الجانب الآخر من كرة القدم.. كيف تبيع الأندية لاعبيها والفارق بين دور الوسطاء والوكلاء
الإثنين، 12 أكتوبر 2020 - 15:54
كتب : إسلام مجدي
سوق الانتقالات في كرة القدم عالم كبير متصل بالعديد من الأشياء المترابطة، رغم قراءتك لكلمة وسيط وبعض الأخبار الخاصة بفريقك قد تتسبب في غضبك تجاههم، لكن كيف يعملون؟
كيف تبيع الأندية لاعبيها؟ وكيف تتعاقد معهم؟ تدعيم أم متابعة طويلة الأمد؟ ما دور الوسطاء؟ كيف تُصنع أخبار الانتقالات؟
العديد من التساؤلات كانت لدينا ولديكم لذا قرر FilGoal.com التوجه لدراسة الوضع عن قرب واحترمنا رغبة من تحدثوا معنا بأن يُنشر الموضوع عقب نهاية السوق الصيفية.
"لدي أحد اللاعبين من برشلونة، عثمان ديمبيلي، النادي يرغب في إعارته واللاعب ووكيله لا يريدان ذلك، وبعد الدخول في مفاوضات انحسب الثنائي منها وبذلك لم يتمكن برشلونة من فعل شيء، رغم وجود اهتمام قوي من الدوري الإنجليزي الممتاز لكن في هذا الوضع؟ من الصعب إتمام الصفقة". – أحد الوسطاء الذين عملوا على تسويق ديمبيلي من أجل أن يتمكن برشلونة من ضم ممفيس ديباي متحدثا لـFilGoal.com فضل عدم ذكر اسمه.
كيف تعمل الأندية في سوق الانتقالات؟
"عملية ضم اللاعبين في ليفربول مرهقة للغاية، يشاهدون اللاعبين وهم يتدربون، مثلا لنذهب إلى مثال سهل سيعجبكم، محمد صلاح، ليفربول شاهده في تدريبات منتخب مصر ومع روما، بل كان هناك إحباط من عدم قدرة النادي على ضمه في 2014". – بول جويس صحفي "تايمز" متحدثا لـFilGoal.com.
نادي ليفربول -ومعظم مشجعي النادي يعلمون ذلك-، يمتلك قسم خاص بتحليل البيانات لدراسة صفقاته التي يتعاقد معها، صفقة صلاح كانت أبرز نجاحاتهم، لما حققه من نجاح فرديا وجماعيا.
قال بول جويس: "ليفربول كان ذكيا واستمر في متابعة صلاح، النادي منفتح كليا حول الإحباطات وكان لديه حرص شديد على ضم صلاح".
وتابع "ليفربول راقب كل لحظة لصلاح في روما بحرص شديد وحلل كل ما كان يقدمه، هذا ما يفعلونه دائما، كلوب والنادي كذلك مقنعين للغاية في المفاوضات".
ليفربول كان يبحث عن مهاجم في سوق 2017 كان لديه العديد من الخيارات جوليان براندت لاعب باير ليفركوزن في ذلك الوقت وصلاح لاعب روما.
يتحدث جويس عن الموقف: "في حالة ليفربول فهم يبحثون عن المهاجم الذي يناسبهم، في سوق 2017 كان براندت هو الخيار الأول حاليا يلعب لدورتموند، حينما حاول ليفربول ضمه، كان لاعبا لليفركوزن، وقلق حيال نسبة مشاركته كل أسبوع".
وأضاف "المحللون كانوا جيدين للغاية وقالوا إن صفقة صلاح أهم، لأنه سيسجل 20 هدفا ويلعب كل مباراة ونسبة إصاباته قليلة للغاية، كلوب كان يثق بهم، لأن النادي وقع مع روبيرتو فيرمينو بناء على ترشيحهم، هو يعرف مسبقا أن قسم التحليل كان جيدا جدا، لذا أعتقد أنها عملية طويلة وراء شراء اللاعب، والمدرب لديه إيمان بالتوصيات ثم حدث النجاح".
لكن كيف تُجرى الصفقات؟
يعقد ليفربول اجتماعا موسعا بين كلوب ومايكل إدواردز ممثلا عن النادي والمجموعة المالكة، إدواردز يتحدث مع المدير الرياضي للنادي الآخر ثم تبدأ المفاوضات.
إدواردز منذ تعيينه يتولى الصفقات هناك 3 أشخاص على الأقل في ليفربول يعملون في المفاوضات من ضمنهم يورجن كلوب.
ما أهمية المكالمة بين اللاعب ومدربه؟
"في بداية العملية، كلوب يكون دوما في المقدمة ومتحمس للغاية في مثل هذه المواقف، يشرح فلسفته كاملة، أين سيلعب، يكون هناك تواصل شخصي للغاية من كلوب".
"راجنار كلافن لاعب أوجسبورج السابق، لم يصدق أن كلوب هو من يتصل به واعتقد أنها نكتة وقتها، كلوب أقنعه بصعوبة أن الأمر جدي وليس نكتة، بالنسبة للاعب فهي عملية إقناع قوية للغاية".
"إن تحدث معك مدرب له اسمه وقيمته، سواء كلوب أو أي مدرب آخر للانضمام لفريق كبير، وشرح لك ما ستكون جزء منه، من الصعب للغاية ألا ينجذب اللاعب لهذا الحديث".
"من أقوى أسلحة ليفربول في سوق الانتقالات هو يورجن كلوب، أن يكون لديك واحد من أفضل المدربين". – بول جويس لـFilGoal.com.
متى يتدخل الوكلاء والوسطاء؟
"إنها عملية مختلطة من كل شيء، بعض المدراء يبدأون من فكرة المدربين في الفريق، البعض من قسم التحليل، أحيانا يكون هناك ذعر وتحرك متأخر، هناك توصيات تأتي من الوكلاء، قبل أي شيء، لكل فريق قسم تحليل خاص به". -إنزو بالاديني صحفي ومحلل شبكة "سبورت ميدياست" الإيطالية.
بالضبط، لكل فريق قسم تحليل خاص به يدرس جيدا الصفقات التي يعقدها ويقوم بما يُعرف بالنظام الجديد للكشافين، لم يعد أحد يمكنه القول: "إنني لا أعرف ذلك اللاعب" لأن المدير الجيد يعرف كل لاعب وكذلك قسم تحليله.
الأمر ليس مقتصرا على ليفربول، لكن الحمر يمتلكون محللين أفضل الأمر ذاته مع بضع الفرق الأخرى، لاعب قد يكون بمستوى سيء في فريق لا يناسب منظومته لكنه ينضم لفريق آخر يناسب طريقة لعبه فتتفاجأ أهذا هو ذات اللاعب؟
يتابع إنزو شرح الصفقات: "عادة يوجد اتصال أول بين النادي الذي يرغب في ضم لاعب واللاعب نفسه ووكيله، أولا البائع يجب أن يعرف إذا ما كان اللاعب مهتم بالرحيل".
وأضاف "الخطوة التالية هي المفاوضات، يوجد مدراء يحبون بدء المحادثة دون التطرق لأحد، آخرون يحبون تدخل وكيل في الصفقة".
وأردف "المدراء في إيطاليا عادة لا يتحدثون أي لغة أخرى، ماعدا باراتيتشي مدير يوفنتوس يتحدث أكثر من لغة بشكل جيد جدا".
واستطرد "لذا الأندية في هذه اللحظة تستعمل وكلاء، في حالتي كالديوك وليبالي وأريك ميليك، الوكلاء أتوا بعروض لنابولي، لكن أوريليو دي لاورينتس لا يبيع أي لاعب أي كان اسمه إلا لو حصل على المبلغ الذي طلبه نصا مقابل رحيله".
إذا كيف يعمل الوكيل والوسيط وما الفارق؟
الوكيل بتعريفه الطبيعي يهتم بخدمات موكله، لكن حاليا يمكننا رؤية تقرير "نيويورك تايمز" عن خورخي مينديز الذي يفعل كل شيء. (طالع التفاصيل)
"في بعض الأحيان يتواصل معي مدرب، أحيانا النادي، وهناك المدراء الرياضيين الذين يتحكمون بشكل أكبر في النادي وتعاقداته، هناك أحد وكلائي مرتبط بعدد من الوكلاء في برشلونة والمدير الرياضي".
"كنت محظوظة لتسويق لاعبين من برشلونة بسبب المدراء الرياضيين في النادي، أذهب إلى المدراء الرياضيين وأقول لهم، هؤلاء لاعبين من برشلونة، النادي (مديره الرياضي) يرغب في بيعهم، لو ترغبون يمكنني أن أصلكم ببعضكم البعض". – هايلي أوبراين وكيلة اللاعبين والوسيطة تتحدث لـFilGoal.com.
الوسيط يقوم بتوصيل الناديين وإتمام الصفقة ومن ثم يحصل على نسبته، لا شأن له بإدارة أي أعمال، لكنه يدير الصفقات.
تتابع هايلي: "أنا على اتصال بأندية ومدربين بشكل دائم، ربما أدير شؤون لاعبين لكن الأخيرة ليست وساطة".
وتواصل "هناك من هم أكثر من سعداء لأن يتعاملوا معي، لأنني أمنح معلومات كاملة عن اللاعبين الذين أقوم بتسويقهم".
وأضافت "لو لم تكن متواصلا مع المدير الرياضي فلن يتم الأمر، من المهم للغاية أن تتواصل معه، لو لدي 20 لاعبا ولست على تواصل جيد بالمدير الرياضي فلن يحدث شيء ولن أتحكم في مسار الصفقة".
وأكملت "لدي لاعب تايرون مييرز، كان يلعب في مينسوتا في الدوري الأمريكي وأعدته إلى إنجلترا لعب لوست بروميتش".
تايرون مييرز صاحب الـ37 عاما لعب لمانشستر سيتي ووست هام يونايتد ومارسيليا وبيرنلي وبولتون سابقا قبل أن يرحل إلى أمريكا في 2015.
هايلي كانت وكيلته ووسيطة الصفقة، بسبب عمره أخبرها المدربون أنه لن يعود من أمريكا إلى إنجلترا.
أحد المدربين المشاهير في إنجلترا أخبرها "حينما يذهب لاعب إلى أمريكا فتلك النهاية".
تحدثت مع مدرب مينسوتا وعقده تبقى به أشهر قليلة، ولأنه يحب اللاعب قرر عدم الوقوف في طريقه وتركه يعود.
قامت هايلي بتسويق اللاعب في كل أندية التشامبيونشيب والدرجة الأدنى، نيل وارنوك مدرب كارديف وقتها كان مهتما بضمه، قبل أن ينضم إلى وست بروميتش ألبيون خلال الموسم قبل الماضي. ليلعب تحت إمرة دارين مور.
اللاعب كان محترفا وجاهزا قرر النادي ضمه للتجربة 40 يوما بعد 3 أيام فقط قرر ضمه بعقد يمتد لـ6 أشهر.
وواصلت "أنا أعمل كوسيط وهذا أمر جيد، أنا أسوق اللاعبين للمدراء الرياضيين لست محمية من اللاعب لكن من النادي".
هايلي أرادت تسويق لاعب من برشلونة خلال السوق الصيفية الماضية في آخر أسبوع، لكن المدير الرياضي للنادي أخبرها أن لديه عدد من اللاعبين في نفس المركز.
وأردفت "أحيانا يرفض المدير الرياضي لكنني أكون على تواصل مع المدرب أخبره أنني أسوق اللاعب وهل ترغب في التواصل مع النادي؟ أوصلهم ببعضهم البعض، والمدرب يحب اللاعب لذا تتم الصفقة".
كيف تعمل الأندية على تسويق لاعبيها؟
"من المهم أن تكون هناك علاقة جيدة مع المدير الرياضي لك حاليا، المدير الرياضي والمدرب لهما القول الفصل، قديما كانت كلمته أقوى بنسبة قليلة، مثلا مانشستر يونايتد لديه شخصين يعملان على الانتقالات بجانب عدد من الوكلاء".
"بالنسبة لبرشلونة فالحماية التي أقصدها، هي أن يكون لدي وثيقة مكتوبة أنني أسوق لاعبهم، هكذا تسوق الأندية لاعبيها، وأنني سأحصل على نسبتي وإن سوقت لاعب عبر وكيله أنني سأحصل على وثيق ألا يتم استبعادي في أي وقت من الصفقة".
"في نادي مثل توتنام، أخبرني شخص ما أن جوزيه مورينيو ليس الشخص الذي يتدخل في الصفقات، نعم يقول رأيه، لكن المدير الرياضي هو من يعقد الصفقات". -هايلي أوبراين.
توتنام يمتلك رئيس قسم عمليات كرة القدم الذي تم ترقيته حديثا بعد مجهوداته خلال السوق الصيفية الماضية تريفور بيرتش، كذلك المدير التنفيذي دونا ماري كولين وريبيكا كابيلهورن رئيس قسم إدارة كرة القدم في النادي. دانييل ليفي عمد إلى تكوين إدارة قوية لكرة القدم تسمح لفريقه بالاستمرار والإحلال والتجديد على مدار الوقت بدأها مع ماوريسيو بوكيتينو ومستمر في هذه العملية.
ماذا عن رأي اللاعب؟
يقول بول جويس: "تكون هناك مناقشات مع اللاعب والوكيل، هل ستكون سعيدا في الموسم المقبل؟ وحسب الإجابة يتحركان، إن كانت لا، يحاول الرحيل، والنادي يحدد كم يرغب من المال".
ويتابع "النادي يجذب اهتمام الأندية الأخرى وفقا لما يحدده من مال".
أفضل مثال لنا هو عملية بيع فيليبي كوتينيو، يحكي لنا جويس القصة من الكواليس.
"برشلونة أتى لضم كوتينيو بعد رحيل نيمار، ليفربول كان يستعد للجولة التحضيرية، كان النادي في ألمانيا يلعب بطولة، فقدم بايرن ميونيخ عرضا بدوره".
"كوتينيو وقتها كان جزء مهما من موسم ليفربول، كان الوقت متأخر جدا لبيع لاعب ثم تعويض رحيله، كما أن كوتينيو لم يفكر حتى في الأمر منذ بداية الصيف لكن أتى قراره متأخرا".
"كان الوقت متأخرا للغاية، ولم يكن سيجوز التفكير للحظة في الأمر، كوتينيو رحل بعد ذلك في بداية يناير، لذا دخل ليفربول في مفاوضات ضم فان دايك من ديسمبر وفي يناير أصبح لاعبا لليفربول".
"كوتينيو رحل في بداية الشهر والمفاوضات فتحت من جديد مع بداية السوق بين برشلونة وليفربول".
"تلك الفترة منحت ليفربول شهرا لضم لاعب إذا ما قرر ذلك أو لو قرر الاستفادة بقيد مال الصفقة كمكسب".
"ليفربول لم يسمح بأن تتم مفاجئته، النادي كان يعلم أن كوتينيو لن يستمر للنصف الثاني من الموسم، كلوب بدأ للاستعداد لذلك، النادي يحدد للاعبيه، إن كنت سترحل يجب أن تُعلمنا مكبرا في السوق حتى ننظم كل أوراقنا".
"كوتينيو كان سعيدا ثم رحل نيمار، فجأة برشلونة أراد ضمه، اللاعب لم يعد سعيدا وطلب الرحيل، ليفربول أخبره أن الوقت متأخر للغاية".
ماذا عن اللاعبين غير المرغوب فيهم؟
في بعض الأحيان يكون هناك لاعبا في فريق، العالم بأكمله يعلم أن ناديه يرغب في بيعه أو التخلص من خدماته وراتبه، ما صعوبة التخلص من مثل تلك الأسماء؟ على سبيل المثال، جونزالو إيجوايين في يوفنتوس، جاريث بيل في ريال مدريد وأليكسيس سانشيز في مانشستر يونايتد.
يجيب إنزو: "النادي وقتها يجب أن يعير اللاعب أو يتركه يرحل مجانا، يوفنتوس مثلا لم يرغب في الاحتفاظ بإجوايين، دفع له راتب عام ثم وقع على عقد إنهاء الاتفاق، لاعب غير مرغوب به هو خسارة دائمة للنادي على كل الأصعدة".
لكن كيف يتم تسويقه إن لم يرغب النادي في خسارة كبيرة؟
"سأذهب إلى نادي لدي علاقة جيدة به مع المدرب والمدير الرياضي، وأقول إنني أعمل مع نادي (س) وأنني أسوق اللاعب والمدرب يحدد شروطه وأن تضع شروطك بعد ذلك تأتيك رسالة نصية أو بريد إلكتروني من النادي بوجود اهتمام ويتم التواصل".
"كل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز ومدرائهم حينما يرغبون في التخلص من خدمات لاعب يمنحوني قائمة ومرتباتهم تكون كبيرة جدا، الأندية توصلني بوكلائهم لكي لا يحدث أي لغط في الأمر، لأن الوكيل قد يعقد الأمر، أو يعتقد أنني سأخذ الصفقة لنفسي".
"سأفضل أن يمنحني النادي عمولة صغيرة على أن أبيع بدوري اللاعب، الموضوع كله منوط بالثقة".
"في موقف جاريث بيل نحن نغفل أمرا، أنه موهبة كبيرة وخبرته كبيرة، لاعب مثله كبير بالنسبة لنادي توتنام -بعد العودة- وكيله لم يعاني لبيعه كما يبدو، كانت لديه عروض للإعارة، لم يكن الأمر صعبا كما تخيل البعض، لكن هناك حسابات أخرى".
"توتنام يعلم جيدا ما الذي سيحصل عليه، وهذا رأيي". – هايلي أوبراين.
خبرة اللاعب واسمه وقدراته لها قيمة في أثناء عقد الصفقات، فرغم ما كُتب عن بيل في الصحف الإسبانية وما حدث في الموسم الماضي مع ريال مدريد، إلا أنه جاذب للأندية بالطبع، لكن المشكلة في أمرين الراتب وقيمة الصفقة وفي ظل كوفيد 19 كان الأمر صعبا على الجميع.
"كوفيد ضربة الأندية بقوة خاصة في إنجلترا، مدرب أخبرني ذات مرة أنه عادة يضم لاعبين للتجربة ويختار من بينهم، لكن بسبب محدودية الأرقام والتباعد، لم يعد يسمح للاعبين بالتدخل وإجراء تجارب وغيرها".
"حتى تجربة اللاعبين لم تعد مسموحة، الآن في الدوريات الدنيا إن وجد لاعبا مجانيا يضمه دون تجربة، الأمر ضرب الأندية بقوة على كل الأصعدة". – هايلي أوبراين.
الكثير من الأطراف المتداخلة في الصفقات مثل ناديين ووكيل اللاعب والوسيط واللاعب نفسه والمدرب من يكون له الكلمة الأخيرة في ظل هذا الازدحام؟
"اللاعبون هم سادة مصائرهم، في هذا العصر الجديد هم من يمكنهم أن يقولوا نعم أو لا، لا أحد يمكنه إجبارهم على الرحيل إن لم يرغبوا، الأمر مستحيل". – إنزو بالاديني.
لكن للمدرب كلمة أخيرا أيضا، المدرب يجتمع مع اللاعب ووكيله ويحدد قراره، ثم يراجع اللاعب خياراته، عقد اللاعب كذلك له كلمة في الأمر، تخيل إن كان لاعبا غير مرغوب فيه ويتبقى له 3 سنوات في عقده؟
تقول هايلي أوبراين: "وكيل اللاعب كذلك له كلمة، المدير الرياضي والمدرب يتفاوضون مع اللاعب ووكيله، وهو من يقرر".
وتواصل "اللاعبون لم يرغبوا في الرحيل في الوقت الحالي، يرغبون في الحصول على رواتبهم الكبيرة حتى لو علم أنه لن يشارك، من الممكن أن يتسكع طيلة الوقت وهو يحصل على راتبه كامل حتى نهاية عقده".
وأكملت "معظمهم حينما يعلمون ان هنا خيار ثاني ينتظرون حتى يكون هناك خيار أفضل حتى لا يقل مرتبهم".
وأضافت "معظم اللاعبين لا يكونون سعداء حينما لا يشاركون، المرتبات والموقف تحكم الأمر".
ماذا لو تبقى عام في عقد اللاعب لما يرحل قبله؟ وما الذي قد يسمح برحيله مجانا؟
"الظروف تحكم الأمر وكيله أو النادي يرسل لي ملف اللاعب وكم عام متبقي".
"أمنح ملفه للمدرب يخبرني أن عقده ممتد لعام واحد فقط، وأحيانا أخبر المدرب أنه من السهل أن يرحل مجانا حينما يكون تواصلي مباشر مع النادي والمدير والمدرب والأمر يعتمد على العلاقات والقوة حتى لو لم تكن ممثل اللاعب". – هايلي أوبراين.
