كتب : عادل كُريّم | السبت، 07 نوفمبر 2015 - 00:53

أن تكون محمد صلاح..

"ممكن لو سمحت تغير الماتش ده وتجيب لنا ماتش صلاح" ..

"يا عم اقلب البتاع ده وهات صلاح" ..

ما بين الكافيه الـ5 نجوم في جاردن سيتي.. والمقهى البلدي الصغير في كوبري القبة.. لم تختلف الصورة النهائية.. هات صلاح

أصبح الجناح ذو الأعوام ال23 هو بائع السعادة للمصريين..

لا يهم إن كان القميص الذي يرتديه أزرقا أو بنفسجيا أو أحمر.. المهم أن "صلاح بيلعب" أيا كان مسمى الفريق الذي يلعب له.

لن أنسى أبدا صبي الفكهاني الذي لا يزيد عمره عن السنوات العشر والذي رمقني بنظرة غاضبة وأنا أطلب منه أن ينتظر لحظات ولا يغلق المحل وهو يصرخ في وجهي "عايز الحق ماتش فورونتينا (هكذا نطقها) يا عم"..

يومها حرصت على تتبعه لأجده يذهب إلى هذا المقهى الصغير جدا والذي اجتمع فيه أكثر من 50 شخصا يشجعون "فورونتينا" أمام يوفنتوس.. وقاموا يحتضنون بعضهم عندما سجل صلاح هدفين.

في الكافيه صاحب النجوم الـ5 غادر صلاح الملعب في الدقيقة 66 والمباراة مشتعلة بين روما وباير ليفركوزن.. ليهتف الحاضرون "كفاية.. هات ماتش برشلونة"..

وفي المقهى البلدي تجرأ أحدهم ليطلب متابعة مباراة بايرن ميونيخ وأرسنال ليجد من يصرخ في وجهه "أرسنال مين يا عم.. صلاح بيبدع".

يجب أن يعرف هو ذلك..

يجب أن يعرف ان العشرات بل والمئات يتركون منازلهم لمتابعته والفرحة به..

يجب أن يعرف أن الحالة المزاجية للكثير من المصريين أصبحت تتحول للأفضل إذا سجل هو هدفا أو قدم لعبة مهارية جيدة..

يجب أن يعرف أنه أصبح الأمل في ان نتخلص من ذل ضربة جزاء دام 25 عاما.. ولسه

للمخرج والممثل العبقري جون مالكوفيتش فيلم رائع اسمه "أن تكون جون مالكوفيتش".. أتمنى أن يشاهده محمد صلاح ليعرف انه يستحق بالفعل.. أن يكون محمد صلاح.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات