البعض يمتلك المهارة، والبعض الآخر يمتلك السرعة. هناك من يملك القوة وهناك من يملك التوقع. لم تجتمع فيه كل تلك الصفات ولكنه آمن أن كلا بداخله الموهبة.
لا يتمتع بمهارات ليونيل ميسي، ولا مقومات كريستيانو رونالدو. سرعته ليست كأريين روبن ومراوغاته ليست كفرانك ريبيري، ولكنه استطاع ببساطة أن يتواجد برفقتهم.
ليس الأفضل ولكنه الأذكى، وخلف هذا الذكاء صنع أيقونته الخاصة وشخصيته المتفردة.. اسمي توماس مولر و"أنا مهندس المساحات".
نجم بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني يحتفل اليوم الخميس بعيد ميلاده الـ29. وFilGoal.com يستعرض معكم "كيف تلعب مثل توماس مولر".
اقرأ أيضا - (أن تلعب مثل شابي.. "أنا أساعدك أنا أعتني بك")
- "كل شيء يحدثنا عن توماس مولر يقول إنه لاعب سيء، ولكنه ليس كذلك. هو واحد من بين الأفضل".. مجلة فور فور تو -
المميزون لم يصنعهم إنجاز عابر أو لقطة لا تُنسى حملت الكثير من المعاني وقتها، وإنما صنعتهم الموهبة الكبيرة والتفرد في أسلوب اللعب، وإلى جوار ذلك كانت شخصيتهم دائما حاضرة.
مولر كان واحدا من بين هؤلاء. لماذا؟ الإجابة ببساطة هي الذكاء.
تحركاته الذكية، قدرته على استغلال المساحات، التواجد في المكان المناسب، وبالتأكيد سرعة اتخاذ القرار صنعوا منه لاعبا متكاملا وإن لم يكن كذلك.
حصل مولر على فرصة المشاركة مع الفريق الأول لبايرن ميونيخ قبل أن يكمل عامه الـ19، تحت قيادة يورجن كلينسمان، وسرعان ما حصل على مكان أساسي تحت إمرة الهولندي لويس فان جال.
فان جال آمن بالموهبة التي يملكها مولر واعتبره مشروع لنجم كبير، وهو ما أكده قائلا: "في فريقي لابد من أن يلعب مولر دائما" ربما هذا يفسر رغبته في ضمه إلى صفوف مانشستر يونايتد قبل أعوام.
يعتبر مولر نفسه "مهندس المساحات" وفقا لتصريحه، وهو محق في ذلك.
دائما ما يرى المساحة ويستغلها لصالحه، تركيزه أقل على الكرة نفسها لذا دائما ما تجده في أهم أماكن الملعب وأكثرها تأثيرا لصنع الخطورة على مرمى المنافس.
لمس الكرة ثم التحرك خلف الدفاع وصناعة هدف للوكاس بودولسكي أمام إنجلترا في كأس العالم 2010 يشرح الأمر برمته.
- "توماس مولر أفضل لاعب في العالم بدون الكرة".. الموقع الرسمي للبوندسليجا -
يقول مولر لصحيفة جارديان: "أعرف أنني أرتكب بعض الأخطاء التكتيكية أحيانا، إنه واحد من الأصعدة في اللعبة التي أحاول العمل عليها كثيرا وأظن أنني نجحت في تقليلها إلى الحد الأدنى".
"على الرغم من ذلك فتلك الأخطاء تحدث أحيانا، ولكن على الجانب الآخر ألا أُظهر أحيانا لقطات من الذكاء التكتيكي؟".
توماس يدرك مقوماته جيدا لذلك أضاف "اللاعبون الراغبون دائما في صنع الفارق في العادة يمتلكون القدرة على المراوغة، البعض الآخر سريع، وآخرون يملكون قدرة تغيير اتجاهتهم بسرعة لذا فهؤلاء اللاعبين عليهم أن يمتلكوا فنيات جيدة لكي يكونوا مراوغين جيدين".
"أما أنا فلست مراوغا جيدا خاصة في موقف واحد ضد واحد وبناء على ذلك يعتقد الناس أنني لا أملك فنيات كبيرة في الوقت الذي تكون فيه فنياتي أفضل من الأشياء الأخرى التي يتم مدحي عليها".
- "مولر لا يستطيع أن يهزمك بتحكمه في الكرة، ولا يستطيع هزيمتك بسرعته، ولن يستطيع هزيمتك بمراوغاته، ولكنه في النهاية سيهزمك".. صحيفة جارديان -
عن مصطلح مهندس المساحات يتحدث اللاعب، الذي حقق 7 ألقاب دوري ألماني ولقب دوري أبطال أوروبا ولقب المونديال، باستفاضة.
ويشرح لصحيفة كيكر الألمانية "لا أعلم إن كنت جعلت نفسي الأفضل فيما يخص المصطلح بهذا التصريح ولكن كل لاعب جيد وناجح خاصة من لاعبي الهجوم يدرك جيدا حس المساحة والوقت".
ويتابع "الأمر ليس خارقا ويتواجد 3 أشخاص فقط قادرون على فعله في الأرض، ولكن كل مهاجم عظيم يعلم أن الفكرة كلها تتعلق بالتوقيت بين الشخص الذي يمرر الكرة والشخص الذي يركض تجاه المنطقة المناسبة، هذا ليس شيئا جديدا".
ربما هذا ما يفسر تسجيله لـ10 أهداف عبر تاريخ كأس العالم كسابع هدافي المسابقة، أو اقترابه من الوصول للرقم 200 رفقة الفريق البافاري وصناعته لما تخطى 150 هدفا.
ويضرب مثالا "في كرة السلة يصنع 3 لاعبين المساحة من أجل لاعب واحد فقط من أجل أن يسدد، ولكن في كرة القدم لا يتم تقدير الأمر بالشكل الكافي".
طالع أيضا - سلسلة "أن تلعب مثل" التي قدمها FilGoal.com عن أبرز نجوم المونديال
عدم التوقع كان جزءا آخر من الصورة التي رسمها مولر لنفسه، حينما لا يملك الكرة لا يتوقف عن الركض ولا يتعلق الأمر هذه المرة بتواجده في المكان المناسب وإنما بقدرته على وضع زملائه في المكان المناسب.
إنه مدافع لا يكل ولا يمل في المناطق الأمامية للخصم وقدرته على مراقبة لاعبي الوسط كانت عاملا حاسمة لفريقه ولمنتخب بلاده.
ويقول يواكيم لوف مدرب الماكينات الألمانية لموقع الفيفا: "إنه لاعب غير اعتيادي ولا يمكن توقع الخطوط التي يركض بها (تارة يتواجد في أنصاف المساحات وتارة بين الخطوط)".
"لكنه لديه هدف واحد فقط دائما هو [كيف يمكن أن أسجل هدفا؟] وهذا يجعله خطيرا للغاية خاصة داخل منطقة الـ18".
وهو ما يؤكده مدربه الأسبق في بايرن بيب جوارديولا حينما أشار إلى "ينتهز كل فرصة، ويعرف كيف يذهب للمرمى بسبب فطنته ورؤيته".
هدف آخر في أرسنال يشرح الكثير من صفات الشاب البافاري وأسلوبه أمام المنافس
مولر مثال حقيقي للاعب المتكامل في كرة القدم الحديثة.
وفي النهاية ربما يلخص يوب هاينكس كل القصة بوصفه عن توماس.
"يصنع حالة من الهيجان والثورة داخل أرضية الملعب".
اقرأ أيضا:
صالح جمعة لـ في الجول: رحلت عن الفيصلي وسأرد على مسؤوليه في الوقت المناسب
توتنام يعلن غياب لوريس وألي عن مواجهة ليفربول
نادر شوقي: الأهلي مهتم بضم محمد محمود.. سيكون عبد الله السعيد الجديد
رسميا - خصم 3 نقاط من كييفو وغرامة مالية بسبب تربح وهمي