كتب : محمد سيف | الخميس، 05 أكتوبر 2006 - 21:21

"معانا المنطق المشوي"!

إشارات.. ترهات.. تبريرات.. خزعبلات.. تعصب وانحياز لفريق أو آخر على حساب الحق.. كل هذه الأشياء وكثير غيرها تابعناه في الأيام القليلة الأخيرة حول أزمة إشارات مانويل جوزيه مدرب الأهلي في مباراة أسيك الأخيرة.. لكن الشيء الوحيد التي خلا منه تعامل الجميع مع الأزمة.. هو المنطق!

قد يصح ما يقال عن أن أزمة جوزيه تحولت "من حبة إلى قبة" مثلما يقول المثل ، ولكن من الخطأ أن يلقى هذا العبء على أعتاق الصحافة ، فهي لم تصنع الأزمة ، ولم تقل لجوزيه أن يفعل فعلته ، وكان من الممكن أن تنتهي الأزمة ببساطة شديدة جدا لو تعامل معها مجلس إدارة النادي بالطريقة التي كان ينتظرها جميع من يؤمنوا به حاملا للواء المبادئ والقيم ، فأعلنوا أنهم سيجرون تحقيقا في الواقعة.. هذا ما يقوله المنطق!

وإذا قال أحدهم إن الأهلي بالفعل يجري تحقيقا في الواقعة ، فإن ذلك لا يتسق مع موضوع رأي عام ، ففعلة جوزيه رآها وتابعها على الهواء الشعب المصري بأكمله ، وبالتالي بات على مسئولي الأهلي تحديد موقفهم من حركة المدرب البرتغالي أمام الجميع أيضا وليس في السر ، وحتى هذا لم يحدث ، بل كانت المواقف الرسمية سلبية للغاية وأستطيع أن أؤكد من مصادري الخاصة أن الأهلي لم يفكر حتى في اتخاذ أي إجراء تجاه مدربه.

وللأسف كان الرد الرسمي من النادي الذي يمتلئ تاريخه بمواقف أكثر شجاعة وخلقا من هذا الموقف أن خرج حسام البدري القائم بأعمال مدير الكرة ليؤكد أن جوزيه لم يقصد أي إشارة مسيئة بحركاته بعد هدف عماد متعب في شباك ، قال إيه "والحركات دي عادية جدا في أوروبا"!! وكأننا لم نسافر ولا حتى نتابع المباريات الأوروبية بشكل متواصل.. وابحث عن المنطق هنا!

ربما يكون التفسير المنطقي الوحيد لتصريحات البدري هو أنه لا يعلم أن نادي بشيكتاش التركي قبل أربعة أعوام فسخ عقده مع المهاجم الفرنسي باسكال نوما هداف الدوري والسبب الرئيسي وراء فوز بشيكتاش بالدوري في ذلك الموسم ، لأن نوما عندما أحرز هدف الفوز في شباك فينيرباهتشه في دربي تركيا وضع يده بغرابة شديدة داخل "الشورت" ، وهو المشهد الذي صدم تركيا كلها آنذاك ، رغم أن المهاجم الفرنسي أقسم بأغلظ الأيمان أنه كان "بيعدل الشورت" فقط!

طب بلاش تركيا.. في الموسم الماضي عاقب الاتحاد الإنجليزي المدافع المخضرم جاري نيفيل لاعب مانشستر يونايتد والذي حمل شارة قيادة المنتخب الإنجليزي في يوم من الأيام بالإيقاف لمجرد أنه احتفل احتفالا بريئا بفوز فريقه على ليفربول أمام جمهور الأخير ، وهو ما رآه الاتحاد الإنجليزي جارح لمشاعر جمهور ليفربول ، وأشدد هنا على أنه لم تكن هناك أي إشارات خارجة في احتفالات نيفيل.. هذه هي أوروبا التي يستشهدون بها لتبرير موقف المدرب الأوروبي.. فأين المنطق؟!

ويكفي للدلالة على أن الجميع وصله التفسير المنطقي الوحيد لحركة جوزيه الهراءات التي خرجت من فم السيد اللواء مدحت شلبي - المتحدث الإعلامي باسم اتحاد الكرة المصري - فور رؤيته لها أمام الملايين ممن كانوا يستمعون لإذاعته ، فشلبي لم يستغرقه الأمر أكثر من ثانية ليخترق آذان المستمعين بالاسم الشعبي للحركة ، والحمد لله أن جوزيه لم يفعل حركة أخرى وإلا كنا سمعنا لفظا آخر "يودي السجن"!

وإذا لم تكف تعليقات شلبي "الخزعبلية" لتأكيد معنى حركة جوزيه ، فهناك تفسيرات طاهر أبو زيد لاعب وعضو مجلس إدارة الأهلي السابق في تحليله للمباراة على قناة ART ، عندما فسر معنى الحركة ، بل وأزاح الستار عن الأسئلة التي يحاول مبررو جوزيه أن يتخذوها ذريعة لتقويض المعنى الذي وصل للجميع ، فأكد أبو زيد أن الحكم البوركيني هو المقصود بهذه الحركة ، وأن جوزيه قصد أن يرد على إنذاره لمحمد شوقي ، وهو الإنذار الذي كان يعتقد جوزيه أنه سيبعد شوقي عن مباراة العودة ، وبالطبع فقد ظهر ذلك في المؤتمر الصحفي للمباراة عندما اتهم جوزيه الحكم بأنه ربما تعمد إنذار شوقي لمنعه من مباراة العودة!

أما أن يزج باسم الموقع في مجمل حملة تبرير موقف جوزيه وتكذيب كل ما هو يقول غير ذلك ، فهذا ما لا يقبله الموقع على الإطلاق ، وأنا أؤكد من مصادري الخاصة المؤكدة أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم طالب الأهلي بتفسير لحركة جوزيه ، بل وأن رئيس لجنة الانضباط بالكاف قرر فتح تحقيق في هذا الموضوع ، وكون مسئول الكاف كذب تصريحاته السابقة لنا لا يعني أن الموقع لم يقل الحق ، وربما السؤال المنطقي الوحيد هنا لماذا تراجع مسئول الكاف عن تصريحاته التي وجدت طريقها في بعض الصحف اليومية؟ وخاصة أنه ابن من أبناء النادي ولا يجوز أن يذيع سرا مثل هذا على الصحافة.. "ومش عايز أفسر أكتر من كدة"!

حقا إننا إذا بحثنا عن المنطق في أزمة جوزيه فإننا سنجد كل شيء بخلافه ، فأين المنطق في إيقاف حسن مصطفى لخروجه من المران دون إذن عملا بقيم ومبادئ الأهلي ،

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات