الجانب الآخر من كرة القدم – 4 قصص عن الانتصار ضد السرطان
الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 16:17
كتب : إسلام مجدي
لا يتمحور الأمر فقط حول ركل الكرة في الملعب حتى هز شباك الخصوم، ولأن الأوضاع لا تكون بهذه السطحية قط، لذا دائما هناك جانب آخر من القصة لا نعرف عنه شيئا.
يقدم لكم FilGoal.com هذه السلسلة الأسبوعية التي تقدم جانبا مختلفا من كرة القدم.
هناك نوع معين من الإصابات الذي إن ضرب لاعب كرة القدم فهو لا يهدد حياته فقط بل حالته النفسية والشفاء من تلك الإصابة بحاجة لمعركة ضارية، عتادها الرئيسي الأمل والعزيمة والقتال حتى اللحظات الأخيرة أمر متوفر في الملعب، لكن أبطاله هنا يخوضون المعركة من ميدان آخر.
لنبتعد قليلا عن الإصابات التي تحدث داخل أرض الملعب، تلك التي سلطنا عليها الضوء سابقا، لكن هذه المرة نتحدث عن حرب خاصة جدا، محاربة مرض السرطان.
ذلك المرض الذي يضرب اللاعب والشخص في عزيمته قبل صحته، ويتطلب حربا ضارية لا تنتهي تأخذ كل جهده وقوته، تبعده لفترة قد تصل إلى 8 أشهر، لكنه يعود بعد ذلك منتصرا في معركة قد لا يعلم عنها أحد شيء.
"ابني، ويل، عمره 11 عاما، كان يلعب كرة القدم منذ أن كان في الخامسة، وفي آخر 3 أعوام تحديدا أصبح حارس مرمى، إنه يلعب في فريق كرة قدم، يلعب لأكثر من 8 أشهر في العام، إنها جزء من حياتنا، ويل تعرض لمرض السرطان".
"غاب ويل لما يقرب من عام كامل، قاتل بضراوة وانتصر ضد ذلك المرض اللعين، حاليا هو في الـ15 من عمره عاد للعب كرة القدم بل ويلعب في وسط الملعب". كانت تلك رسالة موجهة إلى مؤسسة سوري وركس التي تساعد المنظمات الصحية.
واحدة من قصص بطولية كثيرة لأبطال قتال ذلك المرض، ومعاناتهم للعودة مرة أخرى إلى ما كانوا عليه وربما أفضل يفترض أن تكون قصصا ملهمة.
لم يستسلم قط
في فبراير 1994 وفي عمر الـ28 نشرت صحيفة "إل بايس" تقريرا قالت فيه إن لوبو بينيف مهاجم فالنسيا البلغاري المتميز يعاني من مرضا سيبعده عن الملاعب.
كان الأمر غريبا في ذلك الوقت، والتقرير قال: "لوبو يعاني من مرض خطير للغاية سيبعده على الأقل لخمسة أشهر عن الملاعب، لذا لن يتواجد مع فريقه في دوري الأبطال أو كأس العالم".
"بانيف مريض، اللاعب يعلم ماهية مرضه وكذلك زملائه وعائلته وكل فرد في فالنسيا، النادي يرغب في أن تكون الحالة سرية، لكن هناك محاولات لإقناع اللاعب البلغاري للحديث علانية عن طبيعة مرضه، لأن الحديث عنه سيخدم موقفه ويساعده".
كان بانيف يعاني من مرض السرطان، حتى أنه كانت هناك مخاوف كبيرة على حياته، خاصة بعد غيابه عن كأس العالم 94، لكن ذلك لم يكن يهم قط، شخصيته هي محور الاهتمام، لماذا؟
هريستو ستويشكوف هو من سيطلعنا على ذلك: "لوبو بينيف مقاتل، لم يستسلم قط ودائما شخص هادئ في اللحظات الصعبة، أتذكر حينما كان مريضا بالسرطان، قاتل وعاد للعب كرة القدم، لم يستسلم ويطلب الرحمة بل كان ند للند".
بينيف عاد بعد قهر السرطان ليلعب كرة القدم مرة أخرى ليس هذا فقط بل ساهم في تتويج أتليتكو مدريد بلقب الدوري الإسباني في ذلك الموسم وكذلك كأس الملك.
حان وقت القتال
"حينما أخبرني الطبيب بالأمر، اتجهت إلى دراجتي النارية وظللت أقودها لبعض الوقت وحيدا". فرانشيسكو أتشربي مدافع لاتسيو.
"جلست للحظات لا أصدق وعلمت أنني بصدد خوض معركة ضارية، ثم إبان عودتي من رحلتي وحيدا، اتصلت بصديقتي فاليريا ووكيلي أندريا كاتولي، كان لدي شيء لأقولهم لهم".
في يوليو 2013 كانت هناك أخبار سيئة للغاية لأتشربي، بعدما خضع لفحص طبي شامل قبل بداية الموسم الجديد مع فريقه وقتها ساسولو، كان الفريق قد تأهل حديثا للدوري الإيطالي وقتها ووقع على عقد لخمس سنوات معه بعد رحيله عن ميلان.
الطبيب قال له: "لدي أنباء سيئة للغاية، تعاني من السرطان".
أتشربي شعر بالصدمة أولا لم يصدق، ثم لم يتمكن من تكذيب كل تلك الفحوص، وانتهى به المطاف ليعلن الحرب: "حان وقت القتال".
قرر جيورجيو سكوينزي مالك نادي ساسولو أن يخضع لاعبه لفحوص أخرى في مستشفى سان رافايلي في ميلان، وقدموا كل الدعم الممكن له.
