كتب : أحمد عز الدين | الأحد، 11 يناير 2009 - 03:35

أخطاء الأهلي أم ثغرات الزمالك

كشف إعلان الأهلي والزمالك تشكيلتهما المبدئية للقمة عن فراغات كبيرة في صفوف الفريقين .. فما هي الخيارات المتاحة أمام الجهازين الفنيين لخطف نقاط المباراة؟

بالرغم من أن توقعات جماهير كرة القدم المصرية ترشح قمة الأهلي والزمالك يوم الأحد لتصبح مجرد مباراة أخرى يتفوق فيها الأحمر على الأبيض، لكن تذبذب مستوى الأهلي مؤخرا يفتح الباب أمام الزمالك ليقدم مباراة قوية.

والزمالك لا يمكن الثقة فيه، وليس معنى أنه استعد للقمة طوال الأسابيع الثلاثة السابقة أنه سيظهر بشكل جيد ليفوز على الأهلي، فللفريق الأحمر هفواته والأبيض ثغراته، ومن يتغلب على عيوبه سيكون بطلا للقمة.

وإذا ألقينا نظرة على أسلوب لعب الفريقين مؤخرا فسنجد أن طريقة 3-4-2-1 هي سبيل الأهلي، وينتظر أن يخوض بها اللقاء، بحيث يمثل محمد أبو تريكة ومحمد بركات مع فلافيو أمادو مثلث هجوم الفريق أمام دفاع الزمالك.

ويتميز هجوم الأهلي بقدرة الثلاثي على أداء أدوارا متنوعة، إذ يملك تريكة وبركات وفلافيو القدرة على لعب دور المهاجم والجناح وصانع اللعب، وأثمر هذا التبادل عن هدف الأهلي في الإسماعيلي وهو ما كاد أن يتكرر (بالكربون) في مباراة الحدود من فرصة سنحت لبركات وصنعها فلافيو من دائرة المنتصف أيضا.

أخطاء الأهلي

تتلخص مشاكل الأهلي في أزمة تنظيم خط ظهره وعلاقة الوسط بالدفاع على مستوى واجبات التغطية، وضعف المساندة من طرفي الملعب.

فكشف حرس الحدود أن أي مرتدة تبدأ من طرفي الملعب يمكنها أن تسكن مرمى أمير عبد الحميد، ذلك لأن الأهلي يعاني من عدم إتقان شادي محمد دور الليبرو.

يفتقد الأهلي لمن يقوم بمهام الليبرو لتنظيم مهام قلبي الدفاع في التغطية خلف ظهيري الجنب حين يتقدمان، مما يظهر قلبي الدفاع ببطء في الرقابة حين يلعب الخصم من الحركة.

الدفع بشادي محمد في مركز قلب الدفاع أفضل خلال القمة، إذ يمنح الأهلي قوة في تغطية الأطراف مثلما كان يفعل مع جيلبرتو أثناء تواجد عماد النحاس في مركز الليبرو.

وبالمثل محمد سمير لن يقدم في مركز الليبرو أداء أسوأ من شادي بحال، ليترك سمير دور التنظيم لأمير عبد الحميد لتوجيه الدفاع مثلما كان يفعل عصام الحضري.

أما في وسط الملعب، يتمتع الأهلي بالمجهود البدني العالي الذي يقدمه أحمد فتحي

وأحمد حسن، لكن لعبهما معا يتسبب في معاناة الفريق دفاعيا.

بداية، أوضح أن ثنائي وسط الملعب المدافع لا يقدمان دورا واحدا، بل هناك ارتكاز متأخر مثل محمد شوقي يتميز بالتمركز في وسط الدفاع، ولا يشترط إجادته للهجوم.

وهناك اتكاز متقدم، مثل حسن مصطفى يجيد الضغط على الخصم ونقل الكرة ويملك من الطاقة ما يؤهله للتغطية على الظهيرين وأداء دوره في العمق بذات النجاح.

يتألق أحمد حسن كارتكاز متقدم، لكن مع غياب حسام عاشور سيستفيد الزمالك إن قرر جوزيه الدفع بلاعب أندرلخت السابق كارتكاز دفاعي مثلما حدث أمام الحدود.

فجوزيه، مؤمن أن فتحي أفضل ارتكاز متقدم في العالم، ولذا لا يحركه من دور الارتكاز الهجومي، وهذا قد يكون صحيحا، لكنه يأتي كعقاب لأحمد حسن الذي لا يملك ميزة التراجع للخلف بالقدر الكافي لتأمين الدفاع.

فيجدر بجوزيه وضع أحمد فتحي في مركز الظهير الأيمن، والاستعانة بمعتز إينو أو حتى أنيس بوجلبان كارتكاز دفاعي مع وضح حسن كلاعب وسط متقدم.

غالبا، سيتقاسمان حسن وفتحي الوسط في القمة، ما قد يتسبب في إضعاف جبهة الأهلي اليمنى في التغطية الدفاعية، وستؤثر سلبا على أداء قلب دفاع الأهلي الأيمن.

أما يسارا، فإن جيلبرتو أفضل من سيد معوض، ليس لأن الأخير مستواه ضعيف، لكن لأن الأنجولي الدولي يقدم مستوى أعلى من الطبيعي في الكرة المصرية.

فمركزي الظهير الأيمن أوالأيسر في مصر لا يضيفان أي قوة للفريق في الجانب الهجومي ويتلخص دورهما في رقابة الخصم باستثناء أسامة محمد في بتروجيت لقدرته على التمرير والتصويب وأحمد المحمدي في إنبي لإمكانياته البدنية الكبيرة.

بينما جيلبرتو استثنائي في السرعة والذكاء، كما يملك موهبة "البرجل الواسع" التي تخدع منافسه وتمنح الأنجولي فرصة المراوغة للوصول لأقصى مدى في الملعب قبل إرسال عرضيته.

ثغرات الزمالك

تحمل قائمة الزمالك أسرار الفريق المشارك، إذ قلص رفعت ورمزي من اختياراتهما الهجومية والدفاعية باستبعاد شريف أشرف ومحمد عبد الله وكريم ذكري.

وبات مؤكدا مشاركة هاني سعيد في الدفاع مجددا بسبب غياب أحمد مجدي، ليشارك لاعب الإسماعيلي السابق محمود فتح الله وعمرو الصفتي خط الظهر.

وسيكون على رفعت ورمزي الاستعانة بأيمن عبد العزيز في الارتكاز في خط الوسط مهما كانت درجة الخلاف بينه والجهاز الفني لأن غيابه غير مقبول.

فالزمالك، سيظهر دون ركيزة أمام الدفاع، وهو ما سيمثل كارثة لأن ظهيري الجنب أحمد غانم سلطان وأحمد إبراهيم لا يملكان حيلة في الهجوم أو قوة في الدفاع أصلا، ما سيمنح طول الملعب وعرضه أمام الأهلي لتناقل الكرة.

كما ينبغي على رفعت العثور على لاعب يمكنه نقل الكرات في مركز الارتكاز المتقدم، لا يهم إن كان لاعب الوسط المتقدم يجيد الضغط أو لا، بل الأهم إجادته التمرير للحفاظ على الكرة بشكل أكبر في المنتصف أمام الأهلي.

ذلك لأن شيكابالا لا يعود لمنتصف الملعب بشكل كاف، وهو مالا يعيبه، لكن يجب وجود حل بديل في ذهن المدير الفني، وأخشى من أحمد عبد الرؤوف.

الحل العملي ربما يكون محمد أبو العلا أو حسام عرفات، وفي حال ظهر غير مستعد بعد ثلاثة أسابيع من المعسكرات المغلقة فسيكون ذلك قمة الفشل للجهاز الفني للزمالك.

وفي الهجوم، تتقلص فرص الزمالك في النجاح لو دفع الجهاز الفني بمهاجم وحيد، لأن نقطة ضعف الأهلي في تنظيمه الدفاعي، وعلى رفعت مباغة خصمه بثنائي هجوم وصانع ألعاب .. أما أن يترك الزمالك خصمه يهاجم فالعقاب الأحمر سيكون فوريا.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات