كتب : علي أبو طبل | الأربعاء، 12 أبريل 2017 - 03:34
بطل في الظل بأبرز ملامح فوز يوفنتوس على برشلونة
أعلن ماسيمليانو أليجري المدير الفني ليوفنتوس منذ البداية عدم خوفه من مهاجمة برشلونة، فدفع بأبرز أوراقه الهجومية وضغط على ضيوفه على ملعب "يوفنتوس أرينا" منذ البداية، فكانت الأفضلية.
ليس بأقدام جونزالو إيجواين، ولكن بأقدام الأرجنتيني الصاعد بقوة باولو ديبالا في مناسبتين، تم ضرب آمال ليونيل ميسي ورفاقه في مقتل، قبل أن يضيف جورجيو كيليني هدفا ثالثا في منتصف الشوط الثاني.
الريمونتادا لا زالت تلقي بظلالها، ولكن من الصعب أن يتكرر الأمر في مرتين، بل والأصعب أن يتكرر أمام فريق مثل يوفنتوس.
فوز عادل كفة يوفنتوس مع برشلونة في تاريخ مواجهتهم في دوري الأبطال، بل ومثل خطوة كبيرة نحو نصف النهائي.
ويستعرض FilGoal.com أبرز ملامح اللقاء.
الدفاع الأقوى
الخط الدفاعي للسيدة العجوز هو الأقوى من بين دوريات القمة في أوروبا وكذلك في مسابقة دوري الأبطال.
شباك يوفنتوس لم تهتز أوروبيا منذ 22 نوفمبر الماضي على ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" حين تفوق الفريق على إشبيلية بنتيجة 3-1.
منذ ذلك الحين، حافظ جيانلويجي بوفون على نظافة شباكه لـ4 مباريات متتالية، وقد حقق الفريق خلالها 4 انتصارات.
هدفان فقط هزا شباك بوفون طوال المشوار الأوروبي حتى الآن بداية من دور المجموعات، بالإضافة إلى 20 هدفا فقط في الدوري الإيطالي.
أرقام توضح صعوبة مهمة لويس إنريكي في مباراة الإياب، فما حدث أمام باريس سان جيرمان على الأغلب لن يتكرر.
الساحر ديبالا
الملعب ممتلئ بأكثر من لاعب الأرجنتيني، يعد ليونيل ميسي أبرزهم على الإطلاق. لكن في الواقع، كانت ليلة خاصة لباولو ديبالا.
الأرجنتيني الشاب وضع فريق في المقدمة بتسجيل هدفين خلال النصف ساعة الأولى، وساهم بخطورة كبيرة من خلال تحركاته المستمرة في العمق الدفاعي لبرشلونة، مستغلا الارتباك وضعف الارتداد العكسي لماثيو الذي شغل مركز الظهير الأيسر، وكذلك المساحات ما بين أومتيتي وبيكيه.
سيرجيو روبيرتو لم يكن مثاليا في مركز الظهير الأيمن خلال المباراة أيضا، فظهرت الخطورة ليوفنتوس باستمرار منذ أول الدقائق.
دور ديبالا الدفاعي كان واضحا كذلك، حيث نجح في استخلاص كرتين ناجحتين، كما أتم 22 تمريرة سليمة.
بأدائه في مباراة اليوم، يثبت ديبالا قدرته على خوض المباريات الكبيرة، وهو ما أثبته كثيرا في المواجهات المحلية ضد نابولي وميلان ولاتسيو على سبيل المثال.
أشباح خط الوسط
وصف "الأشباح" قد يكون مثاليا لوصف حالة خط وسط برشلونة خلال المباراة.
خافيير ماسكيرانو وأندرياس إنيستا وجوميز لم يكونوا حاضرين ذهنيا بدرجة كبيرة، فظهرت الكثير من الأخطاء والمساحات الكبيرة بينهم وبين رباعي الدفاع.
يمكن ملاحظة ذلك بشكل واضح في الهدف الثاني ليوفنتوس. ارتداد سريع من على الطرف الأيسر، ثم يهيئ ماريو ماندزوكيتش كرة عرضية لديبالا الغير مراقب في عمق منطقة الجزاء دون تغطية دفاعية أو ضغط من لاعبي الوسط.
الهدف الثالث لبونوتشي كذلك كانت نتيجة تغطية ضعيفة ومتأخرة لماسكيرانو، قبل أن يشهدها تير شتيجن وهي تسكن شباكه.
على الصعيد الهجومي، وجد إنييستا تحديدا صعوبات كبيرة أمام تألق سامي خضيرة وميراليم بيانيتش، فغابت الحلول الهجومية المنظمة عن البلاوجرانا، اللهم محاولات من ليونيل ميسي لخلق بعض الفرص، كانت أخطرها كرة بينية أدت إلى إنفراد لإنييستا نفسه خلال الشوط الأول.
بطل في الظل
باختصار، كان ماريو ماندزوكيتش مذهلا.
يمكنك أن ترى ديبالا حاسما، وأن لاعب مثل أليكس ساندرو قدم مباراة دفاعية مذهلة للغاية أمام ميسي واضعا حدا كبيرا لخطورته.
ولكن يجب أن ينال المهاجم الكرواتي حقه.
الحقيقة أننا شاهدنا توظيفا جديدا لماندزوكيتش كونه لاعب محطة حر في مناطق مختلفة من الملعب، تاركا المهام الهجومية والتواجد داخل صندوق برشلونة لجونزالو إيجواين.
تحركات ماندزوكيتش كانت مزعجة للغاية لدفاعات برشلونة، ويمكن مشاهدة الدور الكبير للمهاجم الكرواتي في الهدف الثاني بتمركزه على الطرف الأيسر وصناعته للهدف لزميله ديبالا بتمريرة متقنة.
أليجري استغل قوة اللاعب الكرواتي البدنية ليوظفه بالعودة في الكثير من الأحيان إلى نصف الملعب من أجل الفوز ببعض الالتحامات الهوائية واستعادة الكرة، وهو ما نجح فيه ماريو في الكثير من المرات.
لم يسجل الكرواتي، ولكنه كان عنصرا هاما وخفيا في انتصار كبير ليوفنتوس وضع لهم قدما في نصف النهائي.
رهانات خاسرة
لويس إنريكي راهن في أكثر من مرة ، ولكنه خسر كل شئ حتى الآن.
في مطلع الأسبوع، قرر إراحة أهم لاعبيه أمام مالاجا في الدوري الإسباني، فخسر بهدفين نظيفين وابعتد قليلا عن المتصدر ريال مدريد، والحجة كانت الاسترخاء من أجل مواجهة يوفنتوس.
تشكيلة مباراة يوفنتوس نفسها كانت مليئة ببعض الرهانات والافتكاسات التي لم تنجح قبلا.
ظن الجميع أن برشلونة سيبدأ بخطته المعتادة في الفترة الأخيرة 3-4-3، ومع وجود ماثيو أساسيا بدت تلك الخطة أكثر منطقية.
لكن الحقيقة أن إنريكي قرر العودة إلى اللعب برباعي في خط الدفاع، ليشرك ماثيو كظهير أيسر، وهو ما كان كارثيا على برشلونة، واضطر لاحقا إلى استبداله بين الشوطين، ومن ثم العودة إلى ثلاثي دفاعي من جديد.
ولكن تلك العودة إلى القواعد كانت متأخرة للغاية بعدما تقدم يوفنتوس بهدفين وهيمن نفسيا على المباراة.
قد يضطر إنريكي إلى الإدلاء ببعض التصريحات التحميسية من جديد لجماهيره ولاعبيه كتلك التي أطلقها قبل مباراة الريمونتادا، ولكن الأمر لا ينجح هكذا في كل مرة.
مقالات أخرى للكاتب
-
كيف أهدرت البرازيل انتصارا في المتناول على سويسرا؟ الأحد، 17 يونيو 2018 - 23:07
-
كيف تهزم بطل العالم؟ المكسيك تقدم درسا من 3 خطوات الأحد، 17 يونيو 2018 - 20:51
-
ملامح بيرو والدنمارك.. كيف أنقذ شمايكل بلاده من الطوفان البيروفي السبت، 16 يونيو 2018 - 21:10
-
النهائي الأول لليفربول منذ 11 عاما .. في ليلة استحق روما فيها الإشادة الأربعاء، 02 مايو 2018 - 23:54