"صعب، تاريخي، استثنائي" تلك مجموعة كلمات أطلقت من قبل لاعبي الأهلي ومسؤوليه وجمهوره عن الفوز بالدوري الموسم الماضي، ولكن قطاع كبير من هؤلاء لن يغفل أن الأهلي أنهى لتوه موسما صادما، وسيبدأ خلال ساعات موسما غامضا.
الخسارة من بيراميدز في الدور الأول والدور الثاني، ثم الخسارة منه في كأس مصر، ومسيرة محلية بعيدة عن النتائج المرجوة من جمهور الأهلي في الدور الأول وأجزاء من الدور الثاني، ناهيك عن خسارة دوري أبطال إفريقيا بثلاثية في رادس أمام الترجي، والخروج من البطولة العربية على يد الوصل الإماراتي. ثم أتت الطامة الكبرى، خماسية صن داونز.
تلك الصدمات تسببت في تولي 3 مدربين تدريب الفريق الموسم الماضي. الأهلي بدأ موسمه مع باتريس كارتيرون الذي رحل بعد الخسارتين أمام الترجي والوصل الإماراتي، وبعده تولى محمد يوسف المسؤولية المؤقتة قبل أن يأتي الأوروجوياني مارتين لاسارتي، الذي حصد الدوري وخسر كل البطولات الأخرى المتاحة.
ذلك الملخص ربما لا يصف مسيرة الأهلي الصعبة في الدوري، فمع المباريات المؤجلة احتل الأهلي مركزا متأخرا في الجدول وابتعد كثيرا عن الصدارة التي احتلها الزمالك في معظم أوقات الموسم، لكنه استطاع في النهاية الفوز باللقب مستغلا تعثرات الزمالك قرب خط نهاية الدوري.
كان هذا موسم الأهلي الماضي، ماذا عن الموسم المقبل؟
الأهلي أنهى رحلة صعبة، والآن في ترانزيت بين رحلتين ولكنه ملتحف بالغموض، فكيف تكون الرحلة التالية؟
دائما هدف الأهلي – وغيره من الأندية الكبرى – بسيط. الفوز بكل البطولات المتاحة.
بالتأكيد يطمح الأهلي في حصد الدوري للمرة 42 في تاريخه، ولكن أيضا طموحه يمتد للعودة إلى منصة تتويج إفريقيا بعد عامين احتل فيهما مركز الوصيف، والخروج من دور الثمانية على يد صن داونز.
ومن أجل ذلك الهدف، استمر الأهلي في السياسة التي انتهجها في يناير الماضي والتي ضم على إثرها أبرزهم رمضان صبحي وحسين الشحات وياسر إبراهيم ومحمد محمود وجيرالدو، وواصل تغيير شكل الفريق الأول.
الأهلي جدد إعارة رمضان صبحي من هدرسفيلد، بجانب ضم المالي أليو ديانج لاعب الوسط المدافع ومحمود متولي مدافع الإسماعيلي، ومحمد مجدي "أفشة" صانع ألعاب بيراميدز.
في المقابل، بدا التغيير الكبير في الأهلي في قائمة راحليه التي طالت كل من إسلام محارب ومحمد شريف وهشام محمد وأحمد حمودي وأحمد حمدي ومحمد نجيب وباسم علي وأحمد علاء وعمرو جمال وعمرو بركات وناصر ماهر، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي.
إذا، الأهلي غير الكثير من جلده هذا الصيف، فكيف يبدو الموسم الجديد؟ الإجابة: لا أحد يعرف، والسبب وراء الإجابة: رينيه فايلر.
أعلن الأهلي السويسري الشاب مديرا فنيا للفريق بعد مفاوضات طالت لـ3 أسابيع مع العديد من المدربين عقب رحيل لاسارتي بالخسارة من بيراميدز في كأس مصر. رد الفعل على تعيين فايلر كان متباينا، بين المنتظرين لتجربته مع الأهلي والمهاجمين لعدم تناسب المعايير التي أعلنتها إدارة الأهلي لمدربها الجديد مع فايلر نفسه، يقف السويسري على حافة تجربة جديدة عليه.
ريني فايلر لم يكن نجما حينما مارس لعبة كرة القدم لما يقرب من 11 عاما في سويسرا، لعب لأندية أراو وزيوريخ وشارك في مباراة دولية وحيدة مع منتخب سويسرا لكن ليس أكثر من ذلك، وبسبب الإصابة في ركبته قرر الاعتزال مبكرا عام 2001. خلال عام نفس العام قرر الدخول إلى عالم التدريب عن طريق فريقه السابق الذي اعتزل ضمن صفوفه فينترتور.
عمل فايلر كمساعد للمدرب قبل أن يتولى تدريب فريق تحت 18 عاما، ثم انضم إلى فريق سانت جالين كمدرب مؤقت عام 2005 وانتقل للفريق الرديف لمدة عام، قبل توليه جراسهوبرز كلوب تحت 16 عاما.
خلال الفترة من 2009 إلى 2011 عمل كمدرب للفريق الأول مع نادي شافهاوزن السويسري، ثم بدأت مسيرته التدريبية الحقيقية عام 2011، حينما عاد لتدريب فريقه السابق أراو والذي استمر معه لمدة 3 أعوام، خلال موسمه الأول لم يتمكن من التأهل معه إلى الدرجة الأولى.
وفي موسمه الثاني توج بلقب الدوري وقاده للصعود للدوري السويسري وفي الموسم الثالث نجح في البقاء وتجنب الهبوط وفصله عن المشاركة في التصفيات المؤهلة للدوري الأوروبي ثماني نقاط فقط، ورغم استمرار تعاقده مع الفريق لعام 2015 وإمكانية تمديده لموسم آخر قرر فايلر الرحيل عن أراو.
ارتفعت أسهم فايلر في سويسرا كثيرا إذ كان مرشحا، وفقا لتقارير، لتدريب بازل أو سيون لكن المفاجأة جاءت حينما خرج من سويسرا لأول مرة متجها إلى الدرجة الثانية في ألمانيا لتدريب نورنبرج.
المدرب السويسري احتل المركز التاسع في أول مواسمه ثم في الموسم الثاني وصل إلى ملحق التصفيات للتأهل إلى الممتاز، لكن الخسارة ضد إينتراخت فرانكفورت بهدفين لهدف في مجموع المباراتين كانت نهاية حزينة بالنسبة لرحلته، التي انطلقت مرة أخرى في 2016 مع أندرلخت في بلجيكا.
خلال ذلك الموسم نجح أندرلخت ومعه فايلر بالفوز بالدوري البلجيكي لأول مرة منذ موسم 2013-2014 كما أنه الأخير حتى يومنا هذا.
وسار الفريق في مغامرة رائعة في بطولة الدوري الأوروبي، حيث وصل لربع النهائي وفيه تعادل مع مانشستر يونايتد ذهابا وإيابا بنتيجة 1-1 قبل أن يخرج من البطولة بعد تسجيل الشياطين الحمر لهدف قاتل في الوقت الإضافي.
الموسم التالي لم يكن حسب التوقعات العالية التي وضعت على أندرلخت وفايلر حيث حصد 9 نقاط فقط من أول 7 مباريات في الدوري، وتمت إقالته.
والآن، يبدأ فايلر تجربة جديدة خارج أوروبا، دون أي خبرات إفريقية أو عربية مسبقة.
وكذلك، أضفى عدم إذاعة مباراة كانو سبورت الأولى للمدرب مع الأهلي مزيدا من الغموض على موسم الأهلي. جمهور الفريق لن يرى فايلر سوى أمام الزمالك في السوبر المحلي والكل يعلم كيف يتضخم الفوز – والهزيمة – عندما يتعلق الأمر بدربي القاهرة.
فاز فايلر في مباراته الأولى 2-0، وكشف أفشة الذي اعتمد عليه فايلر أساسيا عن اختيار السويسري لطريقة 4-3-3 لمباراة غينيا الاستوائية، بوجود محمد الشناوي حارسا، وأحمد فتحي وأيمن أشرف ومحمود متولي وعلي معلول في الدفاع، خلف حمدي فتحي وعمرو السولية وأفشة نفسه في خط الوسط، ثم رمضان صبحي وأحمد الشيخ على الجناحين خلف مهاجم وحيد هو مروان محسن.
توقع تشكيل للأهلي مع فايلر يبدو مهمة صعبة دون رؤية الرجل يدرب الفريق فعليا في مباراة رسمية، في ظل وجود عناصر كثيرة يمكنها اقتحام التشكيل الأساسي كديانج والشحات وياسر إبراهيم ومحمد محمود العائد من الإصابة وصالح جمعة وجونيور أجايي ووليد أزارو وكثيرين.
موسم أفشة؟
افتقد الأهلي لصانع ألعاب مميز منذ رحيل عبد الله السعيد الجدلي، برغم اجتهادات ناصر ماهر وومضات صالح جمعة، بدا أن الأهلي مازال في حاجة لحل جديد.
صفقة وصفها البعض بأنها تأخرت موسما، أفشة نجم إنبي السابق كان ضمن قافلة المنتقلين إلى بيراميدز حيث سجل 6 أهداف وصنع 7 معه، قبل أن يلتحق بقافلة الراحلين عن نفس الفريق ويمهد الطريق للعلاقات بين الأهلي وبيراميدز بصفقة قارب ثمنها الـ20 مليون جنيه.
ربما كان أفشة الجزء الذي ينتظره وسط الأهلي الهجومي، في موسم سجل فيه الأحمر 56 هدفا محليا، أقل بـ6 أهداف من بيراميدز صاحب المركز الثالث و9 أهداف من الزمالك وصيفه.
مع قدرة أفشة على صناعة الأهداف، قد تزيد تلك النسبة.
السلاح السري
ربما هو ليس سريا بالمعنى الحرفي، حيث أنه هداف الفريق في الدوري الموسم الماضي، وهنا نتحدث عن علي معلول.
معلول يستمر في صناعة الفارق مع الأهلي في 100 مباراة شارك فيها، حيث سجل 14 هدفا وصنع 27.
أرقام معلول بالنسبة لظهير أيسر مبهرة، ولكن أهمية تلك الأهداف وتوقيتها أمر يشي بشخصية كبيرة للدولي التونسي.
من أصل 14 هدفا لمعلول مع الأهلي، 7 من الدقيقة 61 حتى نهاية المباراة، وهدفيه ضد طلائع الجيش والاتحاد السكندري يظلا من الأسباب الهامة لحصد الأهلي للدوري.