لعب ريال مدريد حامل لقب الدوري الإسباني دورا شرفيا في نسخة هذا الموسم منذ وقت مبكر من الدور الأول، واكتفى بالتنقل بين المركزين الثالث والرابع.
الفريق الأكثر تتويجا بالليجا، كان مهددا في فترة ما بفقدان المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، السيناريو الكارثي الذي تلاشاه مدريد بتحسينه لنتائجه وإزاحته فالنسيا من المركز الثالث.
بعد ضمان التأهل بنسبة كبيرة إلى دوري أبطال أوروبا، والابتعاد بفارق شاهق عن الصدارة، تمحورت آمال جماهير ريال مدريد على رجاء واحد: تجنب الممر الشرفي.
في موسم للنسيان على المستوى المحلي، سيكون تجنب الممر الشرفي هو الإنجاز لريال مدريد. صحيح إنه إنجاز وهمي، لكن وقوعه سيصير بمثابة الكارثة.
هذا الدافع الذي سيبدو هامشيا لك إن لم تدرك العداوة المشتعلة بين طرفي الكلاسيكو، هو الكابوس الذي دفع جماهير مدريد لعمل دراسات حسابية معقدة طوال الأسابيع الماضية، بل ومساندة أتلتيكو مدريد في بعض مبارياته إن تطلب الأمر.
كيف يضمن برشلونة ممرا شرفيا من غريمه الأزلي؟
برشلونة سيستضيف ريال مدريد في الجولة 36 يوم 6 مايو القادم، أي أن برشلونة بحاجة للدخول إلى الكلاسيكو بفارق 12 نقطة على الأقل مع أتلتيكو مدريد، وهو أقصى عدد من النقاط يمكن تحصيله في المباريات الأربع الأخيرة.
تفوق برشلونة على الروخيبلانكوس بـ12 نقطة قبل 4 جولات على النهاية سيكون كافيا للبلاوجرانا بسبب تفوقه في المواجهات المباشرة، مما يهديه اللقب إن تعادل الفريقان في النقاط مع نهاية المنافسة.
الآن الفارق بين برشلونة ووصيفه 11 نقطة، فارق لا يهدي برشلونة اللقب قبل 4 جولات تحت أي ظرف، وبالتالي يجنب ريال مدريد الوقوف في ممر شرفي كابوسي.
الأوضاع مرشحة للتغير في الدربي
"جنت على نفسها براقش" سيكون شعار المرحلة إن قام ريال مدريد بعرقلة أتلتيكو مدريد في الدربي، وتسبب في وقوفه لاحقا بممر شرفي أمام الغريم الأكبر.
جماهير ريال مدريد بين نار الانتصار على عدو المدينة، ونار تجنب الممر الذي سيكون نهاية انعكاسية لموسم مدريد المحلي الكارثي.
الدربي في الجولة 31 يوم 8 أبريل المقبل، بافتراض خسارة ريال مدريد في قلب سانتياجو برنابيو –وهو سيناريو تكرر كثيرا في الدربي بالسنوات الأخيرة-، سيبقى الفارق بين برشلونة وأتلتيكو عند 11 نقطة، وهو فارق لا يكفي لتتويج برشلونة بالليجا قبل 4 أسابيع كما ذكرنا، وبالتالي لا ممر شرفي بتلك الحالة.
في حالة التعادل بين قطبي العاصمة، سيوسع برشلونة الفارق مع أتلتيكو إلى 13 نقطة، وهو سيناريو سيء لريال مدريد، فهذا الفارق يؤهل برشلونة لحسم اللقب بالجولة 35 التي تسبق الكلاسيكو مباشرة.
فوز ريال مدريد له نتائج مشابهة للتعادل، فسيهدي برشلونة فارق 14 نقطة في الصدارة، وإمكانية حسم الدوري بالجولة 35 كذلك.
عمليا، ريال مدريد عليه أن يتعثر في الدربي لتجنب الممر الشرفي، لكن الوضع ليس مباشرا لتلك الدرجة..
الدربي ليس العامل الوحيد
ماذا إن فاز أتلتيكو مدريد في الدربي وأبقى على فارق الـ11 نقطة مع برشلونة، ومن ثم خسر في الجولة التالية مباشرة أمام فريق غير ريال مدريد؟ سيكون الوضع مماثلا: التأخر بفارق 14 نقطة عن برشلونة والتمهيد لممر شرفي.
وما الضامن أن يفوز برشلونة في كل مبارياته القادمة ويمنع الفارق من التقلص، وهو نفسه الذي فرط في عديد النقاط في الأسابيع الماضية؟
الدربي ليس إلا مواجهة قوية لأتلتيكو مدريد الوصيف أمام ريال مدريد الراغب في تجنب سيناريو التصفيق للاعبي برشلونة تحت سخرية جماهير كامب نو، ولكن تعثر أتلتيكو يمكن أن يحدث في أي مباراة أخرى، وبالتالي لا يجب التعامل مع الدربي وكأنه المباراة التي ستحسم أمر الممر الشرفي بشكل جازم.
ممر فوري في الجولة 35؟
يمكن أن يحسم برشلونة اللقب في الجولة 35 –التي تسبق الكلاسيكو- دون أن يلعب، عن طريق تعثر منافسه المباشر قبل أن يلعب برشلونة مباراته في تلك الجولة، وبالتالي سيكون ديبورتيفو لاكرونيا منافس برشلونة في تلك الجولة هو من سيقدم ممرا شرفيا للكتلان بصفته أول منافس لبرشلونة بعد تتويج الأخير باللقب.
بالطبع الأمر يتوقف على جدول مباريات تلك الجولة، إن لعب برشلونة يوم الأحد أو في وقت متأخر من يوم السبت، وخاض الوصيف مباراته في وقت أبكر يوم السبت، سيصير هذا السيناريو واردا، وينفد ريال مدريد من شر الممر.