كتب : محمد سيف | الجمعة، 11 أبريل 2003 - 00:00

القمة في الميعاد .. بعد سقوط بغداد !!!

سقطت بغداد و انتهت الحرب , و رغم آلامنا الشديدة من سقوط العاصمة العربية ذات المكانة الرفيعة في التاريخ العربي , إلا ان الجانب المشرق في الأمر هو توقف هطول اطنان القابل و الصواريخ على رؤوس المدنيين الأبرياء الذي كان كل ذنوبهم انهم جاءوا في المكان و الزمان غير المناسبين ..

انا لا ازعم هنا انني كاتب سياسي , لكن هذه الحرب لها تأثيرها البالغ على جميع مجالات الحياة و منها كرة القدم المصرية , و بالتحديد الدوري المصري , وهو بيت القصيد .

الإتحاد المصري الذي كان يخشى الغضب الشعبي و ثورة الجماهير خلال مباراة الأهلي و الزمالك , التي كان من المقرر ان تقام يوم 4 ابريل الماضي , آثر السلامة و اجل المباراة ليس تعاطفاً مع الشعب العراقي كما قيل , و إنما خوفاً من الثورة الجماهيرية التي قد تندلع في حلة خسارة اي من الفريقين و ان يتحول سخطه عى النتيجة إلا مظاهرة لا يعلم نتيجتها إلا الله .

و لايخفى على احد من المراقبين لشؤون اللعبة في مصر ان الإتحاد المصري كان بصدد إعلان القرار الجاهز من قبل بتأجيل مباراة القمة مرة اخرى الى موعد آخر حتى تنتهي الحرب او تنشغل الناس عنها في حال طول امدها , إلا ان الإتحاد مع الجميع فوجئ بالسقوط المباغت للعاصة العراقية و بصورة " ولا في الأحلام " ..

سقوط العاصمة و بهذه الصورة المهينة صرف انظار معظم الشعب المصري عن متابعة باقي اخبار الحرب , فلم يعد احد يهتم بدخول قوات التحالف مدينة الموصل من عدمه , كما ان صورة بعض الجماهير العراقية المرحبة بالقوات الأنجلو- امريكية , احبطت الشارع المصري و انهت اي فرصة للمظاهرات من اجلهم عملاً بمبدأ " إذا كان رب البيت بالدف ضارباً .. " .

عادت الحياة الى طبيعتها مرة اخرى في مصر , فعادت المقاهي الى القنوات الفضائية المليئة بالأغاني و الأفلام بعد ثلاثة اسابيع من متابعة قنوات الأخبار فقط , و عاد الأغاني و البرامج السخيفة تنتشر في قنوات التليفزيون المصري مرة اخرى ..

كل هذا جعل المسئولين عن الكرة في مصر يتراجعون عن فكرة تأجيل مباراة القمة لمرة ثانية , و اعاد الحماس الى اللاعبين و المدربين في الأندية المصرية عامةً ولاعبي الأهلي و الزمالك بصورة خاصة .

عموماً الجميع استفاد من فترة التوقف , فالأهلي استفاد بتجهيز لاعبيه المصابين و على رأسهم احمد بلال و خالد بيبو و احمد صلاح حسني , و الزمالك استفاد بتجهيز حازم إمام لمباراة الفرصة الأخيرة , اما إتحاد الكرة فقد ارتاح من سخونة المسابقة في اسابيعها الأخيرة و من المرجح ان المسابقة لن تعود الى سابق سخونتها قبل التوقف رغم إقامة مباراة الأهلي و الزمالك مع اليوم الأول لإستئناف النشاط الكروي المحلي .

الخاسر الوحيد من توقف المسابقة هي المسابقة نفسها بعد ان فقدت الكثير من سخونتها , إلا انا في الوقت نفسه لانملك ان نلوم احداً على فترة التوقف إلا الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و صدام حسين .. و الصحاف !!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات