حتى الجولة 24 من الموسم الماضي كان متعلقا بلوح خشبي يصارع أمواجا قاتلة في منافسة شرسة بالكاد يعرفها قائده اليوناني، لكن لتطابق هوية المدرب مع فلسفة النادي الذي يحاول السباحة ضد التيار في الدوري المصري، استطاع إنهاء الموسم في النصف الأعلى من الترتيب.
وادي دجلة.. أو قل، أكاديمية لاماسيا المصرية.
ما الذي يأتي للفريق بمدرب لا يعرف شيئا عن الوطن العربي وينافس في دوري الدرجة الثانية اليوناني؟ إنها الرؤية الثاقبة لما يناسب هوية النادي الطامح لمقارعة الكبار.
ما يميز وادي دجلة عن بقية فرق الدوري هو امتلاكه لهوية واضحة وفلسفة ثابتة لا تتغير بسعي للوصول إلى نتائج سريعة مثلما يحدث في أندية أخرى، يريد المربع الذهبي لكن عليه صعود السلم رويدا رويدا لكي يقف على أرض صلبة حين ينافس العمالقة على المراكز المتقدمة.
منذ أشهر، صرح رئيس النادي ماجد سامي لقناة تلفزيونية "لدينا أهداف متدرجة على مدار 3 سنوات، نسعى في آخرها للوصول إلى المربع الذهبي في الدوري. لا نلعب بطريقة تاكيس جونياس، بل بفلسفة يطبقها النادي في جميع فئاته العمرية. بحثنا عن مدرب يناسب طريقتنا ووجدنا جونياس، والآن الفريق يضم 7 لاعبين تخرجوا من أكاديمية النادي".
رهان سامي على المدرب الشاب البالغ عمره 47 عاما كان مجازفة عواقبها خطيرة، لكن نجاح جونياس في مهمته جعلته يستمر مع الفريق الذي يستعد لموسمه العاشر في البطولة المصرية.
وبعد احتلال دجلة للمركز العاشر في الموسم الماضي، هدفه المقبل دون شك هو أن يصبح ضمن أفضل 7 فرق في الدوري.
يتبع النادي نهجا هجوميا ممتعا لكنه أشبه بسلاح ذو حدين. رغم أنه العاشر، 5 فرق فقط سجلت أهدافا أكثر منه، هي بالترتيب الزمالك وبيراميدز والأهلي والمصري والمقاولون العرب.
وفي المقابل، 3 أندية فقط في البطولة استقبلت أهدافا أكثر منه. وادي دجلة يعتمد على إنتاج غزير لماكينته الهجومية ليعوض إخفاقه الدفاعي.
يعول على عمل الجماعي لمجموعة من الشباب الموهوبين ولا يرتكز أسلوبه على مهاجم صريح في المركز رقم 9، وهو ما دفع دودو الجباس للرحيل عن النادي لأن أسلوب جونياس لم يناسبه. كان الجناح الأيسر إبراهيما ندياي هو الهداف في الموسم الماضي برصيد 11 هدفا وأرسل 7 تمريرات حاسمة، والآن على النادي البحث عن بديله بعد رحيل اللاعب السنغالي إلى لوزيرن السويسري.
وليرتقي النادي مع مرور السنوات وليتمسك بهويته التي تعكس طموحه ورؤيته، يعتمد على أكاديميته التي تنتج لاعبين مميزين قادرين على قيادته في الدوري المصري الممتاز.
خبراء كثر يشرفون على الأكاديمية أبرزهم الثعلب البرتغالي مانويل جوزيه المدرب الأسبق للأهلي.
مهاجمان فقط
لأن جونياس لا يحبذ اللعب بمهاجم صريح في خطته الهجومية 4-3-3، استغنى النادي في الصيف عن 3 مهاجمين ولم ينتدب إلا لاعب واحد فقط في هذا الموقع من الملعب.
رحل عنه الجباس ومحمد أشرف ومحمد جمال "بيبو" وتعاقد مع مروان حمدي قادما من مصر للمقاصة، ليصبح هجومه يضم فقط الأخير ومحمد رضا ابن أكاديمية النادي.
ومثل بقية أندية الدوري، سعى دجلة للاستفادة من قرار الاتحاد المصري لكرة القدم الذي يمنح الفرق الحق في معاملة لاعب قادم من بلد شمال إفريقي على أنه لاعب محلي.
لذلك انتدب الجناح الأيسر المغربي عبد الكبير الوادي والجناح الأيمن التونسي رفيق كابو، اللاعبان السابقان لاتحاد طنجة واتحاد المنستير على الترتيب.
وادي دجلة أمام تحد صعب ليكرر أفضل موسمين في تاريخه، حين احتل المركز الخامس في الدوري مرتين متتاليتين.
في 2014-2015 بلغ ذروة مستواه مع المدرب حمادة صدقي، وسار الفرنسي باتريس كارتيرون على نهج الأخير حين خلفه في قيادة النادي في يناير 2016.
ضم الفريق كتيبة رائعة من اللاعبين، الجباس وحسام عرفات ومهاب سعيد والسيد سالم ومحمود علاء وفلوران مالودا وكريم وليد "نيدفيد" والأسطورة عصام الحضري وكان نجمه الأول ستانلي أوهاووتشي، النيجيري هداف الفريق عبر تاريخه في الدوري برصيد 27 هدفا.
العودة لتلك المكانة لن يكون أمرا سهلا على كتيبة شابة يقودها جونياس، الرجل الذي تثق فيه الإدارة تماما وتمنحه الوقت الكافي ليبلغ الهدف الأسمى للفريق الأصفر والأسود.
طالع أيضا
تخفيض عقوبة نيمار في دوري الأبطال
الزمالك يطرح تذاكر مبارياته عبر تذكرتي