"الكثير والكثير من الوعود، من الإدارة والجماهير، ولم نر أي شيء على أرض الواقع، نرى طريقة اللعب تغيرت حتى الإحلال والتجديد يتم بنظام خاطئ". رأي بعض جماهير الإسماعيلي عندما توجه FilGoal.com لسؤالهم عن موسم الفريق الجديد.
توجه FilGoal.com لسؤال بعض جماهير الإسماعيلي عن الموسم الجديد ورؤيتهم، ولما نستشعر بعض اليأس أو الإحباط من قدرة الفريق على العودة إلى المنافسة.
قال أدهم يسري مشجع للدراويش: "الإحباط واليأس لأن طريقة لعب الفريق تغيرت بشكل كبير، وذلك لأن متطلباته كل موسم من إحلا وتجديد يتم بطريقة خاطئة، تضم لاعبين ليسوا جاهزين بشكل كامل".
وواصل "الفريق كان في القمة مع الأهلي والزمالك أليس كذلك؟ توالت مجالس الإدارة على الفريق عقب 2009 ومنذ ذلك الحين نبيع لاعبين بمستوى مرتفع للغاية وأصبحت هناك فجوة بين جيلين".
وأكمل "الإحباط؟ لأننا كنا نطمح للمنافسة بشكل صريح، وحتى أحيانا كنا نكتفي باللعب الجميل حتى لو خسرنا، كان شيء يميزنا عن باقي أندية مصر، انتهى ذلك بعد فجوة 2009، انهيار تام".
قد يهمك.. (تعرف أكثر على باقي أندية الدوري الممتاز)
لم تعد الجماهير وفقا لأدهم، تشعر بوجود إرث الفريق، اللقب الدائم في قلوب عشاق الدراويش، "برازيل الكرة المصرية"، فأصبح يترنح بعيدا عن القمة مع الأهلي والزمالك حتى وإن نافس مؤخرا.
"إسماعيلية شغلها الشاغل كرة القدم، حتى خارج المدينة لدينا نفس التفكير ونفس الإحباط، تربينا على الكرة الجميلة، ولدينا خبرة كافية لنعلم إن كان ما يقدم لنا جيدا أم لا، أصبح الأمر محبطا".
منذ عام 2009 رحل عن الدراويش كل من شريف عبد الفضيل ومحمد فضل وعبد الله السعيد وأحمد حجازي وصلاح أمين وحسني عبد ربه وأحمد سمير فرج وعلي جبر وعبد الله الشحات وأحمد علي وأحمد خيري وعمر جمال ومهاب سعيد وعمرو السولية وأحمد العش ومروان محسن ودييجو كالديرون ومحمد فتحي وإبراهيم حسن وبهاء مجدي واعتزل محمد حمص وحسني عبد ربه.
كل تلك الأسماء وأكثر مرت على الدراويش، معظمهم كان ضمن العمود الفقري للفريق والقوة، منهم من كان هدافا للدوري أو قائدا للاعبين ومثالا يحتذى به.
يقول نادر إبراهيم أحد مشجعي الفريق: "في بداية كل نافذة انتقالات الكثير من الوعود سواء من اللاعبين باستمرارهم، أو من الإدارة بالمنافسة، وماذا يحدث؟ يرحل اللاعبون ولا ننافس".
وواصل "أصبح هناك تخوفا من رحيل أي لاعب في أي وقت، لم نعد نتعلق باللاعبين، مواسم الانتقالات أصبحت مخيف في كل فترة، كنا وصيفا للدوري في وقت سابق وماذا حدث بعد ذلك؟ رحل ديسابر واختفى كل شيء".
ناقوس خطر؟
إدارة الإسماعيلي شعرت بما يمر به الجماهير من يأس وإحباط، وشكلت "لجنة التواصل مع جماهير النادي" برئاسة تامر موسى عضو مجلس الإدارة الذي عقد عدة جلسات مع الكثير منهم في أنحاء المحافظة للتعرف على آرائهم ومقترحاتهم فيما هو قادم، وتقريب وجهات النظر.
جماهير النادي طالبت خلال تلك الاجتماعات بالعودة للاعتماد على قطاع الناشئين في الفريق لتصعيد الأفضل والعودة لإنتاج مواهب مثل شحتة وعلي أبو جريشة، العودة إلى إرث الفريق وما كان عليه في الماضي.
طالبت الجماهير كذلك بالاستفادة من مراكز الشباب على مستوى المحافظة ووضع خطة استراتيجية لاختيار اللاعبين، وكذلك عودة الكشافين داخل وخارج المحافظة، وتصحيح الأوضاع داخل قطاع الناشئين.
لماذا يشغل قطاع الناشئين الشارع الإسماعيلي؟
خلال العام الجاري أعلن ربيع ياسين مرتين عن قائمتين لمنتخب الشباب مواليد 2001، القائمة الأولى كانت لدورة شمال إفريقيا في الإسكندرية وأعلنت في مارس وأقيمت البطولة في أبريل. والقائمة الثانية كانت خلال شهر سبتمبر الجاري وكلاهما كان به عامل مشترك. لم تشهد أي قائمة لاعبا واحدا من الإسماعيلي.
طيلة تاريخ الإسماعيلي وجزء من إرثه وشهرته وثقافته بجانب كونه صاحب اللعبة الجميلة في الدوري، هو الشباب، وقدرته على تطوير المواهب.
قائمة ربيع ياسين التي توجت بكأس إفريقيا تحت 20 عاما عام 2013 ضمت 4 لاعبين من الإسماعيلي وهم مسعد عوض، ومحمود متولي ومحمود حمد ومحمد شريف.
إحدى الأزمات التي شهدها قطاع الناشئين خلال العام الجاري، كانت عدم وجود مدرب خلال شهر يوليو الماضي لقيادة الفريق في بطولة الجمهورية، وذلك أشبه بناقوس خطر كبير للنادي.
الإسماعيلي باع طارق طه خلال السوق الصيفية المنصرمة إلى بيراميدز، ولم يعد يمتلك أي لاعب في مركز الظهير الأيسر، ولم يتم تصعيد ناشئ لشغل الفراغ بعد، ليتجه الفريق لحل آخر وهو اللعب بإبراهيم أبو اليزيد كظهير أيسر، مدافع الداخلية الذي انضم ليعود رحيل محمود متولي إلى الأهلي.
قد يكون أبو اليزيد الحل المثالي لمشكلة الظهير الأيسر، وقد لا يكون، لكن من سيحل محله إذا ما ساءت الأمور بأي شكل؟
الأمر تكرر في مركز المهاجم، ونقصد هنا "رأس الحربة" فقط بينسون شيلونجو، بجانب حازم مرسي صاحب الـ19 عاما. والبقية أجنحة نعم يمكنهم اللعب في ذلك المركز، لكنه ليس مركزهم الرئيسي.
الإدارة استشعرت ذلك، لذا قال تامر موسي في اجتماعه مع الجماهير: "نحن بصدد تصحيح جميع الأوضاع داخل جدران النادي وهناك خطة لإعادته إلى مكانته الطبيعية، لكن ذلك بحاجة للوقت في ظل الإمكانيات المتاحة لدى المنافسين، خاصة بعد ظهور نادي بيراميدز الذي تسبب في ارتفاع الأسعار في سوق الانتقالات بشكل كبير".
وواصل "نحن بحاجة حاليا للمساندة والمؤازرة والتكاتف على قلب رجل واحد لاستعادة المكانة الطبيعية، وطلباتكم سيتم عرضها إلى إبراهيم عثمان رئيس النادي للوصول إلى حلول ترضي جماهير النادي".
متى يعود للمنافسة؟
الإسماعيلي أنهى الموسم الماضي في المركز السابع بعد موسم وحيد من تواجده وصيفا للدوري بفارق 20 نقطة عن الأهلي.
