تفاصيل صغيرة فقط قادرة على التحكم بشكل كبير في رحلة أي شخص ومسيرته، وبعد مضي الوقت تتحول تلك التفاصيل إما إلى حاجز عثرة أو باب للعبور إلى الطموحات.

اختبار منع كيليان مبابي من الانضمام لتشيلسي في صغره.

وتفكير كاد أن يجعل إلكاي جوندوجان يرتدي قميص مانشستر الأحمر بدلا من اللون السماوي.. إنها تلك التفاصيل.

مسار مبابي الذي تحول تماما

دانيل بوجا كشاف سابق في نادي تشيلسي كشف عن أن والدة مبابي منعت نجلها من انتقال محتمل إلى مدينة لندن عام 2012، والسبب تشكيك مسؤولي النادي في قدرات كيليان.

ويقول بوجا في تصريحات نقلتها صحيفة ديلي ميل البريطانية: "جلبته للاختبار وكان برفقة أسرته، كان مهاريا مثلما كان الحال الآن، ولعب أمام تشارلتون وحقق الفوز بسبعة أهداف نظيفة".

وأوضح "بعد أسبوع تقريبا قلنا له [اسمع، نحن نقدر ما رأيناه منك ولكن علينا أن ندعوك لاختبار آخر وسوف نرى بعد ذلك]".

"أتذكر ما قالته والدته حينها، كانت تتحدث بالفرنسية وأنا أترجم.. قالت لي [اسمع، فتاي لن يعود للاختبارات مرة أخرى، إن أرادوا التعاقد معه فعليهم فعل ذلك الآن أو سيتوجب عليهم في خلال 5 سنوات أن يشتروه مقابل 50 مليون يورو]".

ويؤكد بوجا أنه رفض ترجمة تلك الكلمات إلى زملائه في النادي.

وأشار إلى "مبابي كان مهاريا للغاية، ولكن في إنجلترا يرغبون في لاعبين يتمتعون بقوة بدنية ويبذلون الكثير من العمل، في ذلك الوقت لم يكن يبذل الكثير من العمل".

"ودفاعيا كان الأمر على نفس المنوال، ولكنه حين يمتلك الكرة كان لا يصدق، أما دون الكرة فلا يعمل كثيرا، وتشيلسي أرادوا رؤيته مجددا لتحديد مدى إمكانية تطوره على الصعيد الدفاعي".

"صراحة، كان يجب أن يتعاقدوا معه، من السهل قول هذا الآن ولكن أثناء تلك الفترة كان تشيلسي يملك قواما جيدا من اللاعبين".

مبابي نفسه تتطرق إلى تلك الرحلة في لندن في حوار مع صحيفة تليجراف البريطانية الصيف الماضي.

وقال: "كانت تجربة رائعة أكسبتني الخبرة، تشيلسي كان أول نادي كبير أذهب إليه، لذا كان الأمر بمثابة اكتشاف لما أملكه بالنسبة لي".

"كان عالما جديدا لي، كنت أعرف كم أن النادي كبير ولكن ما رأيته من بيئة العمل وسعي دائم كثقافة للتطور والتحسن أذهلاني".

"هذا ساعدني على التطور لأن ما رأيته جعلني أرغب في التواجد بأماكن مثل هذه، أردت أن أصبح لاعبا كبيرا لكي أقدم المتعة إلى الجماهير".

تشير ديلي ميل إلى أن الانتقال ربما لم يكن ليتم في نهاية الأمر لأن لوائح الاتحاد الدولي "فيفا" تمنع اللاعبين الأقل من 18 عاما من الانتقال إلى خارج بلادهم إلا في حالة استقرار الوالدين لأسباب لا تتعلق بكرة القدم.

في النهاية ما يمكن التأكد منه أن والدة مبابي كانت تمتلك رؤية أفضل من بعض الكشافين :)

ولكن هذا يأخذنا إلى رحلة أخرى من التفاصيل التي صنعت الفارق.

جوندوجان والقميص الأحمر بدلا من السماوي

عام واحد فقط مضى على اختبار مبابي مع تشيلسي، وعلى بعُد أكثر من 200 ميل من لندن، وتحديدا في مانشستر كانت تدور قصة مشابهة.

السير أليكس فيرجسون المدرب الأسطوري لمانشستر يونايتد وقبل اعتزاله كان يرغب في إيجاد بديل للاعبه المخضرم بول سكولز.

وإلكاي جوندوجان لاعب مانشستر سيتي الحالي كان واحدا من اللاعبين المتواجدين على قائمته.

ويكشف رينيه مولينستين أحد المدربين الذين عملوا تحت قيادة فيرجسون في ذلك الوقت أن جوندوجان - لاعب بروسيا دورتموند حينها - كان يجذب أنظار كشافي النادي كبديل لسكولز.

ويقول مولينستين لصحيفة إيفينينج ستاندرد: "التفكير وقتها إن كان فيرجسون سيرحل فعلينا إيجاد لاعبين يتمتعون بالجودة والطاقة، بالطبع لا يمكن القول إننا كنا نمتلك تشكيل متقدم في العمر حينها بل تشكيل ناضج بشكل كبير".

"في ذلك التوقيت كنا ننظر باهتمام إلى جوندوجان وماركو رويس، كنا ننظر لجوندوجان باعتباره متشابه مع سكولز. قادر على الاحتفاظ بالكرة وتفكيره سريع ويتحكم في الإيقاع".

ولكن الأمر لم يتم في النهاية مع قدوم ديفيد مويس، ويونايتد أنهى الموسم بالمركز السابع.

ربما كانت الظروف رحيمة بالدولي الألماني هذه المرة، لينتقل بعدها بسنوات إلى الجار الأزرق ويحقق النجاحات.

اقرأ أيضا:

صالح جمعة لـ في الجول: رحلت عن الفيصلي وسأرد على مسؤوليه في الوقت المناسب

توتنام يعلن غياب لوريس وألي عن مواجهة ليفربول

نادر شوقي: الأهلي مهتم بضم محمد محمود.. سيكون عبد الله السعيد الجديد

رسميا - خصم 3 نقاط من كييفو وغرامة مالية بسبب تربح وهمي

مدرب الأهلي يتحدث عن نقاط ضعف هوريا.. والخوف من الأمطار

جوارديولا: خطوتي الأخيرة ستكون مع "لا ماسيا"