كتب : أحمد نجيب | الإثنين، 02 نوفمبر 2015 - 13:15

تحليل أهلاوي - بيسيرو علي وضعه.. وشخصية بتروجيت من مدربه..

نجح أحمد حسن في صناعة فريق أغلب لاعبيه يشبهونه هو شخصياً.. القدرة علي التحكم في مجريات المباراة.. الجموح والانتشار في كل أرجاء الملعب.. رغبة كبيرة في الفوز أو الخروج بأفضل نتيجة ممكنة.. القتال حتي اللحظة الأخيرة..

فريق يضغط بشكل منظم ومنتظم في نفس الوقت.. الاهتمام بإغلاق زوايا التمرير بين لاعبي الأهلي أثناء بناء الهجمة كانت أهم ما يشغل لاعبي بتروجيت.. التحكم في المساحات المتاحة وإجبار لاعبي الفريق الأحمر علي اللعب في مناطق محددة من الملعب كانت أهم ما ميز لاعبي الفريق البترولي في تلك الليلة..

ولكن اللمسة الأخيرة مع الرعونة وفقدان التركيز في لحظات قليلة قاتلة كانت الوصف الأكثر منطقية لشخصية فريق مديره الفني اسمه أحمد حسن..

--

كيف بدأ الأهلي؟

يعتقد البعض أن حسام عاشور هو اللاعب الأقل تأثيراً والأبطأ علي الإطلاق في خط وسط الأهلي.. هل شاهدتم صالح جمعة ووزنه الزائد؟!!

غياب عاشور أجبر بيسيرو علي بعض التعديلات الخططية.. حسام غالي يلعب وحيداً بين خطي الدفاع والوسط في الرسم التكتيكي الأقرب لطريقة لعب 4-1-4-1..

صالح جمعة أمام غالي جهة اليمين بعدة خطوات متخذاً موقع صانع اللعب الأساسي.. عبد الله السعيد يساراً بعدة خطوات أقل ولكن بمهام مزدوجة أو بشكل أقرب إلي محور الارتكاز الثاني وصانع اللعب البديل في نفس الوقت..

استخدام الرسم التكتيكي السابق ذكره أجبر الأهلي علي استخدام مركز الجناح الصريح لأول مرة مع بيسيرو..

مؤمن زكريا يميناً ووليد سليمان يساراً بعكس ما كان يحدث سابقاً عندما كان يلعب كلاهما علي الجناح العكسي لصنع الكثافة الهجومية في العمق وإفساح المجال لتقدم الظهيرين..

الأهلي يمتلك عددا كافيا من اللاعبين لتدوير الكرة وبناء الهجمة في عمق الملعب، وجود غالي وصالح والسعيد يَكْفُل ذلك بكل تأكيد.. بصفة عامة كان الاعتماد علي جناحين لفتح الملعب ومفاجأة المنافس قراراً صائباً علي الورق وإن عابه سوء التنفيذ في أرض الملعب..

الحالة البدنية والفنية المترهلة لصالح جمعة وانشغال السعيد بالاقتراب من غالي لتغطية المساحة أمام خط الدفاع خوفاً من مرتدات بتروجيت المباغتة كان ذلك كفيلاً لبيان مدي قلة حيلة أبناء التتش هجومياً..

ما زاد الأمر سوءاً انعزال أنطوي بين قلبي الدفاع والبطء المبالغ في تحضير الهجمات والاستسلام لضغط المنافس..

2

الحل كان أبسط من ذلك..

بتروجيت سريع ويلعب بخطوط متقدمة.. كان علي بيسيرو أن يعطي تعليماته لأنطوي بتطويل الملعب قدر الإمكان.. وليد ومؤمن يلعب أحدهما علي الخط الجانبي تماماً والأخر فيما بين الظهير وقلب الدفاع علي الناحية المقابلة مع تبادل المهام لتفكيك دفاع بتروجيت..

يتقدم السعيد للعب بين الخطوط في المساحة الناشئة فيما بين وسط ودفاع الفريق البترولي لإجبار شبيطة ومجدي علي التراجع وإفساح الطريق لغالي وجمعة اللذين يتوليان صناعة اللعب وإرسال الكرات القُطرية أو العكسية للجناحين والمهاجم المتوغلين في خطوط المنافس..

التدرج الهجومي السابق للأهلي كان سيجبر لاعبي الوسط الهجومي للفريق البترولي علي التراجع بشكل تدريجي كذلك لمساندة زملائهم وتقليل الضغط.. بالتالي يمكن أن يتقدم حجازي بما يملكه من إمكانيات لتغطية حسام غالي في دائرة المنتصف.. ينضم فتحي ورحيل لنجيب في قلب الدفاع ليصبح شكل الأهلي في الحالة الهجومية أقرب إلي 3-1-2-1-3..

3

التغييرات..

خروج صالح جمعة بين الشوطين ثم أحمد فتحي بعد ربع ساعة من الشوط الثاني كان موفقاً تماماً.. تم استبدال اللاعب الأبطأ في كل خط بلاعب آخر أسرع منه وأفضل علي الكرة كثيراً..

أتمني أن تكون رسالة ضمنية من البرتغالي لكل اللاعبين أنه لا يوجد مركز مضمون.. وإن عاب البديلين رمضان وهاني الضعف البدني واحتياجهما لوقت أطول من أجل دخول أجواء اللقاء..

الحل التكتيكي السابق عرضه أو ما قد يُشبهُه فطن له بيسيرو أخيراً في الدقيقة 80.. اشتراك عماد متعب بدلاً من وليد سليمان بغرض زيادة عدد المهاجمين أمام المرمي مع عدم الإخلال بمعدلات بناء الهجمة وصناعة اللعب كذلك..

اختار بيسيرو أن يتحول الفريق إلي 2-3-2-3 بوجود رحيل وهاني رفقة غالي في المنتصف ومن أمامهم السعيد ورمضان في صناعة اللعب خلف المهاجمين المتمركزيّن متعب وأنطوي ومن حولهما المهاجم المتحرك مؤمن زكريا..

بالتخصص سجل عماد متعب هدف الفوز في الوقت بدل الضائع.. هدف ربما يجعل عماد نفسه أكثر هدوءاً واقتناعاً بطبيعة دوره في المرحلة المقبلة..

1

--

هل يمكن تقييم بيسيرو بعد؟

بيسيرو تحرك وألقي بكل أوراقه الهجومية وتعديلاته الخططية في الدقيقة 80.. علامة غير مبشرة عند جمهور الأهلي الذي يستعجل الحكم علي نجاح البرتغالي من عدمه..

لا تقلق عزيزي الأهلاوي.. ما حدث يعبر تماماً عن شخصية البرتغالي طوال مسيرته التدريبية.. من متابعتي لتاريخ بيسيرو وجدت عدة أمور لم يختلف عليها أحد..

يلعب بثلاثة لاعبين في خط الوسط حتي وإن كان أحدهم قد تم توظيفه مؤخراً في ذلك المركز مثل عبد السعيد في حالة النادي الأهلي.. يعتمد علي الهجوم من العمق.. لا يتخلي عن حذره أو يلقي بكل أوراقه الهجومية إلا قبل النهاية مباشرة..

البرتغالي وإن كان غير قابل للتقييم أو الحكم عليه حتي الآن.. ولكنه لا زال وفياً لمنهجه التدريبي ويسير وفق طبيعته المهنية تماماً.. هل ينجح ذلك في مصر وأفريقيا مع فريق بحجم النادي الأهلي؟!

إجابة السؤال متروكة لخيال القارئ أو حتي إشعارٍ آخر..

التعليقات