مراحل الحسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.. من يهبط ومن يتمكن من البقاء؟

الجمعة، 13 أبريل 2018 - 19:40

كتب : علي أبو طبل

شاكيري

5 جولات تتبقى على ختام الموسم في انجلترا، ومعالم الهابطين إلى دوري الدرجة الأولى تتشكل جولة بعد الأخرى.

المنافسة في هذه الدائرة من جدول الترتيب تبدو محتدمة وقوية للغاية وغير محسومة بعد، عكس ما يبدو على قمة جدول الترتيب، إذ يقترب مانشستر سيتي من تحقيق اللقب وهو في حاجة إلى انتصار وحيد.

بعض الأندية التي كانت داخل نطاق صراع النجاة حققت نتائج إيجابية متتالية أبعدتها عن دائرة الخطر بمسافة مريحة، ولكن الدائرة لا زالت ممتلئة بالمنافسين.

من يتأكد هبوطه أولا إلى الدرجة الأدنى؟ ومن يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

في ذلك التقرير من FilGoal.com، نستعرض أبرز معالم صراع دائرة الهبوط في الدوري الإنجليزي الممتاز قبل أمتار قليلة من نهاية الموسم.

وست بروميتش ألبيون .. التفكير فيما بعد الهبوط

الأمور تبدو سيئة للغاية في ويست بروميتش، فالنادي لم يحقق سوى 3 انتصارات طوال الموسم.

18 هزيمة تلقاها الفريق بالتساوي مع ستوك سيتي هو عدد كبير من المباريات، ورغم عدة تغييرات فنية على مدار الموسم، لم تفلح المحاولات.

بدأ وست بروميتش ألبيون الموسم مع مديره الفني السابق توني بوليس، والذي نجح خلال المواسم السابقة في تكوين شخصية مميزة للفريق في إطار منافسات الدوري.

البداية في أول جولتين بعلامة كاملة كانت مميزة، ولكن انحدار غريب في المستوى قد حدث.

رحل بوليس يوم 20 نوفمبر الماضي في محاولة مبكرة لإصلاح الأمور، ولكن لم تعلم الإدارة أن القادم اسوأ.

تم تعيين آلان باردو كمحاولة لإفاقة الفريق والخروج بعيدا عن دائرة الخطر، ولكن الحصيلة كانت 3 انتصارات فقط و5 تعادلات و13 هزيمة في مختلف البطولات المحلية تحت قيادته، ليرحل عن قيادة الفريق مطلع الشهر الجاري.

الأمر يحتاج لثورة، وهو ما بدأ في الحدوث ولكن بعد فوات الأوان.

يستعد النادي لخوض الموسم القادم في دوري الدرجة الأولى، إذ أنه يبعد عن منطقة الأمان بفارق 10 نقاط كاملة مع تبقى 5 جولات فقط على النهاية.

المباريات المتبقية ستكون ضد مانشستر يونايتد وليفربول ونيوكاسل وتوتنام وكريستال بالاس.

هل تظنون أن فريق انتصر في 3 مباريات فقط طوال الموسم قادر على تحقيق 15 نقطة كاملة ضد هؤلاء المنافسين من أجل معجزة البقاء؟

الفريق الآن بلا مدرب دائم، إذ أنه يقع تحت قيادة فنية لدارين مور الذي بات أول جامايكي يجلس في المقعد الفني في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وعلى الأرجح سيكمل الموسم لنهايته، فلن تجد الإدارة رجلا يقبل المهمة لـ5 مباريات فقط.

يؤمن مور بأهمية القتال فيما تبقى من مباريات، إذ يقول: "لا يمكننا إيقاف الحديث حول ما يدور في النادي، ولكن هناك مباريات لا يزال علينا خوضها. يتوجب علينا القتال والحفاظ على تركيزنا في كل مباراة منهم".

والفريق بالفعل حقق تعادلا في المباراة الأولى تحت قيادته المؤقتة.

الواقعية تحتم العمل من أجل الموسم الجديد وإعادة البناء، هذا ما ذكره مارك جينكينز، المدير التنفيذي الجديد للفريق الذي تم تعيينه في فبراير الماضي، في رسالة لجماهير النادي.

ويقول جينكينز: "نريد تغيير ثقافة واتجاهات النادي بطريقة تمتد على المدى الطول".

ويضيف: "نعد الجمهور أننا لن نترك حجرا في النادي دون إعادة تشكيله. لقد قابلت الملاك وهم يرغبون في بناء فريق قوي هجوميا وقادر على إبهار محبي النادي".

أولى علامات التغيير ظهرت اليوم باستقطاب الإيطالي جوليانو تيرانيو كمستشار فني للنادي بدلا من نيك هاموند الذي تمت إقالته مؤخرا.

ووجه جينكينز رسالة لتيرانيو: "نرحب بتيرانيو الذي سيجلب عيونا جديدة للنادي قادرة على استقطاب أفضل اللاعبين وتدعيم الفريق مستقبلا".

ويمتد عقد عمل تيرانيو، الذي عمل مؤخرا في نفس المنصب لدى فريق فناربخشة التركي، لمدة 6 أشهر فقط مبدأيا ستكون الأولوية فيها التعاقد مع مدير فني جديد وإعادة تشكيلة نظام استقطاب اللاعبين في النادي.

لن تكون مهمة سهلة، إذ سيفقد الفريق عددا من لاعبيه الذي يمتلكون شرطا في تعاقدهم يسمح لهم بالرحيل في حال الهبوط، مثل المهاجم الفنزويلي سالمون روندون والجناح البلجيكي ناصر الشاذلي، كما يمتلك مدافع الفريق جوني إيفانز شرطا يسمح له بالرحيل مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني فقط في حال هبوط الفريق للدرجة الأدنى.

ساوثامبتون وستوك سيتي.. لا تزال هناك فرصة

يبدو الوضع سيئا في كل من ناديي ساوثامبتون وستوك سيتي اللذان يحلان في المركز الثامن عشر والتاسع عشر على التوالي، ولكن وضعيتهما أفضل بكثير من ويست بروميتش ألبيون متذيل الترتيب.

4 نقاط فقط تفصل كليهما عن منطقة الأمان، وهو أمر ممكن حسابيا خلال 5 مواجهات متبقية لستوك سيتي، و6 لساوثامبتون الذي يمتلك مباراة مؤجلة مع وصوله لنصف نهائي كأس الاتحاد.

ستوك سيتي لعب غالبية الموسم تحت قيادة مديره الفني السابق في المواسم الخمس الأخيرة، مارك هيوز.

هيوز حقق مسيرة رائعة لستوك طوال المواسم الماضية، إذ حافظ الفريق دوما على موقعه في النصف الأعلى من جدول الترتيب.

لكن هذا الموسم ساءت الأمور وساءت علاقة هيوز باللاعبين ولم تسعفه النتائج، ليرحل عن الفريق في يناير الماضي ويحل بدلا منه الاسكتلندي بول لامبارت.

يعمل لامبارت قدر المستطاع لإنقاذ الأمور، ولكن الفريق يعجز عن تحقيق الانتصارات في المباريات الـ9 الأخيرة.

سيفتقد الفريق لخدمات المهاجم الإسباني خيسي رودريجيز الذي اختفى في ظروف غامضة، وقرر لامبارت استبعاده من حساباته حتى نهاية الموسم.

ستوك سيتي سيحل ضيفا على ويست هام في الجولة القادمة، كما يواجه بيرنلي وليفربول وكريستال بالاس وسوانزي سيتي فيما تبقى من جولات.

باستثناء مواجهتي ليفربول وبيرنلي، فإن المواجهات الأخرى تبدو حاسمة في صراع الهبوط ضد منافسين محتمل هبوطهم كذلك، وفقدان أي نقطة يعزز من فكرة تواجد ستوك في دوري الدرجة الأولى خلال الموسم المقبل.

رحل هيوز عن ستوك سيتي في يناير لتوكل له مهمة إنقاذ ساوثامبتون من الهبوط مؤخرا.

التغيير تأخر كثيرا في ساوثامبتون بعد أن احتملت الإدارة سوء المستوى وسوء نتائج المدير الفني السابق ماوريسيو بلجرينو.

الفريق لا يحقق الانتصارات خلال آخر 6 جولات، كما أنه لم يحقق سوى 5 انتصارات على مدار الموسم.

ساوثامبتون تتبقى له مواجهات ضد تشيلسي وسوانزي سيتي وليستر سيتي وبورنموث وإيفرتون قبل أن يختتم الموسم ضد البطل المحتمل مانشستر سيتي.

الآمال لا زالت ممكنة، وسنرى لأي حد يمكن أن يصل تأثير هيوز.

مدرب ستوك سيتي الفني السابق قاد الفريق في مباراتين بالدوري تلقى الهزيمة في كليهما، ولكنه بدأ المسيرة بفوز هام على ويجان في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.

دائرة الخطر تحتمل المزيد

رقميا، فإن نيوكاسل صاحب المركز العاشر برصيد 38 نقطة لا يبدو محصنا من العودة إلى دائرة الخطر، ولكن بالتأكيد تحقيق 3 انتصارات متتالية يعزز ثقة رافاييل بينيتيز ورجاله نحو الابتعاد الكلي عن هذه الدائرة.

بورنموث بنفس رصيد النقاط، وواتفورد ذو الـ37 نقطة في المركز 12 يقعان كاحتمالين لنفس النظرية.

ولكن الخطر الحقيقي يبدأ لدى برايتون الذي يمتلك 35 نقطة.

الفريق الصاعد حديثا هذا الموسم يبلي حسنا في أول اختبارته على صعيد الدوري الممتاز، إذ حقق رجال كريس هوتون 8 انتصارات و11 تعادلا و13 هزيمة حتى الآن في المسابقة، كما أبلوا حسنا في مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي التي بلغوا دورها ربع النهائي.

استقرار فني كبير يدعم كتيبة برايتون للقتال أكثر من أجل البقاء واستمرار الابتعاد عن منطقة الهبوط، ولكن لضمان ذلك فالأمر يحتاج لمجهود أكبر.

تتبقى لبرايتون 6 مباريات ضد كريستال بالاس ومانشستر سيتي وتوتنام هوتسبيرز وبيرنلي ومانشستر يونايتد وليفربول، اختبارات صعبة جميعها، ولكن الرغبة في تأمين البقاء تدفع رجال هوتون لتحقيق أي شئ.

تاليا في المركز 14، يأتي ويست هام الذي تحسن كثيرا في النصف الثاني من الموسم تحت قيادة ديفيد مويس.

قاد المدير الفني الاسكتلندي الفريق اللندني في 25 مباراة بمختلف البطولات، تلقى الهزيمة في 15 وتعادل في 8 وحقق الانتصار في 7.

تحسن كبير في النتائج بالنظر للوضعية التي تسلم المدير الفني السابق لأندية إيفرتون ومانشستر يونايتد وسندرلاند الفريق بها، إذ كان ضمن مراكز الهبوط.

يعول مويس كثيرا على ثنائية النمساوي ماركو أرناوتوفيتش والمكسيكي خافيير هيرنانديز من أجل تسجيل الأهداف التي قد تساهم في تأمين البقاء.

اللاعب النمساوي سجل 9 أهداف خلال الموسم الجاري، بينما سجل تشيتشاريتو 8 أهداف، كأفضل مسجلين للفريق.

ويست هام تتبقى له مواجهات ضد ستوك سيتي ومانشستر يونايتد وأرسنال ومانشستر سيتي وليستر سيتي وإيفرتون.

البقاء في حد ذاته يعد نجاحا لمويس في مهمته، وإن تم ذلك فعلى الرجل الاسكتلندي العمل سريعا من أجل ما هو قادم في الموسم التالي.

تاليا، يأتي سوانزي سيتي الذي حل أخيرا في جدول الترتيب لفترة ليست بالقصيرة خلال الموسم الجاري.

