كتب : محمد بركات | الأربعاء، 27 يناير 2010 - 22:15

الجزائر كما أراها

نجحت مصر في العبور إلى دور الـ4 من كأس الأمم الإفريقية بعد فوز كبير على الكاميرون في مباراة حقق فيها الهدف الأساسي وهو مواصلة الدفاع عن اللقب على الرغم من الأداء غير المعتاد والأقل من المستوى الطبيعي للفراعنة.

المباراة المقبلة أمام الجزائر لها حسابات خاصة لأنها الأولى لمصر في البطولة أمام فريق عربي بالإضافة إلى خلفيات المباراتين السابقتين أمام الجزائر في تصفيات كأس العالم.

وباعتباري كنت أحد أفراد الفريق المصري الذي واجه الجزائر في المباراتين الأخيرتين من التصفيات أود تلخيص رؤيتي للفريق الجزائري وشكل المباراة المتوقعة مع مصر في بعض النقاط السريعة:

- فريق الجزائر يتمتع بمستوى تصاعدي، فقد بدأ البطولة بالخسارة أمام مالاوي الضعيفة ثم قدم مباراة أفضل أمام مالي ثم حقق تعادلا تجاريا مع أنجولا صعد به إلى دور الثمانية، وأخيرا مباراة رائعة أمام كوت ديفوار، كان يمكنه فيها الفوز بفارق أكثر من هدف واحد على الرغم من تلقي شباكه هدفا قاتلا في الدقيقة الأخيرة من المباراة.

- الفرق العربية ومن بينها الجزائر صاحبة دفاع حديدي، لأن لاعبيهم يتمتعون بوعي خططي كبير بعكس لاعبي إفريقيا الذين دائما ما ينظرون إلى الكرة ويتركون مساحات كبيرة خلفهم مثلما اتضح في مباراة كوت ديفوار والجزائر.

وبالتالي مباراة مصر والجزائر سيشهد وجود فرص قليلة وأهداف أقل لذا يجب استغلال الفرص المتاحة بأفضل صورة ممكنة لأنهم لن يمنحونا حرية كبيرة للتسديد أو نقل اللعب على الأطراف.

- علينا الحذر الكامل من الكرات العرضية لأنهم يجيدون التعامل معها هجوميا ودفاعيا، فأفراد الدفاع خاصة مجيد بوقرة ورفيق حليش يسجلون أهدافا كثيرة بضربات رأس كما يتفوقون عادة على مهاجمي الفريق المنافس أثناء الدفاع، وهو ما ظهر واضحا في مباراتي كوت ديفوار ومالي.

- أخطر لاعبي الجزائر هما كريم زياني وكريم مطمور، فالأول "معلم" يجيد توزيع اللعب على زملائه والتحكم في إيقاع اللعب وتمويل المهاجمين ببينيات خطيرة، ويجب الاهتمام بحصاره من أي موقع يتحرك فيها في الملعب عن طريق دفاع منطقة وليس تحديد لاعب محدد لرقابته، لأن أسلوب الرقابة رجل لرجل أصبح من الماضي في عالم كرة القدم.

أما الثاني لا يتمتع بثبات المستوى، فقد يؤدي مباراة رائعة مثلما فعل أمام كوت ديفوار، ويفقد ذاته تماما في المباراة التالية، ولكن يتوجب على الدفاع المصري الانتباه إلى سرعته، وتسديداته الدقيقة.

- على لاعبي مصر إخراج فكرة الانتقام من أذهانهم لأن الجزائريين ولاعبي شمال إفريقيا عموما يجيدون اللعب على الوتر النفسي لإفقاد لاعبي مصر تركيزهم، وهو السلاح الذي يجب أن نحرمهم منه بنسيان خروجنا من كأس العالم على أيديهم والنظر إليهم باعتبارهم أي فريق أي تواجهه مصر في نصف النهائي.

- أعتقد أن تشكيل مباراة الكاميرون هو الأفضل لمواجهة الجزائر بغض النظر عن فقدان مصر السيطرة لفترات طويلة أمام الأسود، ولكن ربما يرغب الكابتن حسن شحاتة في الدفع بحسام غالي منذ البداية لاستغلال سرعته وقوته في الضغط على وسط الجزائر مه عودة فتحي إلى مركز الظهير الأيمن والدفاع بالمحمدي عند الحاجة إليه في الشوط الثاني.

- ونقطة أخيرة خسرنا في السودان لأننا لم نكن في مستوانا المعهود بعدما تمكنا من تحقيق الفوز في القاهرة بسبب تقديم مباراة قوية لذا أعتقد أن الفوز أو الهزيمة في دور الـ4 ستعود إلى لاعبي مصر وستحددها مستواهم ودرجة تركيزهم في الملعب.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات