كتب : أحمد عز الدين | الأربعاء، 26 مايو 2010 - 05:57
تحليل – القمة .. تحدي العميد
فالعميد خاض القمة السابقة والجميع يعلم أن الزمالك لن يحصد أكثر من المركز الثاني، ومنافسه حسام البدري المدير الفني للأهلي كان تحت ضغط أكبر، بسبب تذبذب نتائج الشياطين الحمر وقتها سواء في الدوري أو في أبطال إفريقيا.
لكن فوز الأهلي بالدوري ثم عبوره حاجز دور الـ16 في أبطال إفريقيا رغم خسارة الذهاب بهدفين منح البدري استقرارا، خاصة مع الإدارة، حتى لو خسر كأس مصر.
بينما الزمالك يحتاج لبطولة وإلا ستفقد استفاقة الفريق الأبيض تحت قيادة حسام حسن الكثير من قيمتها، خاصة بعدما وعد العميد الجماهير البيضاء بالفوز على الأهلي.
لهذا سأتناول تحليل المباراة خططيا من جانب حسام حسن، وما عليه فعله في مواجهة الأهلي، وطبعا خلال السياق سيظهر تحليل طريقة لعب البدري ورجاله في المباراة.
هاجم العمق
برغم أن الزمالك عرف طريق النجاح مع حسام حسن منذ اعتمد المدير الفني الشاب على جناحين ثابتين، إلا أن القمة تتطلب من العميد تعديل أوراقه والهجوم من العمق.
الزمالك اعتاد في الفترة الماضية على بناء الهجمات من ناحية حسين ياسر يسارا، أو يمينا بتواصل شيكابالا مع مارسيل أديكو أو حسام عرفات أو علاء علي.
ومع الالتزام الدفاعي المميز لثنائي ارتكاز الزمالك حسن مصطفى وإبراهيم صلاح فمن وقت لآخر تظهر أمام عبد الشافي وأحمد غانم مساحة للتقدم في الهجمات البيضاء.
لكن حسام البدري تعلم من درس القمة الماضية، وسيغلق بلا شك المساحات خلف ظهيري جنب الأهلي.
فمنذ مباراة القمة، والبدري يعتمد على شريف عبد الفضيل كظهير أيمن ما أغلق تلك الجبهة تماما، وأخفى المساحات التي كانت ملهمة للخصوم في وجود أحمد علي.
والتزام عبد الفضيل الدفاعي يمنح حسام عاشور وشريكه سواء أحمد فتحي أو شهاب الدين أحمد الفرصة لترك العمق والتغطية وراء سيد معوض الظهير الأيسر للأهلي.
وبالتالي لا داعي أبدا بالنسبة لحسام حسن أن يضع حسين ياسر في أحضان عبد الفضيل ويخسر سرعة القطري الدولي وقدرته على صنع الفارق هجوميا للزمالك.
كما أن للعب حسام حسن على العمق ميزة كبيرة للفريق الأبيض، وهي أن نقطة ضعف الأهلي الوحيدة في الخط الخلفي هي أحمد السيد.
فالسيد قوي يجيد الرقابة الفردية، لكنه يفتقد القدرة على قراءة اللعب والتمركز الدفاعي السليم، ولذلك إذا أراد حسام حسن استغلال ذلك عليه وضع عدد أكبر من صناع اللعب.
لكن المشكلة أمام حسام حسن حاليا، أن الزمالك لا يملك من العناصر ما يؤهله للهجوم من العمق، خاصة وأن العميد يعتمد على ثنائي ارتكاز ذو نزعة دفاعية جدا.
فشيكابالا وحده يجيد اللعب من العمق، والعناصر التي يستخدمها العميد لمعاونة النجم الأسمر لم تثبت نفسها، سواء علاء علي أو حسام عرفات ولا مارسيل أديكو.
خدعة المباراة
والحل هنا قد يكون في الدفع بصبري رحيل كظهير أيسر، ونقل عبد الشافي لمركز الجناح، على أن يلعب حسين ياسر دور صانع الألعاب بجوار شيكا وراء جعفر.
