كتب : أحمد عز الدين | الخميس، 15 أبريل 2010 - 10:28

تحليل - القمة بعيون الحسامين

كيف يسجل الأهلي في مرمى منافس بلا ثغرات دفاعية؟ وكيف يهاجم الزمالك دون خوف من بطش الشياطين بركات ومتعب وحسن وتريكة؟ هذه هي حسابات القمة.

بداية، وبعد أعوام طويلة، يلعب المديران الفنيان دور البطولة في قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك.

فالأضواء ليست مسلطة على لاعبي الفريقين بقدر ما تتجه على حسام البدري المدير الفني للأهلي ومنافسه الشاب حسام حسن ملهم الزمالك.

فوز حسام حسن يعطي جماهير الزمالك إحساس الفوز ببطولة بعد النتائج المميزة للفريق في النصف الثاني من الموسم تحت قيادة العميد.

وانتصار حسام البدري ينهي الانتقادات التي تنال من مكانته كمدرب، لأنه سيكون حسم الدوري في أول موسم له مديرا فنيا للأهلي، بل وجاء التتويج بشهادة الزمالك.

ويواجه كل من الحسامين تحديا صعبا للفوز بالقمة، فعلى الأهلي تخطي فريق يقدم كرة جماعية أفضل حاليا من الشياطين.

وفي الوقت نفسه، الزمالك مطالب بالتغلب على فريق يملك عددا أكبر من النجوم القادرة على قنص القمة بقدراتها الفردية.

كيف يفوز الأهلي؟

يصطدم فوز الأهلي بأن الزمالك بلا ثغرات دفاعية، وخطه الخلفي لا يرتكب هفوات فادحة على مستوى الأشخاص، خاصة في وجود محمود فتح الله وعمرو الصفتي.

والعامل الذي يستطيع الأهلي استغلاله هو اهتمام حسام حسن الزائد بالنواحي الدفاعية، ورغبته أولا في تأمين خطه الخلفي قبل الهجوم.

بمعنى أن حسام يعطي لأصحاب المهام الدفاعية أقل عدد من المتطلبات الهجومية، سواء أحمد غانم سلطان أو محمد عبد الشافي أو إبراهيم صلاح أو حسن مصطفى.

وبالتالي، على البدري أن يعتمد على خطة هجومية، حتى يجعل خط وسط الزمالك منشغلا بمهام دفاعية، ووقتها سيضرب الأهلي عصفورين بحجر واحد.

فلو فعل البدري ذلك، سيحرم شيكابالا وحسين ياسر من المساندة، فتقل الكثافة العددية لهجمات الزمالك، ما يزيد أمان دفاع الأهلي غير القوي في غياب أحمد فتحي.

وحتى يخلق الأهلي كثافة عددية في هجماته، على البدري منح الارتكاز الذي سيرافق حسام عاشور - غالبا مصطفى شبيطة أو عبد الله فاروق - بعض الحرية الهجومية.

وليحدث ذلك، على شبيطة أو فاروق ألا ينشغل بتغطية الظهير الأيمن للأهلي، وهو ما يمكن تنفيذه لو شارك شريف عبد الفضيل في هذا المركز واكتفى بالأداء الدفاعي.

غالبا لن يلجأ البدري لهذه الفكرة، لكني أستعرضها بحكم أنها تساعد على غلق أكبر ثغرات الأهلي (أحمد علي)، وفي نفس الوقت ستمنح الفريق الأحمر الزيادة العددية المطلوبة.

فوقتما يتقدم شبيطة مع ثلاثي صناعة اللعب في الأهلي للهجوم يصبح ثنائي ارتكاز الزمالك وظهيري جنب الفريق الأبيض مطالبين بالتزام الدفاع، ليكون الوضع بين الطرفين 4 أمام 4.

أي يصبح عدد المشاركين في هجمة الأهلي مساوي لعدد أصحاب المهام الدفاعية في الزمالك، ثم بالتحركات دون كرة يستطيع الفريق الأحمر تشكيل كثافة عددية.

وأنسب تحرك دون كرة للأهلي خروج عماد متعب من منطقة جزاء الزمالك لاستلام الكرة دون رقابة، وتحوله لمحطة لعب (running channel) للفريق الأحمر.

فعمرو الصفتي ومحمود فتح الله لا يرقبان الخصوم باسلوب رجل لرجل، بل يعتمدان على دفاع المنطقة في تحركاتهما.

