كتب : ضياء الدين محمد | الأربعاء، 02 مارس 2011 - 14:44
كم يساوي الدوري المصري؟
وفاجأنا أشخاص على المنضدة المجاورة بارتفاع أصواتهم وبسباب قبيح مقذع، لتتطور الأمور إلى الضرب وكيل اللكمات.
فما كان منا إلا وأن تدخلنا لفض المشاجرة، ثم الانتقال لمرحلة الاستفسار عن أسبابها، فكانت الأجابة من طرف ثالث: الباشا أهلاوي والبيه زملكاوي، والخناقة بسبب استهزاء الأول بشيكابالا وسخرية الثاني من أبو تريكة!!
أدركت وقتها كم كان النظام السابق "عبقريا" حينما ألهى أغلبية الشعب – إلا من رحم ربي – بكرة القدم وجعلها تتحكم في مصائرهم وسير حياتهم.
بهذا المفهوم الغريب لأولويات الحياة نجد أنفسنا أمام الاستغلال الخاطئ للطاقات البشرية بجانب التغييب الكامل لتفكير وعقول الملايين.
فكرة القدم في الدول المتقدمة لا تتجاوز الترفيه إلا بالتعامل معها كوسيلة اقتصادية تدر أموال بالمليارات لاقتصاد الدولة.
ولا أجد مبرر "أداة تغييب العقول الأولى على مستوى مصر" كافيا لدى الداعين بعدم عودة الدوري الممتاز مجددا.
فلا مانع من متابعة جلسات مجلس الشعب بجانب مباريات ا لأهلي والزمالك، ولن تكون سطحي التفكير لأنك ذهبت لتشجيع فريقك عقب العودة من المشاركة في انتخابات مجلس الشعب.
مواجهة الفساد لن تتأثر ولن تنهار مؤسسات الدولة إذا وضعت "كرة القدم" في حجمها الطبيعي واكتفيت بالتشجيع والمتابعة بعيدا عن التعصب.
كرة القدم كيان كبير يضم داخله مؤسسات وأندية وشبكات تلفزيونية ومواقع رياضية يعمل بداخلها ألاف أو كما نقول في شوارعنا"فاتحة بيوت ناس".
إلغاء الدوري سيترتب عليه خسارة الملايين من الجنيهات في وقت تحتاج فيه البلاد لكل جنيه من أجل النهوض مجددا.
الخسارة ستقع على العنصر البشري داخل الكيان وبالتالي سنجد أنفسنا أمام طابور طويل من العاطلين سيخدم انتشار البطالة داخل البلاد.
إلغاء الدوري سيجعل أندية مصر أمام خيار الدعم الحكومي الذي لن يكون له بديل، وهو ما سيزيد الضغط على خزانة الدولة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.
لا يمكن أن يستمر توقف النشاط الكروي والرياضي داخل مصر، وإلغائه سيزيد من الأزمات وسيحرمنا من مصدر دخل نحن في أمس الحاجة له.
30 عاما ظللنا خلالهم جالسين في المدرجات نتابع مباريات كرة القدم ونتأثر بنتائجها دون أن يكون لها أي ذنب اللهم إلا انها كانت تدار بسيطرة من نظام خبيث استغلها أسوأ استغلال.
الرياضة عامة وكرة القدم خاصة لها دورها في التقريب بين الشعوب حقيقة لا جدال حولها، بشرط تحمل المسؤولية ومراعاة مشاعر المهزوم .. وقتها سيتم وضع الأمور في نصابها الصحيح.
اقتراح
نظم شباب "التراس وايت نايتس" دخول الجماهير بشكل حضاري لمباراة الزمالك وأولينزي ستارز، وكانت تجربة رائعة برأي الكثيرين على رأسهم مدير أمن القاهرة، وأثبتوا للجميع أن تجاوزات الماضي كانت مجرد رد فعل تجاه تعنت يصل لدرجة العنف من جانب جهاز الشرطة.
فلماذا لا نعتمد على الألتراس، خاصة وأنهم جزء من شباب مصر لتنظيم المباريات خلال الفترة المقبلة والتحكم في دخول جماهير ناديهم، اعتمادا على تنظيمهم واحترامهم لقوادهم داخل الرابطة؟
مقالات أخرى للكاتب
-
إصحوا ليغفلونا الأربعاء، 11 فبراير 2015 - 19:50
-
الجزائر تقتل "التمثيل المشرف" الثلاثاء، 01 يوليه 2014 - 02:08
-
هي دي عادة الداخلية! السبت، 01 مارس 2014 - 22:16
-
حاسبوا الداخلية وليس الأولتراس! الجمعة، 21 فبراير 2014 - 04:14