كتب : أحمد عز الدين | الخميس، 04 مارس 2010 - 00:52
تحليل - ثلاث نقاط فصلت مصر عن إنجلترا
الخسارة بثلاثة أهداف لهدف أمام إنجلترا في ويمبلي لا تعكس حقيقة أن منتخب مصر كان ندا قويا لأبناء المدير الفني المحنك فابيو كابيللو طوال المباراة.
وعلينا الإشادة بما قدمه رجالنا، فواين روني لم يجد رقيبا في الدوري الإنجليزي كله بصعوبة أحمد فتحي، وحرام ألا يتواجد عصام الحضري في أحد أندية أوروبا ذات التصنيف الأول.
محمد زيدان يحتاج لتوزيع مجهوده على مباراة كاملة لا 45 دقيقة، ووقتها يمكنه النجاح في أي مكان، وسيد معوض مع حسني عبد ربه وحسام غالي وأحمد المحمدي قدموا عروضا مميزة.
بشكل عام، بالتأكيد استفدنا من التجربة، تعلمنا أننا لا نبعد عن هؤلاء الذين نراهم في الجزيرة الرياضية أسبوعيا.
فقط نحتاج لأن نستعد لكل مباراة مثلما فعلنا اليوم وفي معسكرات كؤوس الأمم، ولو بذلنا ذات الطاقة وشعرنا بأننا في معسكر مغلق طوال الموسم، سنحقق حلمنا الغائب بالوصول للمونديال.
هناك ثلاثة أسباب حولت الحفل المصري لهزيمة، وهي تأخر التغييرات بعد هبوط لياقتنا البدنية، والدفاع بشكل مبالغ فيه حين ضغط الإنجليز، والهجوم دون نظام في آخر اللقاء.
استعراض مصري
الاستعراض المصري الرائع في الشوط الأول سببه الرئيسي طريقة لعب الفراعنة 3-5-2 قياسا بإنجلترا التي تطبق 4-3-1-2.
الليبرو منحنا ميزة هائلة في الدفاع أمام مهاجمين بحجم واين روني وجيرمين ديفوه، مع زيادة فرانك لامبارد وستيفن جيرارد الهجومي.
فحينما كان جيرمين ديفوه يخرج للجناح حتى يأخذ معه رقيبه وائل جمعة، كان هاني سعيد مع أحمد فتحي يتواجدان في العمق، وهو ما غطى مرمى عصام الحضري جيدا.
أما إنجلترا التي تلعب بخط دفاع خطي دون ليبرو، فمع كل مرة مال فيها زيدان للجناح الأيسر كان يخرج معه جون تيري، ويظهر ماتيو إبسون عاريا أمام متعب وحسن وعبد ربه ورفاقه.
منتخب مصر دافع بكثافة عددية أمام إنجلترا، وكون فريق كابيللو كان مطالبا بالهجوم ولعب بخط دفاع متقدم جدا، كانت أغلب مرتدات الفراعنة خطيرة.
فدفاع إنجلترا المتقدم جعل حسن شحاتة لا يحتاج للهجوم بكثافة عددية، فقط احتاج لمنح لاعبيه الثقة في الاقتحام والمراوغة، ما ظهر جليا في أداء زيدان والمحمدي من الجانبين.
وطبعا استفاد رجال المعلم من ضعف بينز وبراون وإبسون في الدفاع، وبسبب تمركز الأخير الخاطئ ثم سقوطه تقدم الفراعنة بهدف رج ملعب ويمبلي.
النقطة الثانية التي منحت دفاع مصر راحة كبيرة أمام هجمات إنجلترا كانت غياب المساندة الهجومية من ظهيري الجنب لإنجلترا ويس براون وليتون بينز تماما.
فتحركات إنجلترا بدت فقيرة، لا تتميز بالكثافة، لأن ثيو والكوت وديفوه وحدهما تحركا على الجناح، وكل واحد منهما وجد في وجهه قلب دفاع وارتكاز وظهير جانب.
كما كلف المعلم جوكره فتحي بالتحرك وراء معوض حينما كان روني يبتعد عن منطقة جزاء مصر لفترة، حتى يجهض انطلاقات والكوت الذي لم يقدم سوى هجمة يتيمة طوال الشوط الأول.
رد كابيللو
ينتمي فابيو كابيللو لقائمة عظماء مدربي العالم لأسباب عديدة، كشف اليوم عن إحداها، وهو إجادته قراءة الملعب وتغيير أفكار فريقه تماما.
المدرسة الإيطالية لا تعترف بطريقة لعب ثابتة، وهي في ذلك رشيقة تمنحك الفرصة لتعديل أوضاع فريقك.
كابيللو اعتمد في الشوط الأول على جاريث باري، امامه يتحرك فرانك لامبارد، ثم يأتي ستيفن جيرارد باندفاعاته وراء روني وديفوه.
في الشوط الثاني رتب أوراقه، لتلعب إنجلترا بوسط ملعب على خط واحد، يضغط مايكل كاريك مع ستيفن جيرارد وجاريث باري، دون أن يتأخر أحدهم للدفاع.
الضغط الإنجليزي بات أقوى، فانتصر وسط فريق كابيللو، وظهرت المساحة أمام منطقة جزاء مصر فارغة تماما لجيرارد وباري وكاريك، ولذا سكن هدف بيتر كراوتش شباك الفراعنة.
تراجع دون مبرر
المشكلة الثانية التي أهدت إنجلترا هدف التقدم أن زيدان كف عن الضغط على دفاع الخصم، بسبب تراجع اللياقة البدنية لنجم دورتموند، وطبعا سبقه في ذلك عماد متعب.
وتراجع منتخب مصر بشكل كبير للدفاع، ولم نضغط على إنجلترا مثلما فعلنا في الشوط الأول.
من ناحية أخرى، ربما قدم الصقر مباراة للنسيان، تمريرات خاطئة وفشل في الربط بين الهجوم ووسط المعب على غير المعتاد، لكن دوره الخططي في الدفاع كان جيدا، وتأثر الفريق بخروجه.
فالمعلم اعتمد في الشوط الأول على حسام غالي وحيدا في مركز الإرتكاز، ويسانده حسني عبد ربه يسارا حتى يغطي معوض، وأحمد حسن يمينا لتأمين المحمدي.
ومع خروج حسن، انكشف المحمدي تماما، وتجرأ ويلتون بينز للهجوم، ومن أول عرضية للظهير الأيسر حصد منتخب إنجلترا هجمة انتهت بهدف ثان لفريق الأسود الثلاثة.
انتهى اللقاء
مع تقدم إنجلترا بهدف ثان، شعر منتخب مصر بأن المباراة انتهت لصالح فريق كابيللو، وبدأ الفراعنة يستجدون النهاية لمدة خمس دقائق أهدت الأسود الثلاثة مزيدا من السيطرة.
تدخل المعلم بتغييرات جيدة ونشط فريقه، لكن عمرو زكي ومحمد ناجي "جدو" لم يتحركا بنظامية تشابه ما فعله زيدان مع متعب، بل ظهرا منفصلين تماما عن باقي منظومة مصر.
وبالتأكيد، فإن مشاركة شون رايت فيليبس لعبت دورا كبيرا في فوز إنجلترا، بسبب سرعته الكبيرة، خاصة أن توقيت نزوله توافقت مع انتهاء مخزون سيد معوض البدني.
أخيرا،
شاهدت مباريات عدة هذا الاسبوع بين عمالقة كرة القدم في العالم وفرق في مستوى أقل، ودائما يفوز الكبار دون أن تشعر بأن الطرف الآخر كان موجودا، لكن اليوم مصر ظهرت.
المواهب في المنتخبات - التي لا تملك تاريخا كبيرا - غالبا لا تجتمع في قائمة واحدة، لكن مصر استثناء، وأعتقد أننا نملك من المؤهلات ما يكفي للتواجد في الساحات العالمية.
فـ في زمن آخر، كانت الهزيمة من إنجلترا 3-1 تمثل عيدا قوميا، لكننا اليوم نبدو محبطين، لأننا - كما حدث أمام البرازيل وإيطاليا - شعرنا بأن النصر على هؤلاء ليس مستحيلا.
مقالات أخرى للكاتب
-
الجزء الناقص من صورة زيدان الإثنين، 20 يوليه 2020 - 19:57
-
برشلونة.. أكثر من مجرد فريق الخميس، 25 يونيو 2020 - 14:09
-
الشيطان مورينيو.. تلك كانت الأيام يا صديقي الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 - 20:05
-
اللعب في منطقة سيميوني الخميس، 26 مايو 2016 - 01:34