كتب : أحمد عز الدين | الجمعة، 18 ديسمبر 2009 - 15:47

اختبار مورينيو وليوناردو

هل أنهى الكالتشيو اسطورة مورينيو؟ ليوناردو مدربا جيدا؟ أصبح مانشستر فريقا عاديا برحيل رونالدو؟ دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا يحمل الإجابة.

نوعان من المباريات تواجد في سحب قرعة الدور الثاني من سباق الأبطال، الأول يعطي مزيدا من الثقة لفرق عادية ويجعلها أقوى مع تقدم البطولة مثل سيفيليا وبوردو وفيورنتينا.

والثاني لن يكتفي بالإثارة والإمتاع، بل يجيب كذلك على الأسئلة التي حملها موسم 2009/2010 منذ بدايته، ويتعلق بأربعة فرق: ميلان، مانشستر يونايتد، تشيلسي وإنتر.

ميلان X مانشستر يونايتد

فارق القوة الذي يقف في صالح مانشستر يونايتد بسبب المهارات الفردية في قائمة الفريق الإنجليزي يمكن لميلان تعويضه لو مديره الفني متميز.

حتى الآن لا يمكن الحكم على مستوى ليوناردو كمدرب لميلان، لأن إدارة النادي الإيطالي حملته مالا يطاق من تخبط وقائمة ناقصة ومسؤولية نجوم لا تملك الرغبة في اللعب مثل رونالدينيو.

لكن مباراة مانشستر تحمل اختبارا حقيقيا لليوناردو، لأن قائمة ميلان ربما لا تستطيع الصمود لموسم كامل، لكنها قادرة على منافسة الشياطين.

فميلان الوحيد في إيطاليا الذي يستطيع التحكم في إيقاع المباريات الكبرى بفضل خبرة كلارنس سيدورف تحديدا، ومعها هبات أندريات بيرلو وجينارو جاتوزو وباقي الكتبية.

ولا يعني هذا أن ليوناردو مطالبا بالفوز، بقدر ما يتوجب عليه الظهور بشكل قوي في المباراة، وألا يخسر دون أن يلعب مثلما حدث مع إنتر ميلان في مواجهة برشلونة.

فليوناردو قادر على إظهار فريقه بشكل جيد إن نظم خطة اهتم فيها برقابة مفاتيح لعب مانشستر مثل ريان جيجز، وخلق لفريقه عمقا دفاعيا عن طريق أليساندرو نيستا لمواجهة تحركات واين روني من الطرف للعمق.

كما ينبغي على ليوناردو خلق فكر هجومي باستغلال مثلا المساحات التي يتركها باتريس إيفرا ظهير مانشستر الأيسر أثناء انطلاقاته، بتوجيه ألكسندر باتو نجم ميلان للتحرك يمينا، وهكذا.

فمباراة مانشستر هي فرصة ليوناردو لينتقل من مصاف المدربين الشباب اللذين ينتهي مستقبلهم بعد أول تجربة إلى المديرين الفنيين المعترف بهم، مثلما حدث مع لوران بلان عبقري بوردو حاليا.

على الجانب الآخر، يدخل أليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد اختبارا جديدا لإثبات أنه عوض غياب رونالدو بتقسيم دوره على الفريق ككل.

في السابق كان رونالدو ينتج 9/10 من العمل الهجومي، ويعتمد فيرجسون على الباقين في الشؤون الدفاعية حتى واين روني نفسه مثلما حدث أمام بورتو البرتغالي الموسم الماضي.

أما الآن، يعتمد فيرجسون على تقديم كل لاعب لـ7/10 دفاعا وهجوما، وهو ما جعل مانشستر عاديا، يسجل لكن دون إبهار، ويدافع لكن دون الحصانة التي كان عليها في السنوات السابقة.

ولذا على السير العجوز أن يحضر أمام ميلان لمباراة خاصة، وربما يحتاج مانشستر للعب بمهاجم واحد يكون مايكل أوين، جتى يستفيد الفريق من مجهود روني الجبار في الوسط.

فوسط ميلان يضعف أحيانا حينما يواجه خط وسطه لاعب سريع قوي الضغط، وهو ما يملكه روني، كما أن قدرة الفتى الإنجليزي على التحول من الجناح للعمق مع تطور الهجمة تربك الخصم.

كما يمكن أن يبدأ جيجز المباراة كصانع لعب، ومع تطور الهجمة يهرب من الرقابة على الجناح، ويكون اندفاع سكولز أو كاريك للهجوم كلمة السر، مع حفاظ أندرسون على أدواره الدفاعية.

تشيلسي X إنتر ميلان

يصنف تشيلسي مع برشلونة كأقوى فرق أوروبا بعدما أدخل كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق طريقة 4-1-2-1-2 المعروفة بالجوهرة على البلوز، خاصة وأنها مناسبة لإمكانات النادي.

فوجود مايكل إيسيين وبالاك مع فرانك لامبارد في وسط الملعب يؤمن الكرات لنيكولاس أنيلكا وديديه دروجبا الذي اعتبره أفضل مهاجمي العالم حاليا مع ديفيد بيا.

ودفاعا، يحمي إيسيين وبالاك تحديدا المساحات التي يخلفها تقدم بوسينجوا أو أشلي كول، ويمثل جون تيري القوة مع عقل ريكاردو كارفاليو في ثنائي دفاع مميز للغاية.

حقيقة لا أعتبر أنشيلوتي مديرا فنيا عظيما، بل هو أقرب لمدرب يضع الخطة ويختار التشكيل، تاركا الصلاحيات التي عليه متابعتها إداريا كالانتقالات وشؤون الضبط والربط في أيدي الإدارة.

فهو لن يكون فيرجسون أو كابيللو، ولو اعتزل نجمان من الفريق الصيف المقبل فلن يملك أنشيلوتي الحلول إلا لو تكرمت الإدارة عليه بصفقة، لكن الحق يقال فإن "جوهرته" أعادت لتشيلسي بريقه.

ولذا فإن تشيلسي المرشح الأقوى للفوز على إنتر ميلان، ما يجعل المباراة تجيب على التساؤل الأهم "هل انتهت اسطورة جوزيه مورينيو؟".

فقد انتظر الجميع إنتر ميلان بشكل مختلف تحت قيادة مورينيو، لكن حتى الآن لم يجد أحد جديدا يذكر، بل على العكسر بالنظر لمباراة برشلونة والنيراتزوري التي انتهت بفوز الأول 2-0.

فقد أخطأ مورينيو حينما ظن إنتر يستطيع اللعب كفريق كبير أمام برشلونة، وكانت النتيجة إهانة للنيراتزوري بخسارة من البلوجرانا دون عناء يذكر، وفي وجود ميسي وإبرا على مقاعد البدلاء.

كنت أنتظر من مورينيو خطة دفاعية، مع اللعب على ثغرات برشلونة كالمساحات التي يتركها داني ألفيش خلفه أو الضغط على إريك أبيدال الضعيف في واجبات الرقابة الفردية، لكن البرتغالي فشل.

والآن عادت الفرصة ليثبت مورينيو أنه المدرب الاستثنائي المعهود، فعليه إيقاف أسلحة تشيلسي وفك الجوهرة التي طبقها هو مع البلوز منذ ثلاثة أعوام وأهدته الدوري الإنجليزي مرتين.

أحد الحلول لضرب طريقة 4-1-2-1-2 هو اللعب بثلاثة صناع ألعاب وارتكازي دفاع مع مهاجم واحد وأربعة مدافعين، مع إعطاء واحد فقط من ظهيري الجنب صلاحيات هجومية.

فثلاثي صناعة اللعب في إنتر قد يجبر بالاك ولامبارد على التراجع مع إيسيين في كل هجمة إيطالية، وقتها يخسر تشيلسي ميزة بداية هجماته بزيادة عددية، أهم أسلحة طريقة 4-1-2-1-2.

وساعتها يستطيع ثنائي ارتكاز إنتر التعامل مع صانع الألعاب لو كان ديكو مثلا، وهكذا يصبح دفاع النيراتزوري آمن دون خطورة إنجليزية، و"من يجيد الدفاع يفوز في تلك المباريات".

كما ينبغي على مورينيو إعادة التفكير في قلبي خط إنتر الخلفي لوسيو ووالتر صامويل، فالثنائي يمثل جانب القوة الذي يفتقد للعقل الذي يحتاجه الفريق لخلق عمق في الدفاع.

ويكمن الحل هنا في الاستعانة بكريستيان كيفو كقلب دفاع بحيث يلعب دور العقل، مع قوة لوسيو، ويعتمد مورينيو على ديفيد سانتون أو خافيير زانيتي أو حتى إيفان كوردوبا كظهير أيسر.

طبعا كل هذه الأفكار أولية، لكنها تنشيط ذهني لنا مع القرعة، وقراءة في الأوراق المتاحة. والآن دعونا نستطلع آراء المتابعين.

هل ليوناردو مدربا جيدا؟ هل مانشستر أصبح عاديا برحيل رونالدو؟ هل مورينيو لازال استثنائيا؟ هل تشيلسي المرشح الأقوى للقب؟ أنتظر مشاركاتكم.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات