الرواتب يجب أن نوضح أن هذا يعني منح الرواتب المنطقية بناء على الأداء لا منح رواتب كبيرة غير منطقية مقارنة بالأداء وقيمة اللاعب في السوق.
لنراجع سويا بنية رواتب اللاعبين في برشلونة:
والآن لنناقش تحديات الإدارة في هذه النقطة مع جونزالو كابيزا:
"لن يتمكن من تعديل بنية الرواتب على الإطلاق، أولا لابورتا أتى للنادي في وقت كرة القدم كانت تتطور، ورث ناديا أصغر من الذي تركه".
"كرة القدم تغيرت بشكل دراماتيكي بين فترته الماضية والحالية، وهو أمر جيد".
"لكنني سأقول إن لابورتا كان بداية الدفع الكبير أكبر مما يستحق بعض اللاعبين، في الحقيقة فكر في ذلك ليقترب من الفريق، وميسي أبرز مثال على ذلك، لم ينته عقده قط، لطالما كان يمدده بالأضعاف".
"هذا الأمر حدث مع لابورتا وساندرو روسيل وجوسيب بارتوميو كذلك".
"الآن بالطبع، هو وقت التغيير، قد يعيد يغير شكل الرواتب لكنه لا يمكنه فعل أي شيء آخر إضافي، النادي بحاجة لتقليل النفقات ولابورتا سيواجه مشاكل كبيرة في المستقبل القريب مع النادي".
"لابورتا شخص ذكي ويمتلك كاريزما جيدة، حقق أشياء رائعة، لكنه ليس رجل أعمال رائع، سيحتاج لمساعدة فريقه، نقاط قوته في أشياء أخرى غير تلك النقطة".
"مشكلة برشلونة هي امتلاك دين كبير جدا ووقت قصير للغاية لرد الدين".
"لذا النادي بحاجة لأموال كبيرة".
لكن يظل التساؤول.. ماذا عن مشروع Barca Corporate؟
هذا المشروع يهدف لإنقاذ اقتصاد النادي من أزماته المالية، الفكرة ولدت عام 2015، تحت ولاية جوسيب بارتوميو ويهدف لحصد الربح من خلال المؤسسة نفسها.
كيف يتم ذلك؟ المشروع كان يهدف منح رئيس النادي شكل قانوني من أجل إتمام 4 مشروعات لإنشاء شركة برشلونة، والبحث عن شريك استراتيجي يضخ الموارد الاقتصادية للنادي ولتنميته، يتم إعداد استراتيجية العمل من قبل الإدارة وتقديمها إلى الشركاء المحتملين.
المشروعات الأربعة حتى الآن هي أكاديمية برشلونة وجامعة برشلونة أو يعرفها البعض بمركز برشلونة للابتكار وبرشلونة للتراخيص والتجارة واستوديوهات برشلونة، اندماجها معا هو مشروع شركة برشلونة الشهير.
يوضح لنا كابيزا أكثر عن هذا المشروع:
"لقد بدأ مع الإدارة القديم، قد يكون جزء من الحل، لكنني لا أعتقد أن قيمته تساوي تلك التقييمات التي يظنها البعض، وأعتقد أن إدارة لابورتا لا تعلم بعد أيضا".
"البعض قد يقول إنها طريقة لتخصيص النادي، لكن في الحقيقة النادي بحاجة ماسة للمال، ربما أكثر من ذلك المشروع، كما أنه بحاجة لسندات تضامن".
"المشكلة الكبيرة بالنسبة لبرشلونة وبعض الأندية في إسبانيا كذلك هي أن البنوك لم تعد تمنح قروض بعد الآن".
"حينما تحاول إيجاد قرض من الأسواق المتفرقة فعادة يكون غال جدا".
كيف يعود برشلونة إلى القمة؟ هل يمكن لـ لابورتا فعل ذلك؟
يجيب أسينسي نجم برشلونة:
"ما آمل أن يفعله لابورتا هو تحول راديكالي، تجديد في الإدارة كما قلت من قبل، نحن نعلم فعليا أن من سيقودون المناطق الرئيسية في النادي ويمنحوننا الأمل للنجاح".
فيما قال كابيزا عن توقعاته:
"من الصعب تخيل شيء أسوأ من الأعوام الماضية، لذا سيقوم بتحسين الأوضاع".
"عليه أن يتعامل مع موقف صعب جدا، أفضليته الوحيدة في فكرة البقاء على القمة أن الوباء صعب الأمور على أندية عديدة".
"برشلونة ناد كبير ولديه طرق لتطوير أوضاعه، لن يكون الأمر سهلا لكنه سيظل بين الصفوة، هناك أندية قليلة كبيرة للغاية على أن تسقط، وبرشلونة أحدها".
فيما عبر أسينسي عن تفاؤله قائلا:
"كل مشجعي برشلونة متفائلين ومتحمسين حول فتة لابورتا، الانتصار بأغلبية ضد المرشحين الآخرين يدعم هذا الشعور".
"لابورتا قائد، ولديه كاريزما، وتم اختياره بأغلبية كرئيس، وسيعيد برشلونة إلى مكانته التي يستحقها في ريادة الكرة الإسبانية والأوروبية والعالمية".
"الفريق سيعود للقمة بكل تأكيد أنا واثق".
العديد من الملفات والمشاكل وإرث صعب للغاية تركته الإدارة السابقة للابورتا، وتفاؤل كبير بين جماهير وأعضاء نادي برشلونة باختيارهم قائد للمرحلة الصعبة وليس مجرد رجل أعمال لأن المشاكل أعمق من ذلك. والفترة المقبلة كفيلة بمعرفة مدى صحة الاختيار.