مثلما حدث مع أليكسيس سانشيز ومانشستر يونايتد رغم أن عقده كان ممتدا لكنه رحل مجانا، وحدث مع إيجوايين بطريقة تسوية عقده.
أمر آخر يثير الفضول دوما كيف يتم دفع قيمة الصفقة؟ فورا أم على دفعات؟
"يتم تطبيق الأمر على مدة العقد، وذلك في معظم الصفقة، الغالبية العظمى، قيمة الصفقة تقسم على مدة العقد، كل عام يسجلها النادي كربح في الميزانية".
"تياجو على سبيل المثال في ليفربول، 20 مليون على 4 سنوات، سيتم تسجيله في ميزانية بايرن 5 ملايين كل عام".
نسبة الوسطاء المعروفة هي من 8-10%، هناك طريقتان دوما للوكيل للحصول على المال، النسبة الثابتة من راتب اللاعب كعمولته، وإن ساهم الوكيل في الصفقة فيحصل أيضا على عمولة أخرى من قيمة الصفقة وهذا قانوني، لكن ما يثير الجدل أن الوكيل قد يكون هو ذاته الوكيل والوسيط والبائع، ما يعني حصوله على المال 3 مرات وتلك حالات نادرة. (طالع التفاصيل)
"ليفربول مثل كل الأندية يستعمل الوكلاء لكن في آخر 3 سنين كان الأعلى في صرف المال على الوكلاء، 100 مليون جنيه إسترليني في آخر 3 أعوام على الأقل، الأعلى في المسابقة".
"النادي يستعمل الوكلاء ليس لضم اللاعبين لكن لبيعهم أيضا، بكل تأكيد في مفاوضات التجديد كذلك، ليفربول فعل ذلك في صفقة فان دايك التي تأخرت 6 أشهر بسبب صراع الناديين وصلاح وساديو ماني".
"ليفربول في التجديد لم يوقع مع أحد، لكن هدفه كان إقناع اللاعبين بالتجديد وصرف أمواله في هذا الطريق ودفع للوكلاء لكي يستمروا معه".
أخيرا يظل السؤال المطروح والباحث عن إجابة، كيف تخرج أخبار الانتقالات وتحديدا مع أشهر نموذجين، فابريزيو رومانو وجيانلوكا دي مارزيو وغيرهم.
دي ماريزو ابن مدرب سابق بالتالي مهمته كانت أسهل لأنه يعرف مارادونا بشكل مباشر، بدأ في تلفزيون محلي في بادوفا بعد ذلك قفز قفزته إلى عالم سوق الانتقالات.
جيانلوكا، هو ابن جياني دي مارزيو المدرب السابق لنابولي في السبعينيات وتشيزينا وجنوى وليتشي وباليرمو وغيرها من الأندية.
في فترة التسعينيات لم يكن أحد مهتم بمدة تعاقد اللاعب، وكم راتبه وكل تلك الشائعات، حتى ظهرت قفزة دي ماريزو الكبيرة.
ولا يوجد أفضل من صحفي يعمل في أخبار سوق الانتقالات للحديث عن الأمر، إنزو بالاديني: "الأمر صعب للغاية، عادة الوكلاء يقولون أكثر مما ينبغي والنادي يقول أقل مما تأمل في الحصول عليه".
وواصل "الاهتمام بسوق الانتقالات صعب للغاية، الكثير من الصحفيين يكرهون هذا النوع من التخصص".
وتابع "تحتاج إلى الخبرة لتجد الأخبار الحقيقية، وتتجنب الأخبار المزيفة، لكن الخبرة ليست كافية بدورها".
قد تخرج المعلومة من النادي عبر أحد الموظفين، المدرب، المدير الرياضي أو الوكيل، لكل طرف هدفه الخاص، المدرب والمدير الرياضي يرغبان في وصول رسالة أنهم مهتمون بلاعب أو يرغبون في خفض قيمة الصفقة أو ما شابه، مقابل تمرير بعض المعلومات الإضافية للمسرب. الموظف يرسل الأمر كما هو، الوكيل يتحدث أكثر من اللازم لكن تأكد أن مصلحته وموكله فوق كل اعتبار.
في النهاية، نتمنى أن نكون قد أجبنا عن كافة أسئلتكم الخاصة بسوق الانتقالات في أوروبا وتحديدا عملية البيع والشراء.
*شارك في التقرير سايمون هارت وبول جويس*