جيوفاني سيميوني.. قاتل يوفنتوس الذي يحارب للتفوق على أبيه
الأحد، 27 نوفمبر 2016 - 21:22
كتب : أحمد العريان
كان لا يبلغ من العمر سوى 11 عاما حين سدد الكرة وبجرأة يحسد عليها نحو رأس حارس مرمى فريقه!
الحديث هنا عن سيميوني الأب لا الابن.. الداهية الأرجنتيني التي لا يقبل بالخسارة، كان طفلا يجمع الكرات خلف المرمى، وحين لاحظ تباطؤ حارس مرمى فريقه "فيلز سار سفيلد" ما كان منه إلا أن ألقى الكرة نحو رأس حارس المرمى ليطالبه بالإسراع في اللعب، ليلحظ الحكم ذلك ويطرده من الملعب.
مرت الأيام وتغيرت المراكز. دييجو سيميوني الآن مدربا لأتليتكو مدريد، والشوط الأول قارب على النهاية وقتما كانت الكرة في أقدام مالاجا في هجمة مرتدة.. سيميوني بدل موقعه لكن فكره لم يتغير.
الرجل الأرجنتيني أمر جامع الكرات بإلقاء الكرة في المرمى لتعطيل الهجمة، لينتبه الحكم أيضا ويطرده من الملعب.
هكذا يفكر دييجو سيميوني، الفوز هو الأهم بأي طريقة كانت حتى وإن خالف القانون.
في الأفق يلوح سيميوني جديد، جيوفاني الابن في مركز جديد، يسعى لاستكمال مسيرة ناجحة لعائلة كروية في الأرجنتين.
جيوفاني سيميوني سجل هدفين في فوز جنوى على يوفنتوس بثلاثة أهداف مقابل هدف.
الابن صاحب الـ 21 عاما انتقل إلى جنوى بداية الموسم الجاري قادما من ريفربليت الأرجنتيني.
"أفتخر بأبي كونه أحد رموز الأرجنتين.. ورثت منه الحماس والروح وطريقة الدفاع الجيدة، لكني أريد أن أكون جيوفاني".
"ليس سهلا أن أتعايش مع عظمة سيميوني وشهرته، لذلك علي أن أكون أقوى منه، علي أن أثبت بأنني هنا لأنني أستحق ذلك ليس لأنني ابنه" جيوفاني سيميوني يتحدث عن معاناته لإثبات نفسه بسبب شهرة والده.
جيوفاني سيميوني منذ يومه الأول مع كرة القدم وضع هدفا له هو التفوق على شهرة أبيه، وعرف أن طريقه لذلك عمله لا انتماءه لأبيه.
"جميعا كان يظن أنه هنا لأنه ابن سيميوني، لكنه سرعان ما أسكتنا جميعا وأثبت عكس ذلك" بتلك الكلمات تحدث عنه إيمانويل مامانا زميل جيوفاني سيميوني في منتخب الأرجنتين تحت 20 عاما.
في عام 2008 كان دييجو سيميوني مدربا لريفربليت، وهنا قرر ضم ابنه جيوفاني لفريق الشباب في ريفربليت.
لم يستمر جيوفاني تحت إمرة دييجو سيميوني طويلا، فانتقل دييجو إلى تدريب سان لورينزو تاركا ابنه يبدأ مسيرته مع الفريق الأرجنتيني الكبير.
صاحب الـ 21 عاما لعب أولى مبارياته مع الفريق الأول لريفربليت عام 2013 وكان يبلغ 19 عاما، ومعهم شارك في 27 مباراة مسجلا هدفين.
جيوفانو سيميوني تألق مع منتخب الأرجنتين في كوبا أمريكا تحت 20 عاما في 2015، فسجل 9 أهداف احتل بهم صدارة هدافين البطولة.
في موسم 2015/2016 انتقل جيوفاني إلى صفوف أتلتيكو بينيفيلد على سبيل الإعارة، ومعهم شارك في 29 مباراة، سجل فيهم 12 هدفا.
بداية الموسم الجاري، أعلن نادي جنوى تعاقده رسميا مع جيوفاني سيميوني قادما من ريفربليت في صفقة كلفت النادي الإيطالي مبلغ 3 مليون يورو.
في مشاركتيه الأولتين كبديل مع جنوى، خسر الفريق المباراة الأولى أمام ساسولو ثم تعادلوا في الثانية بدون أهداف أمام نابولي.
وبعد أن شارك أمام نابولي منتصف الشوط الأول بسبب إصابة ليوناردو بوفيليت، كان طبيعيا أن يحل محله بالتشكيل الأساسي في المباراة التالية أمام بيسكارا.
أمام بيسكارا كان جيوفاني على موعد مع مباراته الأولى كأساسي، ليس هذا فحسب، فسجل أيضا هدفه الأول مع الفريق، ليتعادل جنوى بهدف لكل فريق.
سيميوني استمر في التألق، وبالمباراة التالية سجل مجددا، قائدا فريقه للفوز على بولونيا بهدف مقابل لا شئ.
يقول إيفان يوريتش مدرب جنوى الحالي: "جيوفاني مهاجم جيد داخل منطقة الجزاء، لكنه يحتاج لقليل من التحسن خاصة في طريقه ركضه".
وأضاف "يركض كثيرا ويصنع الخطورة من العمق، نحن سعداء بما يقدمه لنا، وأعتقد أن الأفضل هو الحديث عنه كلاعب، ليس على كونه ابن دييجو سيميوني".
هكذا تحدث المدرب عن جيوفاني سيميوني في فترة صيامه عن الأهداف. صاحب الـ 21 هدفا استمر لست مباريات متتالية دون تسجيل أهداف بعد انطلاقته الجيدة.
وفي مباراة يوفنتوس، يبدو أن جيوفاني ورث كرهه ليوفنتوي مثلما ورث حماسه، وفي مباراة اليوم سجل هدفين معلنا عن بداية مهاجم أرجنتيني جديد.
يوريتش آمن بقدرات جيوفاني سيميوني وأعطاه ثقته، فأثبت اللاعب الصاعد جدارته جالبا انتصارا تاريخيا لفريقه على العملاق يوفنتوس، والآن علينا الانتظار لنرى مصير جيوفاني، فإما أن يكون نجما جديدا، أو أن تنتهي مسيرة شهرته قريبا.