وجهه طفولي، لذا يرتدي قناع محارب حتى يفوز بالمباريات، عنيد كأهل الجنوب رغم أنه ساحر فريق الشمال، ربما بسبب أصوله النابولية أو لإيمانه بقدراته وكرهه للخسارة، ليس خليفة لليونيل ميسي أو لدييجو أرماندو مارادونا وأنما هو باولو ديبالا.

صاحب الـ23 عاما وجوهرة يوفنتوس هو بطل قصتنا اليوم.

البداية: تحطيم أرقام الأسطورة

بعمر الـ10 سنوات انضم الطفل باولو المولود في مدينة قرطبة لفريق إنيستتوتو الأرجنتيني - الذي يشارك بدوري الدرجة الثانية حاليا - لموهبته التي ظهرت عليه منذ الصغر.

بعمر الـ15 عاما توفى والده، وحينها قرر ديبالا أن يكون لاعبا محترفا. 12 شهرا فقط وكان له ما أراد حين شارك مع الفريق الأول، وجاءت مشاركته إيجابية للغاية، فكان أصغر هداف في تاريخ الدوري الأرجنتيني حينما حطم رقم ماريو كيمبس، وعاد وحطم رقم الأسطورة الأرجنتينية أيضا عندما شارك في 38 مباراة متتالية في الدوري.

الانتقال إلى إيطاليا: أجويرو الجديد؟

بعد فشل إنيستتوتو في الصعود للدرجة الأولى، رحل ديبالا عن الفريق وانضم لباليرمو في صيف 2012 مقابل 12 مليون يورو، بعد منافسة كبيرة بين باليرمو وعدة أندية للحصول على خدماته.

ماوريسيو زامبريني رئيس باليرمو قال أن ناديه تعاقد مع سيرجيو أجويرو الجديد، لكن ما قدمه ديبالا في موسمه الأول وضع إدارة النادي في موقف محرج خصوصا بعد جلبه بمبلغ ضخم نسبيا قياسا بضم لاعب شاب قادم من أمريكا اللاتينية.

هدفان في مرمى سامبدوريا في أول مباراة كاملة يشارك فيها في الجولة 12 بعد الحصول على دقائق في الجولات السابقة، ثم هدف أخر في مرمى لاتسيو بعد 8 جولات دون تسجيل، ثم انتهى الموسم.

الأرقام تؤكد أن أجويرو الجديد ليس إلا مقلب سخيف اشتراه باليرمو.

لم تختلف بداية الموسم الثاني، 2013-2014، كثيرا عن ما قدمه في موسمه الأول، فصناعة هدف أمام مودينا في الجولة لا يكفي، حتى لو تكرر الأمر أمام بيسكارا وسيينا في الجولة التاسعة والعاشرة على التوالي.

لذا استبعده المدرب جوسيبي لاتشيني من قائمة الفريق منذ مباريات الجولة 14 وحتى 19، الجلوس احتياطا أمام كاربي في الجولة 20 و5 دقائق فقط أمام كروتوني في الجولة 21، ثم الاستبعاد مجددا حتى الجولة 25.

الجولة 27 كانت نقطة التحول. حينما قرر لاتشيني أن يدفع به في الدقيقة 68 بدلا من أبيل هيرنانديز، ليسجل هدف الفوز للفريق في الدقيقة 83.

أساسيا في المباراة التالية أمام يوفي ستابيا ويكتفي بصناعة هدف، ثم تسجيل هدف وصناعة الأخر في مرمى بريشيا، ثم هدف أخر في مرمى بيسكارا.

أخيرا ديبالا ينتفض.

انتهى الموسم بعدما شارك في 28 مباراة في الدوري سجل خلاها 5 أهداف وصنع 6.

ويبدو أن ديبالا احتاج لموسمين للتأقلم في إيطاليا، واثبات أنه ليس مقلب. صحيح أنه لم يقدم ما يثبت أنه أجويرو الجديد، لأن أجويرو وقتها كان قد سجل 28 هدفا في 34 مباراة في موسمه مع مانشستر سيتي.

في موسمه الثالث مع باليرمو، كان ديبالا مهاجم فريقه الأساسي بعدما حصل على ثقة لاتشيني، وحينها سجل 13 هدفا وصنع 10 أهداف.

يوفنتوس: لأنه يريد الفوز

عقب التألق مع باليرمو، تلقى العديد من العروض، لكنه فضل الانتقال للسيدة العجوز لأنه "يريد الفوز ويوفنتوس هو المكان المناسب الذي سيساعده على ذلك" مقابل 32 مليون يورو.

في الشمال، كانت مهمة تعويض رحيل كارلوس تيفيز عن يوفنتوس تقع على عاتقه.

هدف في أول مباراة له بقميص يوفنتوس في كأس السوبر الإيطالي أمام لاتسيو جعل بدايته "مذهلة ولن تنسى" كما صرح عقب اللقاء.

بداية الدوري لم تكن جيدة بالنسبة لليوفي، نتائج مخيبة للآمال، وتراجع في جدول الترتيب، ديبالا يسجل، لكن الفريق لا يفوز.

ماسيمليانو أليجري قرر تعديل مركز ديبالا والدفع به في مركز المهاجم الثاني للربط بين خطوط الفريق وإعطاءه المزيد من الحرية، وكانت النتيجة أن يوفنتوس فاز في 5 مباريات متتالية.

عقب الفوز على فيورنتينا والوصول للفوز السابع على التوالي، تحدث ديبالا للاعلام وقال: "يجب أن نستمر في تحقيق الانتصارات دون توقف".

وبالفعل واصل يوفنتوس الفوز حتى حقق 15 انتصارا متتاليا، كانوا سببا في عودة الفريق لصدارة الدوري الإيطالي والفوز به في نهاية الموسم، الذي سجل فيه ديبالا 19 هدفا وصنع 9 أهداف.

محارب يوفينتينو: جدته من نابولي

عند تسجيله للأهداف يضع ديبالا يده على نصف وجهه السفلي ويقف بكل شموخ، محتفلا بما قدمه.

ديبالا فسر هذا الاحتفال، قائلا: "حين نقع في صراع علينا إظهار بعض القوة وارتداء قناع المحاربين لنكون أقوى".

قناع المحارب الذي يرتديه ديبالا يجعله لا يخشى أحدا، وهو ما ظهر في تصريحاته قبل لقاء برشلونة في دوري الأبطال، بل أن ديبالا تمنى مواجهة برشلونة قبل إجراء قرعة دور الـ8 بالأساس.

صاحب القميص رقم 21 تحدى برشلونة، في لقطة تشبه لقطات تحدي جماهير نابولي في الجنوب لفرق الدوري الإيطالي، ويبدو أن الجينات "النابوليتانية" التي تجري في عروقه كانت السبب في هذا.

لديبالا جده ولدت في نابولي، ورث عنها التحدي والقتال وعزة النفس".

أرجنتيني أيسر جسده ليس بالضخم، لذا من الطبيعي أن يقارن بليونيل ميسي ودييجو أرماندو مارادونا، لكن يرفض تلك المقارنة. ربما بسبب جينات أهل الجنوب أو لرغبته في تخطي ميسي ومارادونا.

"لا يوجد سوى ميسي واحد، ومارادونا واحد. وأنا ديبالا، فقط".