أنا جمال عبد الحميد - الأهلي رماني.. الإسماعيلي رفضني.. والزمالك أعادني

الخميس، 28 سبتمبر 2017 - 14:21

كتب : مصطفى عصام

جمال عبد الحميد

"كالوتشاي حارب نجوم هيديكوتي وأصر على إشراكي، فحطم الجمهور سيارته بكل بساطة". جمال عبد الحميد عن فترته داخل القلعة الحمراء.

بدأت مجلة "أخر ساعة" عام 1991 نشر مذكرات نجوم مونديال 90 بإيطاليا تباعا على صفحاتها، فكان من الطبيعي أن تبدأ بنشر أوراق لجمال عبد الحميد قائد منتخب مصر في مونديال إيطاليا وخصوصا بأهم المباريات في تاريخها.. مباراة هولندا.

يستعرض معكم FilGoal.com جزءا من مذكرات جمال عبد الحميد وكيفية انتقاله من الأهلي إلي الزمالك وذكرياته داخل القلعة الحمراء.

"مستر هيديكوتي صعدني لأول مرة للفريق الأول موسم 1976-1977، ونتيجة لمباراتين لعبتهما أمام إسكو والبلاستيك على الترتيب، فوجئت بكابتن فؤاد شعبان يدخل غرفتي ومعه ترزي ليحصل على مقاساتي من أجل السفر مع الفريق الأول للصومال لمواجهة فريق هورسيد في بداية مشوارنا ببطولة إفريقيا أبطال الدوري".

"كانت أول مأمورية سفر لي بالخارج مع النادي الأهلي بإفريقيا، سأكون بديلا ولمن.. لمحمود الخطيب!".

"تم نشر الأسماء المسافرة في الصحف، وأثناء ذهابي للمطار فوجئت بأكثر من 10 سيارات قادمة من منطقتي عين الصيرة بحلوان تحمل أكثر من 50 مشجعا لتوديعي، فعلق مصطفى عبده على تلك الزفة (العروسة سوف تسافر معك.. إيه يا بني هو أنت مهاجر؟!)".

"شعرت في البداية برهبة شديدة لأنني سألعب مع أحمد عبد الباقي أحسن ظهير في إفريقيا، وبعد أن تدربت معه زالت تلك الرهبة وزادت ثقتي في نفسي، واقتنع اللاعبون تباعا بقدراتي، كنت أحترم الجميع وأناديهم بلقب "الكابتن"، كان الخطيب مصابا في يده وكنت سألعب لو لم يستطع اللعب، ولكنه لعب اللقاء كاملا وسجل هدف التعادل وعدنا بأول تعادل لنا خارج مصر من إفريقيا".

حاربوني لأنني لعبت مكان الخطيب

"في مباراة السكة الحديد التالية كنت احتياطيا وسجل كابتن زيزو هدفا، فوجئت بكابتن عزت أبو الروس يطالبني بالتسخين لأنني سألعب بديلا لمحمود الخطيب، بمجرد أن لمح الجمهور تغيير الخطيب ودخولي، أصدروا صوتا يدل على عدم رضائهم، ارتعشت قدماي، ولكن أدركت إن لم ألعب تلك الـ 25 دقيقة فلن ألعب أبدا بعدها".

الجمهور بدأ في الهتاف ضدي وضد مستر هيديكوتي، تسلمت كرة عالية راوغت ثلاثة لاعبين وأحرزت هدفا رائعا فتغير الهتاف 180 درجة نحوي ونحو مستر هيديكوتي ولكن كل هذا انقلب بعد المباراة 180 درجة، حين عنونت الصحف بـ

"جمال عبد الحميد ابن الزمالك تألق في الأهلي".. الصحف كانت تعرف حبي الخفي للزمالك.

"للأسف مستر هيديكوتي رفعوه عاليا وقالوا عنه مكتشف الناشئين حين صعد شريف عبد المنعم وماهر همام ولكنهم في المقابل حاربوني هم وأعضاء مجلس إدارة النادي لإشراكي مكان الخطيب فقط، فصارحني مستر كوتي بأنه لإشراكي في الملعب يجب أن أذهب للوسط لأنه لن يستطيع إخراج الخطيب من الملعب".

"لا أنكر أن الخطيب كان يساندني، وفي موسم 1977-1978 أضعت أهدافا عدة أمام فريق البلاستيك تسببت في إضاعة الدوري، فاستضافني الخطيب في بيته لمدة شهر، وبعدها لعبنا أمام الزمالك في نهائي كأس مصر وفزنا 4-2 وأحرزت هدفا جميلا، وقف بجانبي دوما ولا أنكر ذلك".

كالوتشاي أراد القضاء على نجوم الأهلي

"تولى كالوتشاي المجري مباشرة بعد رحيل مستر كوتي، وكانت مهمته الأولى والأخيرة هي "تبطيل" النجوم في حقبة كوتي السابقة ليثبت فقط أنه خلق جيلا جديدا ينسب له، فصعد خالد جاد الله وزكريا ناصف ومحمد عباس وحسام البدري ومدحت رمضان".