من الأحد إلى الثلاثاء، هكذا يتذكر أتشربي، تم اكتشاف مكان الورم وتحديد موعد العملية الجراحية وصولا إلى خروجه بعد 36 ساعة.
"لم أخبر والدتي قط عن المرض، فضلت السرية لأنها كانت قد خسرت والدي للتو في وقت سابق في نفس العام، لذا لم أرغب في أن أسبب القلق لها، كنت قد ضبطت كل شيء ليخرج بصورة سليمة وبسرعة لكيلا تشعر بأي شيء".
"خلال حديثي مع الأطباء شعرت أنني محظوظا، ومع كل ذلك الدعم لم يكن الأمر صعبا، الفحوص الطبية قبل بداية الموسم ساهمت في اكتشاف الأمر مبكرا وبالتالي لن أتوقف يوما عن شكر الأطباء الذين أنقذوا حياتي".
"أتمنى أن يخضع الرجال لفحص طبي مرة في العام على الأقل".
"اعتادوا على رؤية نسخة خاصة من أتشربي مبتسمة في الملعب عاقدة العزم على الفوز دائما كل يوم".
حرب كرة القدم ضد السرطان
مع تسارع الأحداث في عالم كرة القدم يضطر اللاعب لإيقاف مسيرته لفترة من الزمن لا يعلمها لخوض أهم مباراة في حياته، واحدة بكل الألقاب، خصم صعب لكن من الممكن الفوز ضده.
مسيرة هؤلاء اللاعبين لا تنتهي، تتوقف نعم، لكن المرض ليس النهاية، هي مباراة أخرى صعبة يخوضونها والهدف وحيد لا يقبل حتى التعادل، فقط الفوز.
ميجيل أنخل راميريز أحد المدربين الذين تعرضوا لذلك المرض 3 مرات وفي كل مرة كان ينتصر.
"تعلمت أنني يجب أن أتعايش ولا أعاني، والدعم أمر حتمي من أجل التعافي".
"ما يجب أن أشير إليه هنا هو تحليله كذلك وكيف أصبحت بعده، أنا حاليا أساعد في منظمة تجري فحوصات مرتين على الأقل في العام للاعبين لاكتشاف المرض وسرعة علاجه".
"تكون سعيدا لكن حينما تسمع بالأمر؟ هنا يجب المساندة والدعم طيلة الوقت، الأمل والعزيمة هما السلاح المثالي لمقاتلة ذلك المرض".
"بعد التعافي، تعلمت منه لكنني لم أدعه يهزمني ولو للحظة قط، فيما بعد أصبحت أساعد من يقاتلونه لأنني أفهم جيدا كيف يشكل ذلك الدعم فارقا جوهريا".
"الآن هناك عدد كبير من المنظمات حول العالم تهتم بفحص اللاعبين لاكتشاف المرض المبكر للمساهمة في علاجه، كرة القدم أعلنت الحرب ضده".
تلك الأمور تحدث
"كنت أشعر أنني بخير وصحتي جيدة وأمر بمسيرة ناجحة وجسدي بدا جيدا، حينما أخبروني أنني لدي السرطان أصبت بصدمة". إريك أبيدال أسطورة برشلونة.
"لكن هذه الأمور تحدث لأي أحد، لا يهم العمر أو العمل، قد يكون لديك كل الأموال التي في العالم لكن لا شيء يجهزك لذلك المرض".
"كانت لدي عزيمة لا تنتهي لكي أعود للعب مع برشلونة وأشارك في نهائي دوري الأبطال".
"بيب جوارديولا كان يرسل لي العديد من الرسائل، يقول لي، تابع اقتربت من العودة".
"لازلت أمتلك تذكرة المباراة، يا لها من ليلة وفي ملعب ويمبلي، لطالما أعجبت بكرة القدم الإنجليزية، وفجأة فزنا باللقب".
"حينما كنا نخطو تلك الخطوات تجاه اللقب، التفت إلي كارليس بويول وقال لي أنت من سيرفع اللقب، كانت لفتة لطيفة للغاية".
قصة أخرى من قصص عديدة للاعب تعرض لتلك الضربة واضطر لخوض المعركة لكنه اجتازها بنجاح كبير وعاد ليرفع لقب دوري أبطال أوروبا مثلما عاد من سبقوه ليصبحوا أبطالا وملهمين عائدين من معركة لا تقبل سوى الانتصار بها.
لا يوجد قاعدة ثابتة، لكن الأمل يُمنح بجانب الإيمان به، من خلال الداعمين والتواجد الدائم مع مريض السرطان، يتطلب وعيا ووقتا ومجهودا نفسيا لتقديم ذلك الدعم، بجانب معرفة الأعراض والتواجد بالقرب منهم دائما، والأهم قبل كل شيء، أن تنظر دوما للأمور من منظورهم لا منظوركم فهم في قلب الملعب يخوضون مباراتهم وأنت في مقعد المشجع.
- نتمنى الشفاء العاجل لكل مرضى السرطان حول العالم، لديكم القدرة دوما على تحقيق الانتصار في أي وقت، لديكم ما يلزم من قوة لتخطي الأمر.
طرق للتبرع لمرضى السرطان في مصر:
طالع أيضا:
شوقي غريب: أهلا بـ صلاح في الأولمبياد إذا أراد ذلك
النجم الساحلي يفتح تحقيقا مع موظفه حول واقعة تكريم رمضان صبحي
أهداف الأربعاء الكروي - إبداع ميسي وزياش وهجوم إنتر.. وإثارة مجموعة ليفربول