كتب : إسماعيل يوسف | الجمعة، 23 مايو 2003 - 00:00

هو العيب في مين ؟!!

الاجتماع الذي عقده د. علي الدين هلال وزير الشياب مع الجهاز الفني للمنتخب اتلوطني الاول وعددا من لاعبيه جاء في وقته تماما ليؤكد للجهاز واللاعبين علي مساندة ودعم الدولة للفريق في تلك الفترة الحساسة والعصيبة التي يستعد فيها الفريق لمباراتي موريشيوس ومدغشقر يومي 8و22 يونيو المقبل في تصفيات امم افريقيا .

وزير الشباب اراد باللقاء الاخير ان يعلن للجهاز الفني واللاعبين بشكل واضح وصريح ن الدولة تقف خلفهما ليزيل عنهما كثيرا من الضغط العصبي والنفسي الذي تعرضا له في الفترة الاخيرة خاصة بعد الهزيمة الثقيلة امام فرنسا صفر -5 .

لاشك ان هذا اللقاء اعاد كثيرا من الثقة للفريق والجهاز الفني بعد ان اعلن الوزير انه لا تفكير في استقدام مدرب اجنبي في هذا التوقيت وانه يصر علي اعطاء الفرصة للمدرب المصري في صورة محسن صالح .

فأذا كان هذا هو رأي الوزير والدولة فيجب علي محسن صالح المدير الفني للفريق المصري ان يترك مسألة اصراره علي الاستقالة عقب لقاء ومدغشقر جانبا ويركز اكثر في عمله لان مثل هذه التصريحات الواضحة والصريحة لن تكون في صالحه ولا في صالح الفريق .. فكيف سيتعامل اللاعبين مع مدجرب هم واثقين من رحيله بعد 4 اسابيع فقط .

ليس هذا هو المطلب الوحيد من محسن لكن عليه ان ينهي مسلسل الصراع مع بعض اعضاء المسئولين ومهاجمه الصحافة التي هي مسئوله عما لحق بالفريق من وجهة نظر المدير الفني .. وعليه ان يعيد النظرفي بعض الامور مرة اخري .. فالصحافة والجماهير والدولة كلها تضع امالا كبيرة علي المنتخب في مباراتي موريشيوس ومدغشقر .. ولن يسعد احد اذ لم يتأهل الفراعنه لنهائيات الامم الافريقية .

علي محسن صالح ان يستغل اجتماع الوزير ليستعيد به الثقة مرة اخري بعد ان شعر بمدي المساندة التي يلقاها .. وحكاية الهجوم الذي يتعرض له فهي مسألة من مهام ومسئوليات عمله واي مدرب معرض للهجوم والنقد .. فقد تعرض قبله محمود الجوهري الذي واجه انتقادات حادة وعنيفه بل وشخصية في بعض الاوقات وبالرغم من ذلك نجح في النهاية لان الجوهري استغل كل الامكانيات المتاحة امامه ووظف قدرات اللاعبين .. فالنقد والهجوم – وان تجاوز – لا يجب ان يكون مبررا للفشل .. فالكابتن محسن اتهم الصحافة والمسئولين والجماهير وحملهم مسئولية ما حدث للمنتخب .. هو العيب في مين ؟!

هناك ظاهرة اخري بدأت تتفشب في الملاعب المصرية .. وتحتاج لوقفة من المسئولين في الاندية .. واصبح من المعتاد والطبيعي ان يرفض بعض اللاعبين الذين يدعون النجومية الجلوس علي دكة الاحتياطي لان (( البهوات )) نجوم ولاعبين كبار ولا يستحقون الجلوس خارج الحدود .. واصبح الهروب والاعتذار هما الحل الامثل .

يبدو ان هؤلاء اللاعبين لديهم تصور خاطيء عن كرة القدم .. وكأن اللاعب الاحتياطي بلا اهمية ولا كرامة رغم ان كل نجوم العالم الحقيقيين جلسوا علي تلك الدكة المشبوة من وجهة لاعبينا ولم يغضب مهم احد ولم يتوعد ويهدد .

ومازلنا نتذكر حتي الان مباراة مانشستر يونايتد وريال مدريد التي شهدت جلوس ديفيد بيكهام نجم وكابتن انجلترا علي دكة الاحتياطي .. وما ادراك من هم بيكهام الذي يبلغ سعره 60 مليون دولار وهو ثمن كل لاعبي مصر طوال تاريخها .. وبالرغم من ذلك جلس ولم يغضب وعندما نزل للملعب في منتصف الشوط الثاني قلب المباراة رأسا علي عقب واحرز هدفين ووضع مديره الفني صاحب اللقب الملكي السير اليكس فيرجسون في موقف حرج امام الجماهير الانجليزية .

العبرة ليست بالكم ولكن بالكيف .. وهذا درس يجب ان يعيه لاعبينا وما يحدث حاليا في ملاعبنا هو نتيجة قصور شديد وواضح في عقلية اللاعب المصري وعدم قدرته علي التعايش مع الاحتراف بشكله الصحيح .. كما هو عيب ادارة فشلت في تطبيق الاحتراف علي لاعبيها .. هو العيب في مين ؟!!!!

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات