مرشح قوي للجائزة حقق ثنائية الدوري ودوري أبطال أوروبا يتعامل مع المواقف الصعبة بسهولة كما كان يمر بالكرة كلاعب من خصومه ومع ذلك لا يشعر بأنه المدرب الأفضل في العالم.
زين الدين زيدان، سيتنافس مع ماسيمليانو أليجري مدرب يوفنتوس وأنطونيو كونتي مدرب كونتي على جائزة "الأفضل" التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم وهو بطل الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، ويتم حسم نتيجتها اليوم الاثنين في لندن.
لم يكن زيدان لاعبا سريعا أو قويا أو حتى ألة لتسجيل الأهداف بل كان عقلا مدبرا لما يحدث حوله في أرض الملعب. كلود مكاليلي زميله السابق في فرنسا وريال مدريد كان يمرر ويترك باقي الأمور عليه ليتصرف.
وتماما فعل فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد مثل مكاليالي حين عين زيدان بديلا لرافائيل بينيتيث بعد تراجع نتائج الفريق في يناير 2016، ليس لقدرات الفرنسي التدريبية بل لقدرته على التصرف.
انتهى الموسم وحقق ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا الحادي عشر في تاريخ، ورُشح زيدان لجائزة المدرب الأفضل في 2016 لكنه لم يفز بها، ربما لأن ما فعله زيدان في الـ6 أشهر الأولى كان أقرب لصانع ألعاب كلاسيكي يقود فريقا لكرة القدم وليس لمدرب.
لا تفعل مثل أنشيلوتي
في ريال مدريد تتكرر الأخطاء كما تتكرر أهداف سيرجيو راموس في الوقت الضائع حين يبدأ الفريق في استمرار العمل بعد تحقيق الإنجاز.
بعد دوري أبطال أوروبا عام 2002 مع فيسنتي ديل بوسكي؛ باع الفريق مكاليالي فخسر كل شيء، وبعد دوري أبطال أوروبا مع كارلو أنشيلوتي باع الفريق تشابي ألونسو وأنخيل دي ماريا فخرج بموسم صفري.
زيدان دخل الموسم وهو يمتلك تشكيل به بديل لكل لاعب لكنه لم يتعاقد مع أي لاعب جديد في الصيف. استغنى فقط عن خيسي واستعاد ألفارو موراتا وماركو أسينسيو وفابيو كوينتراو .
ما فعله زيدان جعل الجماهير والصحافة تسأل: منذ متى والفريق الملكي لا يزين تاجه بالجواهر؟
لأن الانتصار القبيح أفضل من الهزيمة
لم يكن الفريق يقدم كرة ممتعة حتى نهاية 2016 وكان يفوز بشق الأنفس لكن كان ينتصر.
على الرغم من الطريقة القبيحة التي كانت تتحقق بها في الدقائق الأخيرة برأسيات من راموس، إلا أن استمرار جمع النقاط ومضي قدما في دوري الأبطال كان العامل الأهم لزيدان.
طالما يفوز الفريق فهو في القمة وطالما يتواجد في القمة فلدى زيدان فرصة لتصحيح الأوضاع.
لكن بداية 2017 لم تكن جيدة لريال مدريد. خسارة من إشبيلية في الدوري تنهي سلسلة اللاهزيمة والخروج من كأس الملك أمام سلتا فيجو، وقبل كان الفريق قد احتاج لوقت إضافي لحسم لقب كأس العالم للأندية 2016 أمامفريق ياباني تخطئ الجماهير في اسمه يُدعى كاشيما أنتلرز.
ومن هنا كان الطريق للعودة.
الجوهرة تنير طريقة العودة
بحثوا عن الجوهرة التي لم يتعاقد مع ريال مدريد ولم يجيدوها؛ لكنه زيدان استخدم جوهرته الخاصة.
عمل زيدان تحت قيادة أنشيلوتي وفابيو كابيلو وديل بوسكي كلاعبا، وكمساعد من جوزيه مورينيو وتلقى دراسات من مارسيلو بيلسا بالإضافة لفترة معايشة مع بيب جوارديولا.
ما ميز زيدان أنه أخذ شيئا من واحدا من كل هؤلاء أنتج منه ما جعله مرشحا لنيل جائزة الأفضل في العالم.
غير زيدان طريقة اللعب ولجأ إلى 4-4-2 بشكل يشبه الماسة في خط الوسط؛ لكنها لم تكن بتلك الطريقة التقليدية.
لديه كروس ومودريتش في وسط الملعب لذا سيلعب على أن يستحوذ على الكرة بدلا من الهجوم المرتد في تلك الـ4-3-3 التي كان يعتمد عليها.
الاستحواذ على الكرة يُعني إن الفريق معرض للضرب بالمرتدات لذا سيلعب كاسيميرو خلفهما. من سيعلم أفضل من زيدان أن لاعب الوسط المبتكر يحتاج لحماية من قاطع الكرات؟
وبدلا من أن يقطع رونالدو تلك المسافة من مركز الجناح لمنقطة الجزاء؛ غير زيدان مركز البرتغالي الذي لم يكن قد وصل لقمة مستواه بعد وجعله مهاجما بحوار متخصص فتح المساحات: كريم بنزيمة.
تطبيق الماسة على أرض الملعب لم يكن ليكتمل دون وجود ماسة حقيقة في التشكيل، وهنا أعاد اكتشاف إيسكو الذي تطور بعدما علم أن عدم مشاركته في المباريات من قبل كان لتقصيره في حق نفسه وليس لسبب من المدرب.
والأهم من تغيير طريقة اللعب كان تنوع أساليب تسجيل الأهداف.
سيسجل ريال مدريد من العمق عن طريق تمريرات إيسكو وكروس ومودريتش، وإذا أغلق العمق لن يقف مثلما كان يقف جوارديولا ينظر حوله لحل لتلك المشكلة.
سيلجأ ريال مدريد للأطراف عن طريق عرضيات داني كاربخال ومارسيلو، وإذا فشل الأمر فسيتواجد كاسيميرو على حدود منطقة الجزاء لإرسال قذائفه.
تعلم زيدان من المشكلات التي واجهت أنشيلوتي وجوارديولا ومورينيو فوضع حلا لها قبل أن يقع فيها من الأساس.
لأن تدريب فريقين أفضل من تدريب واحد
لم يكن زيدان يتولى تدريب فريق واحد فقط بل إثنين.
تصرف زيدان في سوق الانتقالات وحفاظه على قوام الأساسي وتدعيمه بالبدائل جعل لريال مدريد فريقين. فريق يشارك في دوري الأبطال وفريق ينافس على الدوري الإسباني.
لهذا لم تكن لتعرقل الإصابات مسيرة الفريق في الأمتار الأخيرة من الموسم الماضي، بل أن زيدان كان يمتلك رفاهية استبعاد رونالدو وراموس وبنزيمة ومودريتش وكروس؛ ويفوز.
زيدان صنع فريقين في وقت لم تكن الفرق الأخرى تجد فيه بديلا للاعبها الموقف وليس المصاب حتى، بدكة تواجد عليها موراتا، جيمس رودريجيز، ماتيو كوفاسيتش وإيسكو قبل دخوله في التشكيل الأساسي.
ضالة بيريز التي وجدها في زيدان
يدحض زيدان فكرة أن يفوز بسبب قوة الأسماء الموجودة في ريال مدريد بتصرفه في سوق الانتقالات.
عمل زيدان في ريال مدريد كاستيا لموسم ونصف الموسم جعله أقرب لناشئي ريال مدريد وأتاح له فرصة مشاهدة المواهب التي تلعب في رديف الفرق الإسبانية عن قرب.
من قبل نصح زيدان بيريز بالتعاقد مع إدين أزار حين كان لاعبا في ليل الفرنسي ورشح كيليان مبابي حين كان في أكاديمية موناكو وكان سببا في التوقيع مع رفائيل فاران من نيس الفرنسي.
رؤية زيدان للمواهب الشابة تتماشي مع مشروع بيريز لتوقيع مع لاعبين صغار وخروجهم للإعارة لتطويرهم ثم الاستفادة منهم.
أسينسيو خير مثال على ذلك.
المايوركي الشاب أتى إلى ريال مدريد ثم تعاقد مع خرج لإعارة مع إسبانيول وعاد للفريق وأصبح أحد أبرز أسلحته.
نموذج أسينسيو يتكرر مع فينسوس جونيور المهاجم فلامنجو الشاب الذي تعاقد معه ريال مدريد لكنه سيكمل الموسم مع فريقه البرازيلي وينضم لكتيبة زيدان من الموسم المقبل.
كذلك كانت تعاقدات ريال مدريد في الصيف الماضي كلها تنظر نحو مستقبل الفريق.
بورخا مايورال، خيسوس فاييخو، ثيو هيرنانديز وداني سيبايوس.
بيريز حاول تنفيذ هذه المشروع مع مورينيو لكن إزيكل جاراي وسيرخيو كاناليس لكن الفكرة لم تنجح لمحاولة الفريق للعودة إلى الطريق الصحيح.
مع أنشيلوتي لم تكن تلك الفكرة لتنجح لفشل المدرب الإيطالي نفسه في تطوير المواهب الشابة. يمكننا النظر لمستوى فاران للتأكد من تلك النظرية.
زيدان وحتى الآن يعد الأمثل، فالتطوير لم يكن على مستوى الفريق الأول فقط، بل حتى للكاستيا وفريق الشباب.