كتب : عادل كُريّم | الجمعة، 15 أبريل 2016 - 11:41
الحياة كرة قدم.. وأشياء أخرى
حينما يكون هذا هو مبدأ أسطورة ليفربول بيل شانكلي الذي يسير عليه عشاق الفريق الانجليزي، بل ويتخذه مشجعو الكرة شعاراً لهم في الحياة.. فلا تتعجب مما حدث في ليالي هذا الأسبوع..
مساء الثلاثاء عاد ريال مدريد من خسارة بهدفين ليفوز بثلاثية ويبلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. عاد لأنه آمن بقدرته أمام فريق لم يكن ليهزمه من الأساس.. وعاد لأنه يملك في صفوفه رجل يتحدى نفسه في كل يوم وكل دقيقة.. ينافس ذاته على بلوغ أقرب الدرجات إلى الكمال..
(بالمناسبة.. كاتب هذه السطور لا يحب كريستيانو رونالدو مطلقاً.. لكن ما سبق هو الحقيقة التي لا يتجاهلها إلا مغرض)..
في سهرة الأربعاء كان هناك رجل آخر.. استنسخ نفسه وهو لاعب ليصنع منها 11 لاعباً بذات المواصفات.. رجل تسلم فريقاً "فرز ثاني" ليصنع منه بطلاً لإسبانيا ومنافساً على ألقابها، ووصيفاً لأوروبا ومنافساً على ألقابها، وبانتظام..
البعض يكره دييجو سيميوني، ويعتبر كرته قبيحة.. وربما يكون لديهم الحق.. لكن أن تنكر نجاحه فهو جنون..
قمة النجاح أن تفرض أسلوبك وشخصيتك على كل من حولك.. أن يؤمن بك رجالك ويقاتلون من أجلك.. أن يتجاهلوا الفروق والمستويات والتاريخ والأسماء ويؤمنوا فقط بأنهم قادرون.. وقد كان.. وعندما يتكرر ذلك أكثر من مرة فالأمر ليس بالصدفة على الإطلاق.
في سهرة الأربعاء أيضاً كانت هناك صورة..
هل تعرفون أفلام فرانسيس فورد كوبولا؟ هل تحبون ثلاثية "الأب الروحي" وغيرها من إبداعات هذا المخرج العبقري؟ ألم تذكركم صورة روي فيتوريا ومن حوله جماهير بنفيكا بمشاهد كوبولا؟
لم تفز؟ ربما كان هذا مؤلماً، لكنك حاولت.. لم تحاول فقط لكنك قدمت كل ما تملك تقديمه وأكثر.. أنت بطل إذن ونحن نعرف ذلك ونقدره جيداً.. لا تحزن يا روي..
كل هذا في مكان وما حدث ليلة الخميس شيء آخر..
هنا أنفيلد.. جماهير ليفربول وبروسيا دورتموند تعيد ما فعلته قبل أسبوع في فيستفالين شتاديون (مجانين الكرة لن يعترفوا بإسم سيجنال إيدونا بارك.. هو دوماً فيستفالين وسيبقى كذلك).. إنهم يغنون معاً الأغنية التي يعشقونها وتعبر عنهم .. You'll Never Walk Alone..
ما يحدث في المدرجات يبقى في المدرجات.. على أرض الملعب كانت ملحمة أخرى يكتبها اللاعبون.. دورتموند تقدم مرة واثنتين، وأصبح على ليفربول تسجيل ثلاثة أهداف ليتأهل.. البعض بدأ في سب يورجن كلوب ومقارنته بسلفه برندان رودجرز..
الرد أتى سريعاً.. اليأس لا مكان له في كرة القدم، وفي الحياة التي هي كرة قدم وبعض التفاصيل الأخرى..
فاز ليفربول في آخر لحظة.. قفز الجالسون على مقاعدهم المتحركة خلف المرمى بعد أن نسوا إعاقتهم.. بكى كيني دالجليش في المدرج بينما كان إيان راش يغني مع الجماهير.. صفق جمهور دورتموند (إلا قليلاً) لكلوب وللاعبيهم من قبله.. كانت الجملة ذاتها تتردد في أذهان الجميع قبل أن تتردد في أنفيلد..
استمر .. والأمل في قلبك
ولن تسير أبداً وحدك
كرة القدم هي الحياة.. بقية الأشياء مجرد تفاصيل
مقالات أخرى للكاتب
-
يورجن.. سنعيدها مرة أخرى إلى ليفربول ! الأحد، 02 يونيو 2019 - 11:36
-
وداعا عم حسين.. الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 - 11:22
-
مقال رأي - كاس العالم .. كاس العالم الأحد، 08 أكتوبر 2017 - 22:01
-
مارتن يول.. ماذا قبل وماذا بعد؟ الثلاثاء، 19 يوليه 2016 - 13:11