استمرت الأمور هكذا حتى جاء المدير الفني البرتغالي كارلوس كارفاليال من صفوف شيفيلد وينزداي المنافس في دوري الدرجة الأولى.

كارفاليال تماما كسوانزي، لا يريد العودة إلى الدرجة الأدنى كمدير فني، فسوانزي فشل في تحقيق الفوز في آخر 3 جولات، ولكنه خسر في جولة واحدة منهم.

19 مباراة في مختلف البطولات تحت قيادة المدير الفني البرتغالي، نجح سوانزي في تحقيق 8 انتصارات و7 تعادلات خلالهم، بينما تلقوا الهزيمة في 4 فقط.

يمكنك أن تلاحظ التحسن الكبير في النتائج للفريق الذي تلقى 16 هزيمة في الدوري إجمالا هذا الموسم تحت قيادة فنية لكارفاليال ولبول كليمنت من قبله.

سوانزي ليس بعيدا عن الخطر، إذ أنه يمتلك 32 نقطة فقط وبفارق 4 نقاط عن ساوثامبتون صاحب المركز الـ18، ولتأمين البقاء، يتوجب تحصيل أكبر قدر من النقاط أمام منافسين مثل إيفرتون وساوثامبتون ومانشستر سيتي وتشيلسي وبورنموث وستوك سيتي.

مواجهتان مباشرتان ضد فريقين يقعان في مراكز الهبوط، تأمين النقاط الكاملة خلالهما يؤمن كثير من وضعية فريق الفيلسوف كارفاليال.

بنفس رصيد نقاط سوانزي سيتي، يقع هادرسفيلد تاون في المركز الـ16، الفريق الذي يقوده المدير الفني الأمريكي ديفيد فاجنر يخوض مغامرة الدوري الممتاز للمرة الأولى هذا الموسم، وإجمالا يمكن أن نقول أنهم يبلون حسنا.

رغم ذلك، الفريق مرشح للعودة للدرجة الأولى، ولكن بالتأكيد فاجنر ورجاله لا يرغبون في ذلك المصير.

5 مواجهات تتبقى ضد واتفورد وتشيلسي وإيفرتون ومانشستر سيتي وأرسنال، جميعها محطات صعبة ولكن يتوجب تحصيل النقاط فيها إن أراد الفريق البقاء.

في الواقع، تلك الفترة الزمنية من عمر الدوري هي مرحلة ما يسمى بـ"لا يوجد شيئا لخسارته"، فبالتالي يمكن التنبؤ بـ5 مباريات ملحمية لهادرسفيلد.

كريستال بالاس، فريق آخر حقق عودة ملحمية خلال الموسم الجاري بخروجه من مراكز الهبوط، ولكن الآن أقرب المرشحين للعودة إليها إن تمكن أحد الماكثين فيها من الهروب منها.

لم يحقق كريستال بالاس أي انتصار أو نقطة أو هدف مسجل في أي خصم خلال أول 7 جولات تحت قيادة فنية هولندية لفرانك دي بور.

الأمور تغيرت بقدوم روي هودسون الذي حقق 7 انتصارات و10 تعادلات وتلقى 9 هزائم ساعدت كثيرا في تحسين وضعية الفريق، ولكن لم تؤمنه من الهبوط بشكل كامل.

كريستال بالاس سيواجه برايتون وواتفورد وليستر سيتي وستوك سيتي وويست بروميتش ألبيون في المواجهات المتبقية.

3 مواجهات مباشرة ضد أندية تصارع الهبوط بالفعل، وأي فقدان للنقاط خلالها قد يعيد كتيبة هودسون من جديد إلى دائرة الهبوط في توقيت حاسم جدا من عمر الموسم.

يمكن ملاحظة أن بداية من بورنموث في المركز 11 وحتى ويست بروميتش ألبيون صاحب المركز الأخير، لم يحقق أي فريق الانتصار في الجولة السابقة من الدوري الممتاز، لذا فإنه دليل على أنه لا أحد في مأمن وأن الكراسي قد تتبدل بشكل لا يمكن حسبانه.

فمن يستطيع النجاة من هذه المعركة المحتدمة في النهاية؟

التعليقات