مع قدوم بيب جوارديولا تغيرت العديد من الأشياء بين جدران النادي السماوي، مشروع مختلف بإمكانيات مختلفة ورؤية مختلفة، وبين الفئات السنية الأصغر عمرا كان الوضع مماثلا.
فيل فودين
النادي : مانشستر سيتي
مانشستر سيتي أعلنها صراحة: مشروع طويل الأمد للبقاء على قمة الكرة المحلية والقارية، في واجهته جوارديولا وخلف الكاميرات كان هناك العديد ممن يرسمون ملامح مستقبل فريق مدينة مانشستر الأزرق.
وبينما ينافس الفريق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مع ليفربول، سعيا للتتويج بثلاثية محلية مأمولة، عقب إقصاء أوروبي صادم، فإن الوضع لم يبدوا مختلفا كثيرا مع فريق الشباب.
شباب سيتي يواجهون نظرائهم من الريدز اليوم الخميس في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ولكن بينما لن يبدو الخروج خالي الوفاض أمرا مقبولا للفريق الأول، فإن الوضع ليس مماثلا مع الأصغر سنا.
البطولات في آخر أولويات مسؤولي مانشستر سيتي.. التطور ثم التطور ثم التطور.
وخلف الرحلة للوصول إلى الهدف المنشود كان هناك العديد من السياسات التي اتبعها النادي ليخلق جيلا شابا قادرا على المنافسة ومتفوقا على أقرانه.
كان ذلك ما استعرضته صحيفة "إندبندت" البريطانية، وينقله FilGoal.com.
اقرأ أيضا - (داخل مصنع مواهب أياكس.. كيف قادت ثورة كرويف الناعمة لتأسيس جيل ذهبي)
هل يبدو اسم جايسون ويلكوكس مألوفا بالنسبة لك؟ اللاعب الذي مثل أندية بلاكبيرن روفرز وليدز يونايتد وليستر سيتي، وارتدى قميص المنتخب الإنجليزي في 3 مناسبات هو المسؤول الأول عن أكاديمية سيتي.
تولى ويلكوكس -الذي لعب في مركز الجناح- مسؤولية الأكاديمية في الموسم الماضي، والموسم الجاري هو أول مواسمه بشكل كامل في مهمة إدارة مصنع المواهب الشابة.
ومنذ وصوله إلى منصب مدير الأكاديمية، وهو يضع هذا المنهج نصب عينيه: الفوز يجب أن يكون دلالة على التطور وليس الهدف المنشود، ولذلك كانت البطولات آخر الأولويات.
يرى صاحب الـ41 عاما أن تلك السياسة سوف تساعد النادي على المدى البعيد من خلال تطور العديد من المواهب الشابة أمثال فيل فودين وجادون سانشو.
وتعد قصته واحدة من أفضل القصص التي دارت في الأروقة الخلفية، بحسب تعبير إندبندنت، فرحلته للوصول إلى منصب الرجل الأول في الأكاديمية مرت بالعديد من المراحل التصاعدية.
بدأ ويلكوكس -الذي استهل مسيرته كلاعب في الصغر مع سيتي- بتولي تدريب فريق تحت 13 عاما، ثم تحت 18 عاما، وفي 2013 بات مدرب فريق تحت 21 عاما.
والسبب خلف ذلك الصعود السريع كان قدرته على إبهار مسؤولي النادي الكتلان: تيكسيكي بيجيرستن، المدير الرياضي، ورودولفو بوريل، المدير التقني القادم في عام 2014.
الثنائي اعتبر ويلكوكس مدربا إنجليزيا قادرا على التعلم والقراءة والتطور، وتقاسموا الأفكار نفسها.. الاستحواذ على الكرة، البناء من الخلف والتحول الهجومي السريع.
مدير الأكاديمية السابق مارك ألين، الذي كان مديرا تنفيذيا لمحطة MTV قبل الانضمام لسيتي مع بداية عهد مجموعة أبو ظبي، أراد منذ قدومه تحقيق البطولات وصنع فرق قوية قادرة على تحقيق ذلك.
لكن مع بداية الموسم الماضي رحل ألين عن منصبه ليصبح المدير الرياضي مع نادي رينجرز الأسكتلندي، وهنا وقع الخيار على ويلكوكس لخلافته.
وإن كان الموسم الماضي هو الموسم الانتقالي من ألين إلى ويلكوكس، فأن في هذا الموسم نجح الأخير في ترك بصمته على الأكاديمية.
والسياسة الأهم بالنسبة للنادي، كانت تصعيد اللاعبين إلى الفرق الأكبر من فئاتهم العمرية.
كان ذلك يعني أن فرق الفئات العمرية المختلفة بها لاعبين أصغر سنا من أقرانهم في الأندية الأخرى.
بالتأكيد عني ذلك أن اللاعبين سوف يواجهون منافسين أكثر قوة بدنية وأطول قامة، ما يعني أن نسبة الخسارة سوف ترتفع أكثر، والانتصارات والبطولات سوف تصبح أقل.
لكنها لن تكون خسارة كبيرة، فاللاعبين سوف يتعلمون بشكل أسرع ويستفيدون من تلك الالتحامات بتعلم كيفية مواجهتها أو تفاديها.
كانت تلك السياسة المتبعة في تشيلسي لبعض الوقت حيث كان فريق الرديف -تحت 23 عاما- للاعبين الأصغر سنا، والآن سيتي هو من يقود تلك السياسة.
يضم فريق تحت 23 عاما، الذي يلعب نهائي الكأس أمام ليفربول، إيريك جارسيا وفليكس نيميشا وهما في ثاني مواسمهما مع الفريق ويبلغان من العمر 18 عاما.
هناك تومي دويل وتايلور هاروود بليس وهما في الـ17 من عمرهما، جيريمي فريمبونج ونبيل توايزي عمرهما 18 عاما، أما ناثينال أوجيبيتا وفريدي بيرنابي، القادم من برشلونة، فهما في سن الـ17.
في العديد من الأحيان يتعرض هؤلاء اللاعبين لإصابات عضلية، لكن في النهاية يتعلمون بشكل أسرع.
تقوم السياسة الأخرى للنادي على الجانب الأخلاقي، فإبقاء هؤلاء اللاعبين متواضعين هو ما يرتكز عليه نهج ويلكوكس، حتى أن الصحيفة نقلت عن أحد لاعبي الأكاديمية الآخرين قوله إنهم باتوا يشعرون بالإحراج من لاعبي سيتي إذ لم يعد الأمر يقتصر على الفوز فقط.
تطوير هؤلاء اللاعبين يعمل عليه طاقم موسع من المدربين ممن يثق فيهم ويلكوكس، ومن ضمنهم سيمون دافيز، رئيس قسم التدريب في الأكاديمية، الذي كان لاعبا بين جيل 92 في مانشستر يونايتد قبل أن يتحول للتدريب مبكرا.
كان دافيز مساعدا لباتريك فييرا حينما كان الأخير مدربا لفريق الرديف، وتشير إندبندنت إلى أنه لعب دورا مهما للغاية في تطوير فودين وبراهيم دياز الذي انتقل إلى صفوف ريال مدريد.
على الجانب الكشفي يتولى ستيوارت طومسون إدارة نظام كشافي الأكاديمية الذي يعمل على جلب العديد من المواهب في سياق تطويرها ومراقبتها عند الوصول.
أسماء مثل دياز وسانشو ورابي ماتوندو -الذي يلعب مع شالكه حاليا- كانت ثمار نظام استكشاف اللاعبين الذي وضعه طومسون.
في النهاية لا يغلق النادي أبوابه أمام رحيل المواهب الشابة، فدياز انتقل لمدريد وسانشيو لدورتموند وماتوندو لشالكه، لكن يظل فيل فودين الدلالة الأكثر أهمية على مشروع النادي.. فتي في الـ18 من عمره يتنافس على أعلى الأصعدة ويثبت قدراته، ويعلن نجاح نهج السماوي.
طالع أيضا
كلوب: صلاح يستحق دخول التشكيلة المثالية للدوري
كلوب يعلق على ركلة الجزاء التي نفذها ميلنر بدلا من صلاح
رد كوميدي من كلوب على سفر صلاح لحضور حفل مجلة تايم
الاتحاد الإنجليزي يستعد بكأسين لختام الدوري