السؤال الأصعب الذي يقلق الجماهير ويؤرق الإدارة، متى يعود للمنافسة والتواجد وسط الكبار كما اعتاد دائما؟
النادي عقد بعض الصفقات الجيدة مثل أحمد مدبولي ومحمد حمدي زكي وبيكيتي ومع تواجد وجيه عبد الحكيم، لكن القصور يكمن في غياب البدائل بخط الدفاع. كما ذكرنا سابقا.
يمتلك الفريق باهر المحمدي ومحمد مجدي ومحمد هاشم كقلوب دفاع، بجانب إبراهيم أبو اليزيد كظهير أيسر، ثم أسامة إبراهيم والثنائي الشاب أحمد أيمن ومحمد أحمد كماتشو في مركز الظهير الأيمن.
مع مدرب أجنبي جديد هو ميودراج ييسيتش عاد إلى الأذهان ما فعله سيباستيان ديسابر مع الدراويش في 2017-2018، حينما تسلم المهمة بعدما كان النادي قد أنهى المسابقة في المركز السادس وحوله إلى منافس قوي بل ومتصدر وبأسماء شابة قبل أن يرحل بعد نصف الموسم لتدريب أوغندا.
هل يقدر ميودراج ييسيتش على استعادة مكانة الدراويش؟
ييسيتش ليس غريبا على إفريقيا أو الكرة العربية، المدرب الصربي قاد الصفاقسي عام 2000 للفوز بالبطولة العربية، كما قاد الاتحاد الليبي للقب الدوري مرتين وكأس ليبيا مرة وكأس السوبر مرتين، كما حقق مع سيسكا صوفيا الدوري البلغاري مرة وكأس بلغارية مرة.
قال الصربي في تصريحات سابقة: "أعلم الإسماعيلي جيدا، فقد واجهته حينما دربت الاتفاق السعودي".
وواصل "تعرفت أكثر على إمكانيات اللاعبين من خلال متابعة مباريات الفريق السابق كما استعنت بالجهاز المعاون لتكوين فكرة كاملة عن الفريق".
واستطرد "أساس طريقة لعبي تقوم على اللعب الجماعي والمتعة في الأداء".
وأردف "اتفقت مع اللاعبين على أن من سيقدم المردود الأفضل في المران ويتمتع بانضباط داخل وخارج الملعب سيكون قادرا على حجز مقعد بتشكيل الفريق".
إن كنت لعبت لعبة "فوتبول مانجر" فستجد ييسيتش ضمن المدربين الذين يتميزون بتحفيز لاعبيه والمحافظة على أعلى مستوى للانضباط، لكن قدراته الهجومية كمدرب ليست أكثر من الدفاعية، لكنه على وعي تكتيكي عال.
ييسيتش في معظم فتراته التدريبية اتبع خطة 4-1-4-1، وكان يوصف دوما بـ"المدرب المغامر". لكنه لم يتبع لمسة فنية محددة كالطرق المعروفة حاليا سواء بـ"الضغط العالي"، "نظام التمريرات"، "التيكي تاكا" وغيرها.
الإسماعيلي أعلن في بيانه الرسمي أثناء تعيين ييسيتش أن سبب اختياره في المقام الأول بسبب خبرته في المنطقة العربية وعدد البطولات التي حصل عليها (10 ألقاب).
هل يستطيع المدرب الصربي إعادة الإسماعيلي للمنافسة مرة أخرى؟ هل يتمكن من التغلب على المشاكل التي سيواجهها ما بين الإجهاد والمداورة وغياب العمق المناسب في التشكيل للمنافسة على 3 بطولات هذا الموسم؟ الكثير من التساؤلات على طاولة ييسيتش والإجابة عنها ستبدأ من مواجهة الجونة يوم السبت في افتتاحية الدوري.
** شارك في التقرير ياسر الشريف
هل يمكنك اختيار التشكيل المثالي للإسماعيلي قبل افتتاحية الدوري؟
طالع أيضا
3 أشياء تعلمناها من سقوط ليفربول أمام نابولي
أتليتكو يتحدى يوفنتوس في مباراة مرتقبة بدوري الأبطال
باريس ضد ريال مدريد.. من الأقوى في غياب النجوم؟