انطلاقة من أمام مرماه حتى منطقة جزاء كوستاريكا لتمر الكرة من الجميع وتأتي على طبق من فضة فيسكنها الشباك.. تمركز في مكان غير اعتيادي بالنسبة لظهير أيسر ومن ثم رأسية داخل منطقة جزاء روسيا تعلن عن هدفه الثاني في ثاني مباراة ودية على التوالي.
جوردي ألبا
النادي : إنتر ميامي
كان ذلك اللاعب هو جوردي ألبا مسجلا هدفين مع المنتخب الإسباني في منتصف شهر نوفمبر الجاري، بعدها بعدة أيام كان يعلن عن ثالث أهدافه في الشهر وأول أهدافه في الدوري بمرمى فريقه السابق.
سجل ألبا هدف التعادل لبرشلونة أمام فالنسيا في الدقائق الأخيرة من اللقاء ليخطف لفريقه نقطة ثمينة حافظت على سجله خاليا من الهزائم حتى الآن ليعيد التوهج إلى أدائه مرة أخرى بعدما تراجع الموسم الماضي.
ولكن ما سر هذا التوهج وكيف تغير دوره هذا الموسم عن الموسم الماضي؟ FilGoal.com يحاول الإجابة في التقرير الآتي.
البداية كانت مع قدوم إرنستو فالفيردي كمدربا للفريق الكتالوني ورحيل نيمار دا سيلفا إلى صفوف باريس سان جيرمان. هنا كانت نقطة التحول في أداء صاحب الـ28 عاما.
رحيل نيمار أجبر فالفيردي – وإن كان في حسبانه – على الاعتماد على ألبا بشكل كبير في الدعم الهجومي بالجانب الأيسر خاصة مع إصابة عثمان ديمبلي في بداية الموسم.
فلسفة المدرب السابق لويس إنريكي كانت تعتمد على المساندة الدفاعية من لاعبي الوسط لخط الدفاع ومن ثم الاستحواذ على الكرة ونقلها إلى الثلاثي الناري لويس سواريز وليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا.
تألق نيمار على الرواق الأيسر دفع ألبا للبقاء متراجعا لحماية الخط الخلفي وهو ما لم يكن يعجب ظهير فالنسيا السابق.
ويتحدث ألبا قبل أسبوعين قائلا: "رحيل نيمار كان له تأثيره الكبيرة على الفريق ولكنه أتاح لي مزيدا من المساحة في الثلث الأمامي للهجوم، بأمانة أنا أفضل ذلك، أنا استمتع كما لم استمتع من قبل".
"استعدت ثقتي مرة أخرى، الآن أصبح الرواق الأيسر كله لي بمفردي، هذا مميز أشعر بالارتياح وكلي طاقة".
ويوضح "بعد الهزيمة من باريس 4-0 الموسم الماضي تم تغيير الطريقة وبتنا نلعب بثلاثة مدافعين وهو ما أثر علي، ولكننا الآن ندافع برباعي وهذا يناسبني".
أرقام ألبا الهجومية تحسنت بشكل كبير وأظهرت تطورا عن الموسم الماضي.
فخلال الموسم الجاري مثلا صنع جوردي 17 فرصة خلال 13 جولة بالدوري، فيما صنع 23 فرصة خلال الموسم الماضي بأكمله.
ومعدل تمريراته التي أدت إلى المساهمة في هجمات خطيرة على مرمى المنافس ارتفع إلى 1.18 في المباراة الواحدة بدلا من 0.65 الموسم الماضي.
معدل صناعة الأهداف أيضا شهد تقدما ملحوظا فصنع 4 أهداف هذا الموسم حتى الآن قابلة للزيادة مقابل 6 أهداف صنعها بالموسم الماضي كله.
وباتت تحركات الدولي الإسباني أيضا أكثر ذكاءً، ولا يعتمد على الاختراق من خلال عرضيات أو تمريرات جانبية فقط وإنما أصبح أكثر مواجهة للمرمى.
هدف فالنسيا يوضح ذلك، كان على أقصى الطرف الأيسر وبمجرد رؤية الكرة برفقة ميسي تحرك ألبا سريعا في ظهر مدافع فالنسيا ليسدد الكرة في الشباك.
استعادة الثقة في النفس كذلك أسهمت في ارتفاع عدد مراوغاته الناجحة، ومعدل التسديد على المرمى.
سدد الموسم الماضي 6 تسديدات بينما سدد 5 الموسم الجاري، 4 منهم من داخل منطقة الجزاء، والدقة ارتفعت من 50% إلى 20%.
ومعدل المراوغات الصحيحة ارتفع من 58% الموسم الماضي إلى ما يقرب من 78% هذا الموسم، ومع مرور المباريات قد تزداد النسبة كذلك.
تواجد ألبا في المناطق الأمامية بشكل كبير أدى إلى تعرضه للإعاقة أكثر من الموسم الماضي الذي اكتفى فيه بشكل كبير بالدفاع وحماية الطرف الأيسر في تواجد نيمار.
تعرضه للإعاقة ارتفع من 0.91 إلى 0.62
أمام فالنسيا أظهرت تحركاته أنه تواجد بالثلث الأخير في المباراة أكثر من تمركزه في مناطقه الدفاعية ربما يرجع ذلك لحاجة برشلونة إلى تعديل النتيجة.
ولكن الملفت مثلا أن ألبا لمس الكرة 5 مرات داخل منطقة الجزاء فيما لمسها المهاجم لويس سواريز 4 مرات فقط، وجيرارد ديولوفيو الذي لمسها مرتين فقط.
"المدرب يدير المجموعة بطريقة مثالية، أشعر أن الجميع لديه طاقة إيجابية. حصدنا الكثير برفقة فالفيردي.. لا أحب مقارنة المدربين ولكنه أكثر مدرب سعدت بالعمل معه".
هكذا يتحدث ألبا عن أسباب ارتفاع مستواه هذا الموسم ناسبا الفضل بشكل كبير إلى مدربه الذي أعاد ترتيب الأمور في البيت الكتالوني.