كتب : ضياء الدين محمد | الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010 - 05:43
دعم العميد .. والضغط على البدري
هكذا حاول عدلي القيعي مدير التسويق في الأهلي إلقاء مسؤولية استقالة المدير الفني للأحمر على عاتق الجماهير.
ولكن الأمر الذي لم يلتفت إليه القيعي – المشهور بحبه الشديد وتفانيه من أجل مصلحة الأهلي – أن جمهور الزمالك يدعم حسام حسن لما وجدوه من روح جديدة تم بثها في الكيان الأبيض.
فالعميد جعل الزملكاوية يقاتلون حتى الدقيقة الأخيرة من عمر المباريات، ونجح في تطويع لاعبين اشتهروا بالتمرد مثل حازم إمام وشيكابالا الذي أصبح مع حسام حسن أكثر إيجابية وإنتاجا لمصلحة فريقه بل بدأ في تقمص دور القائد.
أما البدري فلم تستطيع شخصيته أن تقف أمام أحمد حسن وانخفاض مستوى حبيب الملايين أبو تريكة الذي كان يشارك لمجرد أن الجماهير ستهاجمه – أي البدري – في حالة عدم الاعتماد عليه.
العميد يمتلك سجل تاريخي يجعل اللاعبين يقفون أمامه احتراما وتقديرا، حيث كان يصول ويجول في ملاعب مصر وإفريقيا في الوقت الذي كان فيه أغلب لاعبي الأبيض يتناولون الطعام بمساعدة أمهاتهم.
في الوقت الذي تجد فيه أن نصف لاعبي الأهلي حققوا لفريقهم إنجازات لم يحقق البدري نصفها ليفتقد الأخير عاملي الشخصية القوية والتفوق.
وعلى سبيل المثال جوزيه مورينيو لم يمارس كرة القدم ولكن شخصيته الكاسحة تساعده على تطويع نجومه في ريال مدريد، بينما يقف اللاعبون خجلا في منتخب إنجلترا أمام تاريخ فابيو كابيللو.
العميد لم يسمح للاعب أن يصرح في وسائل الإعلام تاركا شأن التعامل مع الإعلام برمته لتوأمه إبراهيم حسن.
في الوقت الذي كان الصقر منشغل خلاله بمهاترات مع أحد الصحفيين والساحر كان يؤكد أنه لا يرتاح نفسيا سوى مع شحاتة وجوزيه.
العميد اكتشف محمد إبراهيم وعمر جابر وعلاء علي وأحمد توفيق وجعلهم من العناصر الأساسية لقوة الزمالك الضاربة.
في الوقت الذي دفن فيه البدري مواهبا اكتشفها هو بنفسه – أحمد شكري وعفروتو وشهاب وسعد سمير – لإشراك لاعبين كبار في الاسم منخفضين في الأداء.
كما تخلى البدري عن أحمد فتحي أحد أهم أسلحة الفريق في أزمته الأخيرة مع شركة الاتصالات المنافسة للشركة الراعية للفريق، مؤكدا "لا دخل للجهاز الفني في الأزمة" متناسيا أنه بمثابة الأب الروحي لجميع اللاعبين.
العميد ظل يوبخ شيكابالا ويعنفه حتى يتخلص من عادة "كعب القدم" والمراوغات غير المجدية التي لا تنفع الفريق.
في الوقت الذي ظل فيه البدري صامتا ساكنا أمام محاولات أحمد شكري لتقمص شخصية ليونيل ميسي ومراوغة خط دفاع المنافسين بالكامل بدلا من التمرير لزملائه.
العميد كان يعاقب لاعبيه ويوبخهم بل يحرمهم من الحصول على راحة ويجبرهم على خوض مباريات ودية في أوقاتها لمجرد أن الأداء انخفض خلال مباراة.
في الوقت الذي تعامل فيه البدري مع محمد طلعت مهاجم الفريق بأسلوب غير حازم عقب إضاعة الأخير لعدد قياسي من الفرص خلال أحد المباريات قائلا له عقب نهايتها "ضيع ميهمكش" متناسيا تمثيلهما للأهلي الذي تتحكم نتائجه في سير حياة الملايين من محبيه.
جمهور الاهلي ظل مساندا للبدري وناديه كثيرا وكثيرا والمواقف التي شهدت تحية الجماهير للفريق رغم الخسارة كثرة، ولكن التحية كانت تأتي على الأداء القوي إيمانا بأن التوفيق في نتيجة المبارايات بامر الله وحده.
ولكن أن تجد الجماهير الحمراء فريقها مهلهلا لا يحاول لاعبوه حتى بذل الجهد من أجل الفوز بل يتحول ارتكاب الأخطاء لشيئ عادي لا عقاب عليه، فلا بد لها من المطالبة بتصحيح الأوضاع.
المسؤولية يتحملها المدير الفني قبل اللاعبين، ودليلي على ذلك واين روني لاعب مانشستر يونايتد الذي أكد أن "لاعبي الفريق ينظرون بقلق لأليكس فيرجسون حينما يخطئ أحدهم في التدريبات خوفا من رد فعل السير الذي قد يصل أحيانا للاستبعاد من تشكيل الفريق".
عفوا عدلي القيعي، جمهور الأهلي لا ينتقد المدرب السابق فنيا لأنه لم يحصل على الفرصة كاملة ولم يلق نصف الدعم الذي حصل عليه سلفه جوزيه، ولكن لأنه لم يظهر بالشخصية التي تنال احترام النادي الأحمر وجماهيره .. وهذا هو الفارق بين حسام حسن وحسام البدري.
مقالات أخرى للكاتب
-
إصحوا ليغفلونا الأربعاء، 11 فبراير 2015 - 19:50
-
الجزائر تقتل "التمثيل المشرف" الثلاثاء، 01 يوليه 2014 - 02:08
-
هي دي عادة الداخلية! السبت، 01 مارس 2014 - 22:16
-
حاسبوا الداخلية وليس الأولتراس! الجمعة، 21 فبراير 2014 - 04:14