كتب : ضياء الدين محمد | السبت، 01 مارس 2014 - 22:16

هي دي عادة الداخلية!

اشتباكات شغب غاز أمن‎

في أقل من أسبوع، تُثبت وزارة الداخلية نيتها في الانتقام وليس القيام بواجبها في تأمين المواطنين في ظل تعاملها معهم على أنهم أنداد لها.

الكثيرون اتهموا أولتراس أهلاوي بافتعال أزمة مباراة السوبر بين الأهلي والصفاقسي، غاضين الطرف عن تجاوزات الشرطة التي تزداد يوما عن الأخر وعن افتعالهم للاشتباكات بدون التفكير في احتمالية وقوع مجزرة.

ولأن الحق دائما ما يظهر مهما حاول الكثيرون طمسه، جائت مباراة الزمالك وكابوسكورب لتؤكد الجانب الدموي لجهاز الأمن في مصر، وأن الداخلية ليست في عداوة مع جمهور الأهلي فقط، ولكنها في عداوة مع طائفة – الشباب – من طوائف الشعب.

مباراة إفريقية يحق للجماهير دخولها ولا تتبع الاتحاد المصري لكرة القدم ولا علاقة لها بهيبة الدولة أو زعزعة استقرارها، تستغلها وزارة الداخلية لافتعال أزمة مع الجماهير والقبض على العشرات منهم في ظل حربها على الشباب وليس الإرهاب.

البداية كانت بضرب المصورين لمنعهم من التصوير، وهو الأمر الذي كاد أن يسفر عن إصابة مصور FilGoal.com لولا إصابة طلقات الخرطوش لشنطة ظهره التي كانت تحتوي على حاسوبه المحمول.

ورغم أن جماهير الزمالك قررت مغادرة الاستاد وعدم افتعال اشتباكات، قامت قوات الأمن بإرسال مدرعاتها خلف الجماهير، وكأن قرار الجماهير بالرحيل لم يرضيهم كونه يفوت عليهم - أي الداخلية - فرصة الاشتباك وإسالة المزيد من الدماء التي يتعطشون لها دائما (شاهد الفيديو).

وحتى لا تأخذ خطاب الكاف للزمالك حجة للدفاع عن وزارة الداخلية، أؤكد لك أن الخطاب جاء فيه أن اتحاد الكرة أخطر الكاف بأن المباراة بدون جمهور وأن هذا القرار لم يتخذه الكاف من الأساس!

الشرطة لم تتعلم من درس 25 يناير، وهى الأن لا تعود لأحضان الشعب مثلما يتشدق قيادتها في كل موقف مشابه، هى فقط تنتقم من الشعب وتعاقبه على ثورته مهما حاولت كمدافع أن تغض بصرك عن الحقيقة.

ومازالت الأغلبية العظمى من رجالها لا تريد العودة للعمل وتحمل مسؤولياتها، ولذلك باتت إقامة المباريات بدون جماهير هدفا أمنيا واضحا حتى لا يتحملون أي أعباء، وهو الهدف الذي لن يتحقق سوى بأشعال الأزمات مع الجماهير وخاصة الأولتراس، وتصدير صورة كاذبة لهم بأنهم بلطجية يعملون ضد استقرار الدولة.

وأؤكد مجددا، أنه على أجهزة الدولة إدراك حالة الغضب والكراهية التي تسيطر على فئة الشباب ضد جهاز الشرطة الذي يصر على معاداة الجميع، والتي تؤدي دائما لنشوب الاشتباكات فور اجتماعهما في مكان واحد، وتسعى لتكرار تجارب الدول الأوروبية الناجحة بإسناد تنظيم المباريات إلى شركات أمن متخصصة مع الاستعانة بأفراد الأولتراس نفسهم والذين أثبتوا نجاحهم في التنظيم من قبل.

وزارة الداخلية وأفراد الشرطة هم من يفتعلون الأزمات ويبدأون الاشتباكات، في ظل خطة تشويه ممنهج لمجموعات الأولتراس الذين لا يريدون فقط سوى حضور المباريات وتشجيع فرقهم، تلك هى الحقيقة التي لا يريد الكثيرون تصديقها رغم وضوحها.

الجميع في وسائل الإعلام سيخرجون ليؤكدون أن الاولتراس مأجورين ومرتزقة وبلطجية وأعداء للوطن، وأن الداخلية معصومة من الخطأ في إنكار واضح لواحدة من أكبر المشاكل التي تواجهها مصر وهى أن الشرطة باتت تتعامل مع أي تحدي تخوضه برفع السلاح وخلق عداوات مع مختلف طوائف الشعب وخاصة الشباب.

ولكن الحقيقة الوحيدة هى أن الكورة للجماهير، والجمهور من حقه أن يحضر المباريات ويشجع فريقه، ومن يرى غير ذلك، فتلك هى مشكلته وليست مشكلتنا.

رجاء - ما حدث سيجعل عددا كبيرا من جماهير الفريقين تؤكد أن الطرف الثاني هو السبب فيما وصلت له الأمور، ويدخلون في خصومة تتخطى حاجز التنافس داخل الملعب، ولكن الحقيقة أن المتسبب الرئيسي في كل ذلك هو من اقتحم مدرجات التالتة شمال بالغاز والخرطوش ومن ضرب أصحاب مدرج التالتة يمين في ظهورهم رغم نيتهم الرحيل وعدم الاشتباك، لذلك رجاء لا تنجرفو إلى تلك الهاوية.

لمتابعة الكاتب على تويتر عبر @Diaa_Soliman

اقرأ أيضا - حاسبوا الداخلية وليس الأولتراس!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات