كتب : محمد خليفة | الأربعاء، 23 سبتمبر 2015 - 03:19
تحليل زمالكاوي - فيريرا لم يرض بعصفور اليد.. فاقتلع الشجرة بأكملها
طويلة معارك التحرير كالصيام.
فيريرا أنهى للزمالك صيامه الطويل في الحصول علي الثنائية المحلية.
فيريرا حافظ للزمالك على سجل رائع في كأس مصر بالحصول على الكأس الثالث على التوالي.
فيريرا أنهى للزمالك صيامه الطويل في الفوز في مباريات الدربي.
فيريرا أنهى للزمالك صيامه الطويل في الفوز على المنافس التقليدي في مسابقة كأس مصر.
فيريرا ثبت أقدامه في إدارة منظومة الكرة في نادي الزمالك واستعاد الأرض التي فقدها بعد لقاء الدوري.
فيريرا هز الأرض تحت أقدام فتحي مبروك ونقله لمربع الشك لدى جماهير ومسؤولي ولاعبي الأهلي وأصبحت منظومة الكرة في الأهلي في انتظار هزة وحالة من عدم الاستقرار.
الكماشة
فيريرا وبطريقته المعتادة 4-3-3 "قلب شجاع". اختار جنش لحراسة المرمى وتحمل مسؤولية اختيار كان سيضعه أمام المقصلة في حالة الإخفاق وأنا واحد من هولاء لم أكن سأتسامح معه في حالة أي إخفاق لجنش.. لكن فيريرا انتصر لمفهوم العدالة والحق فانتصر الحق له.
الرباعي الدفاعي كوفي وعلي جبر وطلبة كظهير أيسر وكان التغير باختيار توفيق في الظهير الأيمن وهو الرهان الثاني الناجح لفيريرا.
وسط الملعب لعب طارق حامد وعلى يمينه عمر جابر ويساره معروف بينما لعب أيمن حفني في الجهة اليمنى مع ميله لوسط الملعب. ولعب كهربا كجناح أيسر واقترب من باسم كمهاجم ثان.
الفريسة التي بعثت لتلهم صيادها
ما الذي تغير عن لقاء الدوري ؟؟
هذا هو السؤال الإجباري.. فمن النقيض إلى النقيض. كيف تحول الزمالك في ستين يوما من الفريسة إلى الصياد.
أسباب تتعلق بالزمالك
• لا انتصار بدون الحقد: الزمالك بدأ اللقاء ضاغطا وبشراسة وكان هناك ثأرا لدى لاعبي الزمالك من هزيمة الدوري ومن عجرفة وثقة الإعلام والجماهير الحمراء.
• كهربا وأيمن حفني: في لقاء الدوري كان عيد ومصطفى فتحي بعيدين تماما عن تشكيل أي خطورة بل وحتى الاستلام والاحتفاظ بالكرة. بينما كان حفني محطة أكثر من رائعة ساعدت الفريق في الخروج من ضغط الأهلي المبكر.. ولم يجد لاعبو الأهلي حلا لإيقافه إلا العنف الذي منح الزمالك العديد من الأخطاء والسيطرة بعد التقدم.
• أما كهربا فلعب اهم ربع ساعة للزمالك فقد دخل الملعب بشخصية قوية ألهمت زملائه. وكما قلنا في لقاءات الكأس يغادر القطار مبكرا ويتضاعف هذا في لقاءات القمة فكان كهربا سائق القطار الذي انطلق به مبكرا من البداية.
• أحمد توفيق: اختيار توفيق للظهير الأيمن كان اختيارا أكثر من رائع من خلاله تم إعطاء قوة وصلابة لدفاع الزمالك.
ابتلع رمضان صبحي أهم الأوراق التي عول عليها مبروك لصناعة الفارق بعد نزول عبد الله السعيد للوسط – قام بالعديد من التغطيات العكسية الناجحة جدا – إنقاذ تسديدة رمضان صبحي بفدائية ليست غريبة عليه–لم يحتاج إلى الكثير من المساندة الدفاعية فكان قادرا بمفرده علي التصدي لهجمات الاهلي من الجهة اليسري مما فرغ عمر جابر لمساندة طارق حامد في وسط الملعب.
طارق حامد: مقارنة بإبراهيم صلاح فإن كرة طارق حامد أقوى وأشرس والتحاماته مع الخصوم أكثر إرهاقا لهم.
عوامل نفسية: أحد الأفلام الامريكية لفريق يلعب كرة شاطئية متأخر في النتيجة. بطل الفيلم يجتمع بزملائه ويقول لهم عند لمسي للكرة سأنطق أرقاما لا معنى لها لكن لعلها تشغل تفكير المنافسين وأشتت تركيزهم في محاولة لفهم الأرقام التي سأنادي عليها وأشعر الخصم بأن هناك خطة ما وهناك شيء جديد لدينا.
هذا ربما ما فعله القميص الأزرق.. وجنش الذي خرج من مرماه بعرض الملعب في أول كرة ليلحق بالكرة قبل الركنية أو يتصدى للكرات بصدره مشعرا لاعبي الأهلي بالاستهزاء.
أسباب تتعلق بالأهلي
• غياب حسام غالي: كما كان غياب صاحب الرقم 14 قاتلا للزمالك في لقاء الدوري فإن غياب صاحب نفس الرقم كان قاتلا للأهلي خاصة أن البديل أحمد فتحي من أصحاب الكرة السمينة.
• الورقة الهجومية الزائدة: لعب مبروك في لقاء الدوري بثلاثة مدافعين في القلب ومال شريف حازم قليلا لليسار وكان مركز وليد سليمان لاعب وسط أيسر لتأمين الجهة اليسرى بشكل كبير بينما كانت أوراق الأهلي الهجومية عبد الله السعيد ومؤمن زكريا.. اعتمد الاهلي على ثنائي مساند لمتعب.
بينما في لقاء الكأس وبغرور.. زاد مبروك ورقة هجومية أخرى كان هناك مؤمن وعبد الله السعيد ورمضان صبحي كأوراق هجومية ليعتمد مبروك علي ثلاثي مساند لعمرو جمال.
النتيجة كانت مع ميل فتحي للجهة اليمني لمساندة باسم أن وسط الملعب كان تمليكا للزمالك.. شكرا مبروك.
بينما أمن الزمالك دفاعه بكون توفيق هو الاختيار في الظهير الأيمن فتم ابتلاع رمضان الورقة الهجومية الزائدة.
المطرقة والكماشة:
فيريرا استبدل علم الشيوعية الشهير المطرقة والمنجل بالمطرقة والكماشة، فالزمالك هاجم كالمطرقة لم يعتمد الزمالك على تدوير الكرة من اليمين لليسار كعادته بل اعتمد على النقل السريع لأطراف الملعب ليهاجم الزمالك بأقل عدد من اللمسات.
الكرة تصل لكهربا أو مصطفى فتحي أو معروف يوسف ليحاول أي منهم الاختراق مباشرة.
كاد عمر جابر وباسم مرسي من إكمال عمل المطرقة وإيصال الطرق لرباعية لكن عمر خانه القرار وباسم خانه التوفيق.
الزمالك لم يدور الكرة إلا ربما في الوقت الضائع.
الزمالك اعتمد على أيمن حفني لمساعدة الفريق من التخلص من ضغط الأهلي المبكر وإن لم يفلح الزمالك تماما في التعامل مع هذا الموقف خاصة مع تدني قدرات جبر وكوفي وطلبة في التعامل مع الضغط. لكن في حالة وصول الكرة لحفني فكان ينجح في التعامل مع ضغط لاعبي الأهلي ونقل الهجمة أو الحصول على مخالفة ينقل بها الزمالك اللعب لملعب الأحمر.
تلك عشرة كاملة
دفاعيا يعتبر اللقاء الأبرز للاعبي الزمالك في الالتزام التكتيكي. فقد دافع الزمالك لأول مرة بالعشر لاعبين.
أعتقد أنها المرة الاولى في تاريخ الزمالك الذي كان العشرة لاعبين تحت الكرة.
حتي باسم مرسي نجم اللقاء الأول لم يكتف بما قدمه من هدفين رائعين بمجهوده المتفرد لكن أدى واجباته في الضغط الدفاعي على أكمل وجه ولم يكن هناك لاعبا بلا واجبات دفاعية في حالة فقد الكرة.
ربما خانت اللياقة كهربا في الشوط الثاني فظهرت ثغرة في الجهة اليسرى لكن طوال اللقاء ضغط الزمالك على دفاع الأهلي عند التحضير لإجبار لاعبي الأهلي على لعب الكرة الطويلة.. وفي حالة نجاح الأهلي في التدرج بالكرة انتقل الزمالك لدفاع المنطقة وتراجع لاعبي الزمالك بأعداد تغلق جميع السبل والمساحات أمام مرمى جنش.
ونجح الزمالك في عمل الدفاع الثنائي والثلاثي علي أي لاعب يقترب من منطقة الجزاء. ولم يبق للأهلي سبيل إلا إرسال عرضيات وهي اللعبة التي يستطيع علي جبر وكوفي وتوفيق وطلبة التعامل معها وهم "مغمضين عينيهم".
ولم ينجح لاعب واحد في الأهلي من الوصول لكرة عرضية واحدة قبل دفاع الزمالك باستثناء رأسية حمدي زكي التي مرت بجوار القائم.
كرة حمدي زكي في القائم هي الهجمة الوحيدة الخطيرة للأهلي في الشوط الثاني.. اتت من ضعف ضغط مصطفي فتحي على رمضان صبحي وكذلك عدم لعب طلبة على خط واحد مع علي جبر وكوفي.
الثعلب العجوز قام بإدخال طلبة للقلب في أوقات من الشوط الثاني بعد الدفع بأنطوي مستعيضا عنه في الجهة اليسرى بمعروف أحد أبرز نجوم اللقاء.
عندما تدخل فيريرا بسحب حفني غير مكتمل الجاهزية والدفع بفتحي بدلا منه فرغ وسط ملعب الزمالك قليلا خاصة في قدرة حفني على الحصول على ضربات حرة ونقل الزمالك عكس مصطفى فتحي الذي التصق بالخط في الجهة اليمنى.
لذا كان التغير الثاني سريعا بسحب عمر جابر والدفع بإبراهيم عبد الخالق لملأ الوسط مع طارق حامد وظهر إبراهيم عبد الخالق بمستوى يجعلنا نأمل فيه كثيرا في المستقبل.
أما أخر تغيرات فيريرا فكانت الدفع بمكي بدلا من باسم بسبب إنهاك كهربا تماما في الجهة اليسري وعدم قيامه بمساندة طلبة ومعروف ففضل فيريرا الدفع بمكي كجناح أيسر والاحتفاظ بكهربا كرأس حربة.
كماشة الزمالك الدفاعية لم تهتز إلا قليلا بسبب عدم اكتمال لياقة كهربا وكذلك أن الدفاع ليس أبرز مميزات معروف يوسف.
كلمات سريعة
كابتن شوبير المرة الوحيدة في لقاءات القمة التي عوض فيها فريقا فارق هدفين هي المرة التي نجح فيها طارق يحيى ومحمد حلمي من العودة بالزمالك للقاء رغم تقدم الاهلي 2-0 في الشوط الاول وكان في شباك ثابت البطل وأنت شاهدت هذه المباراة عن قرب.
أما غير ذلك فهي أضغاث أحلام مثل تلك التي ظللت تبشر بها 90 دقيقة ولم تفق منها إلا في الوقت الضائع.
مقالات أخرى للكاتب
-
تحليل زمالكاوي - الزمالك يغرق في منتصف سموحة.. الأسباب والحلول الثلاثاء، 26 يناير 2016 - 13:49
-
تحليل زمالكاوي - "تابلوه" مصطفي فتحي ينقذ ميدو في رحلة البحث عن الخط الرابع الخميس، 21 يناير 2016 - 19:54
-
تحليل زملكاوي - جنيه أمارة الخميس، 07 يناير 2016 - 14:26
-
تحليل زمالكاوي - عودة السكان الأصليين في اكتساح الزمالك للمحلة الجمعة، 25 ديسمبر 2015 - 04:37