ثنائي الزمالك لا يراقب فردا بعينه، بل يهتم أكثر بخلق عمق دفاعي، تاركا الرقابة الفردية لارتكازي وسط الملعب إبراهيم صلاح وحسن مصطفى.

بمعنى، لو خرج متعب من منطقة الجزاء، لن يتابعه الصفتي أو فتح الله، وفي نفس الوقت سيكون صلاح ومصطفى منشغلان بشبيطة وحسن وبركات، ومعها تريكة.

وقتها سيملك الفريق الأحمر كثافة عددية أمام خصمه، 4+1، ومع انطلاقات بركات أو حسن لمنطقة الجزاء، يصبح للأهلي أفضلية على الزمالك.

كيف يفوز الزمالك؟

أصعب ما يواجه الزمالك هو كيفية التقدم لمباغتة الخصم، دون خوف من خبرة عناصر الأهلي الهجومية.

فعلى حسام حسن خلق معادلة صعبة، هي خلق هجمة خطرة، وفي نفس الوقت رقابة بركات وحسن وأبو تريكة ومتعب وسيد معوض، وربما شبيطة كذلك.

وأن تهاجم دون كثافة عددية أمر صعب للغاية، لكن هناك نقطة تقف في صالح الزمالك وقد تجعله قادرا على خلق هذه المعادلة.

فالميزة الرئيسية للزمالك في المباراة أن دفاع الأهلي بحكم إصابة أحمد فتحي به ثغرات عدة يمكن اللعب عليها، أبرزها إما السيد أو علي.

وما يستطيع حسام حسن فعله حتى يلعب بذات التأمين، ويضيف إلى ذلك فاعلية، أن يختار جبهة واحدة في الأهلي يركز عليها جهود فريقه في الهجوم.

فالزمالك قادر على تهديد دفاع الأهلي باستمرار لو ركز حسن مصطفى في إخراج محمد عبد الشافي نوعا ما للهجوم من الناحية اليسرى.

وفي نفس الوقت يتحرك صانع الألعاب شيكابالا دائما ناحية اليسار حتى يصنع ثنائيا في التمريرات والركض بالكرة مع حسين ياسر وراء أحمد علي، ثغرة الأهلي.

وقتها، إما يستفيد الزمالك ويحصد أكثر من فرصة تهديف، أو يضطر البدري لتركيز جهود شبيطة في تغطية علي، ويضيع على الأهلي الكثافة العددية الهجومية.

فقط سيكون الزمالك مطالبا بتغيير تلك الفكرة لو دفع الأهلي بمهاجمين، وغالبا سيحدث ذلك في الشوط الثاني من المباراة.

ويجدر بحسام حسن حين إذن الدفع بمهاجم ثاني بدوره - غالبا شريف أشرف بعد استبعاد سيد مسعد - حتى يشعر الأهلي بذات التهديد الذي سيواجه الزمالك.

والأهلي يعيبه مع البدري أمر خطير، إن شعر بالتهديد باتت هجماته غير سريعة، وتكثر التمريرات العرضية بين الفريق الأحمر.

ذلك لأن لاعبي الأهلي يخشون فقد كرة يمكن للخصم خلق مرتدة منها.

لذا يتناقل لاعبو الأهلي الكرة بالعرض حتى يتأكدون أن المنافس عاد لقواعده، ولا يوجد لاعب لازال قابعا في منطقة الجزاء الحمراء يهدد ظهرهم.

ولو قلل حسام حسن من سرعة هجمات الأهلي، يمكنه وقتها إعادة حساباته حتى يباغت البدري وفريقه مجددا.

حقيقة القمة

بعد استعراض كيف يفوز الأهلي والزمالك، يجب توضيح حقيقة أن الفريقين غالبا لن يتخذان مغامرة غير مأمونة النتائج.

الفريقان يسعيان للفوز لإثبات الزعامة، لكن الأهم بالنسبة لحسن والبدري سيكون تفادي الهزيمة.

فالأهلي ليس بحاجة للفوز على الزمالك حسابيا، كونه بطل الدوري وجمهوره سيسعد بهذا الإنجاز حتى لو حدث تعادل مع الفريق الأبيض، فالمهم تفادي الخسارة.

والزمالك يكفيه التعادل لإثبات أنه ليس أقل من الأهلي، خاصة أن حسام حسن لا يريد هزة في ثقة لاعبيه قبل بداية مشوار الكأس، البطولة الواقعية في موسم العميد.

شاهد كيف يتحرك الأهلي والزمالك دفاعا وهجوما

شاهد تطبيق عملي للتحركات التي يحتاجها للأهلي والزمالك للفوز بالقمة

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات