كتب : أحمد عز الدين | الأربعاء، 30 يوليه 2014 - 20:55
"الواعد" ميدو
بداية، في رأيي المتواضع الذي لا قيمة له.. ميدو مظلوم أكثر منه ظالم.. فهو لم يخض معسكرا للإعداد مع الفريق.. هناك عناصر كانت منتهية الصلاحية في الزمالك اضطر للاعتماد عليها.
ميدو طور أداء مؤمن زكريا، وأحمد توفيق، وقدم محمود خالد شيكا، يوسف ابراهيم اوباما، عمر اسماعيل يوسف، عبد الرحمن صلاح، مصطفى فتحي، ياسر ابراهيم، ومحمد عبد المجيد من الناشئين بحسب ما ذكرني به صديقي محمد مجدي مخرج برنامج الكورة مش مع عفيفي.
لكن هناك سبب أخر من ميدو ساهم في النتيجة النهائية، وهي فشل الزمالك في تقديم فريق قوي مثل نسخة فرسان جورفان فييرا.
لماذا لم ينجح ميدو؟
استخدم ميدو 7 خطط في 32 مباراة.. 4-1-2-1-2 و4-2-3-1 و5-3-2 و4-3-3 والكثير والكثير من أشكال تلك الخطط.
ميدو يحمل الكثير من الأفكار، يعرف جيدا كيف طور أنطونيو كونتي 3-5-2.. يرى 4-2-3-1 بكل أسرارها كما استخدمها مورينيو، ويحب خطة الجوهرة ملهمة الكرة الإيطالية لسنوات.
لهذا كان ميدو أشبه بمن يلعب.. يدرس منافسيه، ويغير الخطة بالكامل من أجل التعامل مع مفاتيح لعبهم..
يغير شكل الفريق بالكامل لدرجة أن ميدو لم يلعب مباراتين متتاليتين بتشكيل وخطة واحدة.. هذا بحسب ما تؤكده الصورة الجانبية (إضغط لمشاهدتها)، التي تحمل كل تشكيلات الزمالك تحت لواء أحمد حسام.
هذا نظريا يعكس ثقافة واسعة من المدرب.. لكن عمليا، من الصعب أن تجد مدربا يستخدم 7 خطط في بطولة دوري.
فالمدرب يستخدم خطة، يفوز بها، فيتم تثبيتها حتى ينصهر اللاعبون فيها ويحفظونها عن ظهر قلب.. وقتها يظهر الفريق كمن يتحرك وحدة واحدة compact، الخطوط كلها تصبح متقاربة وبالتالي تكون الهجمات فيها كثافة عددية والمسافات بين المدافعين صغيرة والكل يغطي زميله.
ويغير المدرب شكل فريقه كليا فقط في المباريات الكبرى لأن للقاءات الكؤوس حسابات خاصة مثلما حدث مع سموحة في نهائي الكأس.
لكن طريقة ميدو في الدوري تحديدا جعلت لاعبي الزمالك غير قادرين على حفظ أماكنهم، ظهر الفريق مهلهلا تماما.
كل خط منفصل عن الأخر، أي تمريرة طولية تخلق انفرادا بمرمى عبد الواحد السيد، المساحات واسعة من لاعبي الوسط والهجوم، وبالتالي المهاجمين ينحتون في الصخر.
تصل الكرة لأحمد علي، وهو بلا مساند.. فيضطر للركض بمفرده.. والنتيجة أنه يعتمد على مواهب غير التي يملكها وليست لديه أصلا.. وثانيا يفقد الكثير من طاقته في أمور فرعية.
المساحات واسعة بين لاعبي الوسط، وبالتالي يحتاج كل لاعب لاستلام الكرة والانتظار.. والتفكير، ثم التمرير.. فيكون منافسك أغلق كل حصونه.
إذن هل ميدو فاشل؟
بالقطع لا..
ميدو فتنه فهمه كمحلل لتفاصيل الخطط التي يرى كبار المدربين يستخدومها، لكن فتنته جعلته يستخدم عددا من الخطط يصلح لأن يطبقه مدرب عالمي في حياته كلها، وليس في موسم واحد.
أحمد حسام كان رائعا فيما يخص منح لاعب تعليمات فنية.. هو يستطيع أن يقول للاعب أين عليك أن تقف، هل عليك أن تضغط أم تغطي، كيف يمكنك مساعدة زميلك.
أكد ميدو في فترته أنه يمتلك جديدا، ويمتلك الكثير في جعبته.. فقط افتقر في الفترة الماضية لتنسيق أفكاره، الحنكة هي الشيء التي غابت عن ولاية الزمالك مع العالمي.
حسنا.. هل مستقبل ميدو انتهى كمدرب؟
أول مرة تولى مورينيو تدريب فريق، كان بنفيكا.. لم ينجح البرتغالي كثيرا، كانت نتائج فريقه ممتازة في البداية، لكنه خسر البطولات في النهاية ورحل بسبب رئيس ناد صعب وذهنه شاذ.
ذهب مورينيو إلى فريق أوناريا الصاعد حديثا للدوري البرتغالي، وأبهر الجميع باحتلال مركز يرشح للبطولة الأوروبية، ومن هناك انطلق إلى بورتو ثم تشيلسي، وباقي القصة معروفة.
وهناك أندريه فيلاس-بواس.. كان واعدا، الكثير نظر له هكذا لأنه كان يحلل خصوم تشيلسي جيدا وهو يعمل مساعدا لمورينيو، لكنه حين تولى العمل في فريق كبير أخفق في صنع توليفة..
فلسفته كانت غير ناضجة، أخذ يستخدم خطة فأخرى، يفشل فيحاول تعديل طريقه فيفشل مجددا، وفي النهاية سقط تماما.
ميدو أي منهما؟ حتى الآن هو أقرب إلى فيلاس-بواس.. لكني أتمنى أن يدرس تجربته مع الزمالك حتى يعرف منها كيف يسير في طريق استثنائي، وليس شبيهه.
وبالعودة للزمالك.. فهل أخطأ مرتضى منصور في إقالة ميدو؟
هناك أمران. أولا نعم أخطأ منصور في إقالة ميدو، بعدما تعلم وليس قبل ذلك.. فلا أقاله سريعا ليتفادى فترة تعلم أحمد حسام، ولم يتركه ليترجم ما تعلمه إلى عمل مع فريق مجدد وقوي.
وثانيا، أرى أصلا أن مرتضى منصور لم يكن أبدا سيرضى بالعمل مع ميدو.
منصور من النوع الذي يرغب في رؤية أمواله تقدم عرضا مسرحيا، هو استعراضي وليس عمليا.
هو لن يرضى أبدا عن مدرب أحيانا سيمثل دور مورينيو، سيدافع تماما ويعتمد على خطفة أو على نقطة تعادل يرى أنها حسابيا ستقوده لهدفه بعد ذلك.
مرتضى يرغب في ان يرى فريقه يهاجم 90 دقيقة، ويحاصر خصمه، ولن يرضى بغير ذلك، ولذلك أفكار ميدو لن ترضيه.
وعن العميد..
الأمور ستكون أصعب بالنسبة لمرتضى منصور مع حسام حسن.
ميدو كان يساير منصور، يوافق على طلباته في أغلب الأحوال لأن أحمد حسام يعرف أنه في بداية طريقه ويحتاج للنجاح مع الزمالك وستكون مشكلة لمستقبله المهني إن أخفق.
لكن حسام مختلف.. لن يسمح بتعيين محمد صلاح مساعدا، ولن يسمح بتدخل من مرتضى، وستكون الحياة أصعب في الزمالك داخليا، أو هكذا أؤمن.
ملحوظة:
بيانات خطط ميدو من برنامج الكورة مش مع عفيفي شكر خاص: محمد مجدي
مقالات أخرى للكاتب
-
الجزء الناقص من صورة زيدان الإثنين، 20 يوليه 2020 - 19:57
-
برشلونة.. أكثر من مجرد فريق الخميس، 25 يونيو 2020 - 14:09
-
الشيطان مورينيو.. تلك كانت الأيام يا صديقي الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 - 20:05
-
اللعب في منطقة سيميوني الخميس، 26 مايو 2016 - 01:34