"تضامنت مع اللاعبين في الجلوس ببيوتهم بسبب إيقاف كالوتشاي للخطيب عن اللعب، فخصم الأهلي مكافآت الموسم الخاصة بي وأوقفني شهرا، فحطم الجمهور سيارة كالوتشاي أمام النادي".

"صحيح حصل الأهلي على الدوري والكأس واعتمد علي الرجل كثيرا على حساب الخطيب طوال الموسم، ولكن سياسته في معاداة الجمهور لم تمهله أكثر من الموسم".

الجوهري أعادني للملعب

"بعد أن توترت علاقتي بكالوتشاي ثم رحل، وبمجرد أن تولى الجوهري القيادة في الأهلي، جلس معي فورا ليخبرني بمشاركتي أساسيا معه طوال الموسم، في أول تدريب لي مع الجوهري دخلت في كرة مشتركة مع إكرامي ولم أشعر بقدمي".

"وكل اللاعبين ينظرون إليها بذهول، انشقت رجلي تقريبا إلى نصفين".

"أمر كابتن زيزو بسرعة بإدخال سيارة مصطفى يونس للملعب لنقلي للمستشفى، بدأت أصرخ من الألم، ذهبت لمستشفى السلام ومعي كابتن زيزو وقد فقد أعصابه تماما من شكل الإصابة، أجريت عملية تركيب شريحة طولها 18 سم و6 مسامير في قدمي اليسرى و33 غرزة، مستقبلي تحطم في الكرة".

بسبب الشائعات الأهلي يستغنى عني

كرم الأهلي الفريق الحاصل على بطولة إفريقيا ولم أكن ضمن التكريم، فأحسست بالنية للاستغناء عني، وكان أمامي تسعة أشهر للعودة للملاعب، ففكرت في إضاعة الوقت، كنت أسهر ليلا في أعياد الميلاد، أذهب مع فنانة لافتتاح محل خاص بها، كنت أضيع وقتي في السهر بأماكن عامة، فأشاعوا عني أنني أسهر وأدخن وأشرب خمرا، وكان هذا سببا في الاستغناء عني بعد أن استمع الأهلي برغبته لتلك الشائعات الكاذبة".

"حرمني الأهلي من مستحقاتي ولم يدفع تكاليف المستشفى، بالرغم من أن الأهلي تكفل بكامل مصاريف إجراء عملية جراحية لشريف عبد المنعم وصلت لـ 32 ألف جنيه في لندن، عجزوني بالرغم من أن سني لم يتجاوز الـ 25 سنة، وأمر كابتن أنور سلامة بتدريبي مع قطاع الناشئين لا مع الفريق الأول، فأخبرني كابتن أنور سلامة بالاستغناء عني للإسماعيلي، وعندما ذهبت للإسماعيلية رفض كابتن علي أبو جريشة أن التحق بالفريق، فظللت أتدرب بقطاع الناشئين في الأهلي بعنف مع كابتن أنور سلامة ولا أنسى فضله علي".

"تحدث معي وقتها حمامة نجم نادي الزمالك الأسبق، وطالبني بالانضمام للفريق، وطلب موعدا مع كابتن أحمد رفعت ومحمود أبو رجيلة، ووعدوني بإعطاء فرصة لي بالفريق".

"اشتركت مع الفريق الأول في مباراة ودية وفزنا 6-0 سجلت منها ثلاث أهداف، وطلب كابتن حسن حلمي بقيد اسمي، سألوني عن طلباتي، طلبت شورت وفانلة وحذاء خاصين بالزمالك فقط، تلك كل طلباتي".

فوجئت الجماهير بانضمامي للزمالك، وهو ما زاد سخط جماهير الأهلي علي، أما جماهير الزمالك فكانت بكامل دهشتها بهذا الوافد الجديد الذي ارتدى فانلة رقم 14 مرة واحدة بعد اعتزال حسن شحاتة، حدثني كابتن أحمد رفعت أنني سألعب أول مباراة رسمية لي أمام المقاولون العرب، لم أصدق عيناي أنني عدت للملعب من جديد بعد أن كنت من سنة قررت الاعتزال، لدرجة إصابتي بشد عضلي خفيف من الخوف، نزلت للملعب وصنعت هدفا لكوارشي وفاز الزمالك 1-0، وكان ذلك فأل حسنا لطول غياب فوز الزمالك على المقاولون في السنوات السابقة".

"وبعدها لم أدخل الأهلي مطلقا سوى ثلاث مرات، مرتين عندما حصلت على لقب أفضل لاعب في مصر ومجلة الأهلي تكرم أفضل 11 لاعب في مصر، والمرة الثالثة للحصول على جواز سفري، ومن بعدها حصدت كل البطولات الممكنة مع الزمالك".

التعليقات