وهذه النقطة قد تكون افتراضية من جانبي، وربما لا تحدث في المباراة من بدايتها، لكني أراها مناسبة جدا للزمالك.
فإمكانات ياسر أعلى من علي وأديكو وعرفات، ويستطيع القطري تشكيل ثنائي مع شيكابالا قادر بسرعته على إرباك السيد، خاصة وأن جمعة سينشغل نوعا مع جعفر.
كما أن ياسر يستطيع وقتها تكثيف هجمات الزمالك من الناحية اليمنى مع شيكابالا، ووقتها يحقق الزمالك أحد أمرين..
إما سيستغل الفريق الأبيض ضعف السيد في التمركز الدفاعي خاصة مع تقدم معوض للأمام كثيرا.
أو ينجح الزمالك في إجبار الارتكاز المجاور لحسام عاشور في الأهلي على التراجع للدفاع، ووقتها تنخفض خطورة الهجمات الحمراء أو تفتقد للكثافة العددية على الأقل.
ثلاثة ارتكازات
النقطة الوحيدة التي قد تمنع الزمالك من مهاجمة عمق الأهلي، لو استخدم حسام البدري ثلاثة ارتكازات في وسط الشياطين بوضع فتحي جوار عاشور وشهاب الدين أحمد.
وهذا سيكون أفضل تصرف للبدري في القمة، كون بركات وأحمد حسن - أو أبو تريكة - يملكان ما يكفي من ملكات للتسجيل، دون أن يحتاج الفريق لكثافة عددية في هجماته.
والبدري لو اعتمد على هذا الاسلوب سينجح في حماية خطه الخلفي من هجمات الزمالك، سواء لجأ العميد للتحرك على الجناحين أو العمق.
كما أن الأهلي يملك بين صفوفه ثلاثي ارتكاز متنوع جدا، فأحمد فتحي متميز في الرقابة الفردية وقادر على إيقاف خطورة شيكابالا..
وشهاب يجيد تغطية ظهيري الجنب ويستطيع حماية جبهة سيد معوض، وحسام عاشور يحمي العمق ببراعة دائما.
وقتها سيسيطر الأهلي على إيقاع المباراة ويستغل مهارات نجومه لمهاجمة الزمالك ومحاصرته وهو مطمئن لأن خطه الخلفي آمن من مرتدات الفريق الأبيض.
عدم الخسارة أهم
وقتها سيكون على حسام حسن تحذير لاعبيه من الاندفاع الهجومي، والانخداع بأسلوب الأهلي الدفاعي.
وعلى الزمالك أن يتخذ من نهائي دوري أبطال أوروبا عظة في ذلك حتى يتجنب مصير بايرن ميونيخ ومدربه الهولندي لويس فان جال.
فحين ترك إنتر ميلان الكرة بين أقدام بايرن ميونيخ، طمع لاعبو الفريق الألماني في المباراة وتقدموا فاتحين مساحات أمام النيراتزوري، ودفعوا الثمن.
فإن تراجع الأهلي للدفاع على الزمالك ألا ينجرف للهجوم، لأن الشياطين الحمر وقتها سينفذون مرتدات سريعة على أحمد غانم سلطان أضعف نقاط دفاع الفريق الأبيض.
وبالتأكيد الزمالك يعرف أن محمد بركات قادر على هذا ويستطيع صنع الفارق للأهلي وحده لو انفتحت أمامه مساحات في دفاع الفريق الأبيض.
لذلك على حسام حسن وقتها أن يحذر لاعبيه ويذكرهم بأن في الكأس "عدم خسارة المباراة أهم من الفوز بها".
مقالات أخرى للكاتب
-
الجزء الناقص من صورة زيدان الإثنين، 20 يوليه 2020 - 19:57
-
برشلونة.. أكثر من مجرد فريق الخميس، 25 يونيو 2020 - 14:09
-
الشيطان مورينيو.. تلك كانت الأيام يا صديقي الأربعاء، 05 سبتمبر 2018 - 20:05
-
اللعب في منطقة سيميوني الخميس، 26 مايو 2016 - 01:34