يبدو ان لاعبي كرة القدم في هذا الجيل نسيوا انفسهم وفهموا الدنيا غلط وتخيلوا ان كل منهم مؤسسة بذاتة وان لناديه عظيم الشرف ان يلعب بين صفوفة وعلي الجماهير ان تشكر الله كل يوم مئات المرات علي هذه النعمة .

فقد كثرت ظاهرة اعتراض اللاعبين علي الاجهزة الفنية ورفضهم لقرارات مدربيهم رغم ان اغلبهم لا يساوي في كرة القدم الحقيقية ثمن الحذاء الذي يلبسة . ولكن الجديد في السوق هذه الايام هو هجوم اللاعبين علي ادارات الاندية التي تعتبر الاب الشرعي لهم في كرة القدم ولولا هذه الاندية ما كان هؤلاء اللاعبين ولا عرفهم احد .

اللاعبون تخيلوا انهم كل شيء في هذا العصر الرديء وافتعلوا الخلافات مع انديتهم ولابد من وقفة جادة من الاندية والاجهزة الفنية لهؤلاء اللاعبين ولابد وان تأخذ الاندية وضعها الطبيعي ولا تترك الحبل علي الغارب للاعبين لم يقدموا لكرة القدم أي شيء يذكر .

اخر المسلسلات التي يظهرت في السوق هو الهجوم الشرس الذي شنه رضا سيكا لاعب فريق الزمالك علي ادارة النادي الكبير الذي انتشلة من الفشل في السعودية واتي به ليلعب في فريق الزمالك وعلي مدار ثلاث مواسم لم يلعب خلالهم سيكا للفريق الا عددا محدودا جدا من المباريات منهم مباراة الـ 6 -1 امام الاهلي وكانت البداية . ورغم ذلك لم يحمد سيكا ربنا ويشكر نادية وجماهيره التي استحملتة كثيرا .

ظهر الكابتن سيكا في احد البرامج التليفزيونية وهو يهاجم نادي الزمالك ولاعبيه وجهازه الفني بدون سبب واضح بعد ان ضحي الزمالك بكابتن النادي خالد الغندور من اجله رغم ان اللاعب رفض منذ بداية الموسم الانتظام في فترة الاعداد للموسم الجديد وصبر النادي عليه كثيرا ولم يلعب في أي مباراة حتي الان رافضا الامتثال لقرارات الجهاز الفني .

الامر لم يتوقف علي سيكا فقط بل ان حسام حسن كابتن مصر السابق واصل مسلسل هجومة علي نادي الزمالك في احد البرامج التليفزيونية بأحدي المحطات الفضائية بسبب موقف فينجادا الجاد تجاهه لعدم تقبله لقرار استبدالة في لقاء غزل المحلة في افتتاح بطولة الدوري ومن يومها وحسام يهاجم نادي الزمالك لان النادي لم يقف بجواره علي حد قولة وكأن المطلوب من ادارة نادي الزمالك ان تضحي بالمدير الفني البرتغالي لكي ترضيه .

المثير في كل ذلك ان النادي يقف متفرجا علي هجوم لاعبية عليه دون ان يحرك النادي ساكنا وترك كل شيء للظروف وهو خطأ كبير سيذكره التاريخ لادارة النادي لان الاندية الكبيرة ورائها جماهير اكبر لابد من الحفاظ عليها .

الغريب في وسط كل هذه المشاكل التي يعانيها نادي الزمالك نجد الفريق يحقق افضل النتائج والعروض في بطولة الدوري وكان اخرها الفوز علي الكروم بالاسكندرية 4-1 بعد مباراة جيدة ليثبت الزمالك انه الافضل بين كل فرق الدوري حتي الان وحصد 15 نقطة في 5 مبارايات واحرز 16 هدفا وهو اكبر رصيد من الاهداف يحرزه أي فريق .

ما يميز فريق الزمالك بين فرق الدوري انه يمتلك اكبر ترسانة كروية في مصر من اللاعبين ومستوي البدلاء لا يقلون عن مستوي الاساسيين وهو ما اتاح الفرصة للجهاز الفني للاختيار بحرية .

امتع ما حدث في لقاء الاهلي والمصري في الاسبوع الخامس من بطولة الدوري هو عودة سيد عبد الحفيظ نجم الاهلي للملاعب واستعادته للكثير من مستواه المتميز وكان صاحب دور كبير في ارتفاع مستوي الاهلي بعد فترة تخبط طويلة ليثبت عبد الحفيظ ان اللاعب الموهوب يفرق مع اكبر الفرق . عبد الحفيظ ليس موهوبا فقط بل من اكثر اللاعبين احتراما في الملاعب المصرية .

في الوقت الذي دخلت فيه استعدادات منتخب مصر للشباب لنهائيات كأس العالم للشباب بالامارات خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين مراحلها النهائية بدأ البعض في الهجوم علي الجهاز الفني للفريق بسبب رغبة بعض الاندية في انضمام اللاعبين لصفوفها دون حاجة ملحة رغم ان القرار في النهاية بيد مجلس ادارة اتحاد كرة القدم ورغم ان هؤلاء اللاعبين لم تستعن بهم انديتهم طوال الشهور الماضية وكأنهم ظهروا فجأة في هذه الايام .

البعض يتعامل مع منتخب مصر للشباب علي انه سيلعب في دورة رمضانية وليس مونديال الشباب وبدأ هؤلاء يلقون بمشاكلهم علي المنتخب في محاولة للتنصل من المسئولية الملقاه علي عاتقهم امام جماهيرهم وكأن لاعبي منتخب الشباب هم الحل الوحيد امامهم للخروج من ازماتهم .

ما يجب ان يعلمه الجميع ان منتخب الشباب يمثل مصر في بطولة دولية كبيرة سيتابعها العالم ليعرف صورة مصر الكروية قبل اتخاذ قرار الفيفا لاختيار الدولة التي ستنظم بطولة كأس العالم 2010 وهو امر مهم يجب ان نضعة امامنا ولابد وان ننسي المصالح الشخصية قليلا من اجل مصلحة عامة ستفيد الكرة المصرية .