كتب : عبد العزيز عبد الشافي | الخميس، 12 نوفمبر 2009 - 20:49

نصائح ما قبل المباراة

الأجواء الخاصة التي خلقها الإعلام قبل مواجهة مصر والجزائر غيرت حسابات المباراة، فمن ينجح في التعامل مع هذا الشد العصبي، سترتفع حظوظه في الوصول لجنوب إفريقيا.

فقد فرضت مباراة مصر والجزائر نفسها بقوة على الساحة العربية وخاصة المصرية والجزائرية بسبب أهميتها التي يتم من خلالها تحقيق طموح أحد الشعبين بالتأهل لمونديال 2010 في جنوب إفريقيا.

وتسبب ذلك في الاهتمام الإعلامي الذي زاد عن الحد الطبيعي، وخرج كثيرا عن الموضوعية واعتمد على الإثارة والتراشق.

وبصرف النظر عن هوية المخطئ في ذلك، فإن هذا الوضع خلق مناخا متوترا .. ومن هنا أرى أن من يحسن التعامل مع هذا التوتر ستكون لديه الفرصة الأكبر لتحقيق هدفه.

والتعامل مع هذا الشد العصبي يبدأ بالإعداد النفسي الجيد للاعبي الفريقين، ومن هنا أجد أن هناك ما يجب على لاعبينا وجمهورنا فعله أثناء المباراة....

الجمهور لا ينقصه الانتماء ولا الدوافع لتحفيزه، فهو وطني بالدرجة الأولى ولكنه يحتاج إلى التنظيم في التشجيع، وإلى عدم استعجال التهديف، وإلى توجيه طاقاته التشجيعية إلى الفريق دون إهدار لها.

وبذلك يكتمل دوره القيم بعدم إرباكه للفريق، وأيضا عدم حدوث أي نوع من التوتر الزائد للاعبين.

أما اللاعبون، فعليهم أولا احترام المنافس والنظر إلى ما يتمتع به الجزائر من إرادة حديدية لابد من مقابلتها بالمثل، مع درجة تركيز عالية في اتباع اللعب الجماعي وتعليمات الجهاز الفني، وعدم الانسياق وراء أي مستوى من الاستفزازات.

كما أن على اللاعبين كسب ود الحكم وثقته واستغلال المهارات لأننا سنحتاج إليها كثيرا في الكرات الثابتة الناتجة عن أخطاء أو ضربات جزاء أو ركنيات، فهي أهم الحلول الفنية لفك التكتل الدفاعي المتوقع.

لابد من استغلال الفرص التي قد تكون عزيزة في هذا اللقاء، وكذلك لابد أن يكون لدى الفريق تركيز كامل في التعامل مع السيناريو الأول المتوقع وهو التكتل الدفاعي للجزائر، فهو أمر طبيعي ويحتاج إلى سرعة التصرف في الكرة وسرعة الانتشار و الدقة في التمرير والتسديد، كل ذلك يحتاج إلى توازن نفسي يساعد اللاعب على توجيه قدراته في الاتجاه السليم.

هناك سيناريوهات أخرى تحدث تبعا لظروف المباراة من طرد لاعب مثلا، أو إحراز هدف هنا أو هناك، أو إحراز هدفين لمصر، فكل هذه الاحتمالات لابد من وضع توقع مناسب للتعامل معها وأن يكون السيناريو مختزن في ذهن اللاعب حيث يستدعيها وقت حدوثها.

أرجو ألا يؤثر ذلك على الاهتمام بالجانب الدفاعي في الرقابة والتغطية وسرعة الارتداد حتى لا يحدث ما يصعب من المهمة الأساسية، وهي إحراز أكبر قدر من فارق الأهداف.

في النهاية، المباراة صعبة وليست كما يتصورها البعض لأننا نقابل فريق لديه نفس الطموح ويتمتع لاعبوه بالصلابة الدفاعية والوعي الخططي، فأكثر قائمة الجزائر محترفون في أوروبا يدربهم مدرب لا تقل حظوظه عن حظوظ الكابتن حسن شحاتة.

يبقى التوفيق الذي نتمناه لفريقنا إن شاء الله، ويبدأ من وجهة نظري بالتشكيل الصحيح وإدارة المباراة، من حيث التعامل معها من كل الجوانب خاصة التغييرات التي تناسب سير المباراة بما يحقق الهدف منها.

ولا بد من هدوء الجهاز الفني في إجراء تلك التغييرات، حيث أن الثقة والهدوء والتوتر كلها تنتقل من الجهاز إلى اللاعب داخل أرض الملعب.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات