فورزا كالشيو (16) - دربي إيطاليا.. حين تعرض إنتر للظلم ففاز يوفنتوس 9-1!
السبت، 09 ديسمبر 2017 - 10:43
كتب : عمر ناصف
يتجدد اللقاء للمرة الـ237 بين يوفنتوس وإنتر ميلانو في اللقاء المسمى إعلاميا بـ"دربي إيطاليا"، الحدث الأكبر في المواسم الكروية بالكالتشيو والمباراة التي تعد الأهم بين كل الدربيات التي يشهدها الموسم هناك.
لم يبدأ الصراع مبكرا بينهما وإن كانت "الأيدولوجية" منذ أول يوم لتأسيس الفريقين مختلفة ولكن الأمور سارت بشكل جيد كما هو حال كل البدايات فاكتفى يوفنتوس بصراعه مع الجار تورينو الذي كان في يوم من الأيام كابوسا مرعبا للجميع في إيطاليا. أما إنتر فواصل صراعه للتتويج ملكا على عرش مدينته بعد انشقاقه عن أبيه ميلان.
حتى الستينيات لم يكن مصطلح "دربي إيطاليا" مستخدما إلى أن جاء الصحفي الإيطالي الأشهر في التاريخ جيوفاني بيريرا ليستخدمه لأول مرة في 1967 ليتحول بعدها مسمى اللقاء رسميا وإعلاميا وجماهيريا إلى هذا الاسم.
لماذا انتظرت مبارياتهم سنوات عديدة من أجل الحصول على هذا اللقب؟ تجيب عليه تلك الفترة من الكرة الإيطالية.
كان يوفنتوس كعادته مهيمنا على البطول المحلية والجميع يحسده على بطولاته ويعيدها في النهاية إلى وقوف التحكيم بجانبه كعادة الجميع الأزلية في إيطاليا بينما إنتر "ويا للعجب" كان هو الفريق الإيطالي الأكثر نجاحا في أوروبا حتى جاء جاره ميلان بعد ذلك وسلب منه هذا اللقب.
أنشأ هذا بينهما بعض العداوة بالتأكيد ولكن ما فجرها كان ما حدث في موسم 1960-1961 عندما كان إنتر متصدرا للدوري وذهب للقاء يوفنتوس في تورينو والأجواء لم تكن جيدة إطلاقا على الفريق الضيف.
البعض شهد بأن يوفنتوس لعب العديد من الدقائق بـ12 لاعبا بدون تدخل من الحكم ورغم ذلك كان إنتر المسيطر حتى جاءت لحظة اقتحم فيها مشجعي يوفنتوس الملعب ثم بدأ الشغب خارجه أيضا ليتم تعليق المباراة وإلغائها بعد ذلك، طبقا للقانون الإيطالي إنتر فاز 3-0.
لكن وفقا لرواية البعض، تدخل أومبرتو أنييلي أحد أبناء العائلة المالكة ليوفنتوس ورئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم هناك ليجد ثغرة في القانون ويخرج قرارا بأن المباراة التي ألغيت سيتم إعادة لعبها ولكن في نهاية الموسم!
ثار غضب الجميع في إنتر وخارت رغباتهم في الفوز، إحدى الصحف وصفت حالة الفريق ذلك الوقت قائلة: "لقد أرادوا إلغاء نشاط كرة القدم بالنادي لولا أنها حياتهم".
وجد الأفاعي أنفسهم مجبرين على إعادة لقاء يوفنتوس في الأسبوع الأخير من البطولة وذلك بعد أن تقهقروا إلى المركز الثاني بفارق نقطتين عن السيدة العجوز.
الفوز كان يكفيهم للحصول على اللقب ولكن إحساس الظلم كان أكبر من رغبتهم بالفوز فقررت إدارة الفريق برئاسة أنجيلو موراتي ومدربهم الأرجنتيني هيلينو هيريرا الاعتراض بإشراك فريق الناشئين تحت 18 عاما خلال تلك المباراة المصيرية.
خسر إنتر بنتيجة هي الأكبر في تاريخ الدربي 9-1 وحقق يوفنتوس اللقب الـ12 في تاريخه ذلك الموسم بفارق 5 نقاط عن إنتر الذي تراجع في نهاية البطولة إلى المركز الثالث وتسبب ذلك في إشعال فتيل الغضب من قبل جماهير إنتر نحو العدو يوفنتوس.
بيريرا ارتكز في تسميته لتلك المباراة بـ"دربي إيطاليا" إلى تلك الحادثة وأشياء أخرى أبرزها الموقع الجغرافي، فالفريقين يقبعان في شمال إيطاليا، فيمكن اعتباره "دربي الشمال" ولأن الشمال هناك يتحكم في 90% من البطولات والإنجازات الكروية الإيطالية فهو بالتأكيد دربي إيطاليا كلها.
اختلاف الأيدولوجية لدى الطرفان، فيوفنتوس أنشأه مجموعه من الشباب الإيطالي المتحمس لخدمة وطنه والدفاع عن كل ما هو إيطالي بينما إنتر تأسس ليجمع العديد من الجنسيات المختلفة بين جدرانه وذلك كان سبب الانفصال عن ميلان.
الكثير يسميه "دربي إيطاليا"، والبعض يطلق عليه "دربي الخير والشر" بعد العودة إلى البداية وأصل الحكاية.