كتب : عادل كُريّم | الخميس، 29 أكتوبر 2015 - 23:48
يا سلام يا خطيب
"هو بيبو هيلعب النهاردة"
السؤال الذي بدأ به الطفل الصغير يومه كان سؤالا يدور في ذهن كل أهلاوي في هذا الصباح. الأهلي سيلاقي الهلال السوداني اليوم في نهائي بطولة أفريقيا للأندية الأبطال. لكن هل سيكون "بيبو" موجوداً؟
محمود الخطيب
بالنسبة لجيل فتح أعينه على الكرة في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات كان هو كرة القدم. كان سبب عشق هذه اللعبة ومتابعة مبارياتها. كان سببا في انتماء الكثيرين للأهلي.
وبالنسبة لجيل سبق ذلك بقليل كان الخطيب هو المتعة. حتى مشجعو الزمالك وبقية الفرق كانوا يستمتعون به ولا يمكنهم إنكار ذلك.
الخطيب كان شيئاً آخر. كرة قدم أخرى.
---
"أنا حظي حلو اني لعبت جنب أسطورة زي محمود الخطيب" .. حسام حسن
---
"هو بيبو فين"
في مدرجات ستاد القاهرة بدأ السؤال يتردد همساً ثم بأصوات أعلى. لاعبو الأهلي دخلوا للإحماء والخطيب ليس هنا.
كانت إصابته الأخيرة في الوجه تثير قلق الجماهير. إصابات الخطيب رافقته طيلة حياته، لكنها تتضاعف مؤخرا، ووصلت حتى للوجه والعين.
"إحتياطي النادي الأهلي .. لحراسة المرمى أحمد .. ومحمود الخطيب رقم 10"
عندما نطق بها المذيع الداخلي ارتجت المدرجات وكأن الأهلي سجل هدفاً.. بيبو هنا.
---
"الواحد أصلاً حب الكرة عشان حاجة إسمها محمود الخطيب" .. وائل جمعة
---
"بيبو أهو"
قام محمود الخطيب ليجري الإحماء. الأهلي متقدم بهدفين ويقترب من بطولته الثانية في دوري الأبطال.
العيون تركت ما يجري في أرض الملعب وتعلقت بلاعبها المحبوب. وحينما أشارت الساعة للدقيقة 75 كان بيبو يدخل الملعب.
15 دقيقة لخص فيها بيبو حياته الكروية كلها. أمتع كل الناظرين. تعلقت الكرة بقدمه وخرجت الآهات عفوية وتلقائية من عشرات الآلاف في المدرجات والملايين أمام التليفزيون.
المباراة انتهت. وبدأت الاحتفالات في أرض الملعب والمدرجات. ثم ساد الصمت كل شيء.
الخطيب أخذ علماً للأهلي وبدأ في الدوران حول أرض الملعب فيما بدا للبعض احتفالاً باللقب. لكن الأغلبية فهمت الرسالة.
"هو فيه إيه" .. كان سؤالاً جديداً من الطفل الذي لم يستوعب جيداً ما يجري أمامه. لم يستوعب أن كباراً أوقفوا احتفالاتهم وانقلبت ابتساماتهم لدموع صامتة.
"خلاص كده".. كان والده يرد.. كانوا يعرفون أن الرحلة انتهت. أن المتعة وصلت لكلمة النهاية..
---
"الخطيب أسطورة لن تتكرر" .. محمد أبو تريكة
---
ديسمبر 2012
على متن الطائرة العائدة من طوكيو. بعد ربع قرن بالتمام على اليوم الأخير للخطيب في الملاعب جمعته نفس الطائرة بنفس الطفل الذي كان يسأل عنه في ذلك اليوم.
"عايز أقول لحضرتك على حاجة. أنا والدي مدخلش الاستاد من يومها. حاول كتير بس مقدرش يروح الملعب تاني وانت مش موجود فيه".
الدموع في عين بيبو كانت الرد. ومعها جملة واحدة "الحمد لله.. أنا مستحقش كل ده"
لكنه يستحق كل هذا وأكثر بكل تأكيد. فالحياة لا تجود بأكثر من "محمود الخطيب" واحد في العمر.
عيد ميلاد سعيد.. يا بيبو
مقالات أخرى للكاتب
-
يورجن.. سنعيدها مرة أخرى إلى ليفربول ! الأحد، 02 يونيو 2019 - 11:36
-
وداعا عم حسين.. الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 - 11:22
-
مقال رأي - كاس العالم .. كاس العالم الأحد، 08 أكتوبر 2017 - 22:01
-
مارتن يول.. ماذا قبل وماذا بعد؟ الثلاثاء، 19 يوليه 2016 - 13:11