توني بوليس .. النجاح على الطريقة الإنجليزية الكلاسيكية

الإثنين، 23 يناير 2017 - 19:44

كتب : علي أبو طبل

بوليس

تحتدم المنافسة وتتنوع أساليب كرة القدم بين فرق الدوري الإنجليزي الممتاز، العديد من الأندية تصرف الأموال الكثيرة لاستقطاب النجوم وربما المدربين، ولكن أندية أخرى تفضل أن تشارك في المنافسة على طريقتها الخاصة.

توني بوليس، أو كما يحب بعض المتابعين هنا أن يسموه شيخ المدربين الإنجليز، هو رائد المدرسة الكلاسيكية الإنجليزية في الوقت الحالي.

اللعب الدفاعي والاعتماد على الالحتامات البدنية والكرات الطولية العالية، هي الطريقة المفضلة لبوليس طوال مسيرته، والتي حقق بها سمعته كمدرب جيد لأندية الوسط في إنجلترا، كما نال سمعته الخاصة بأنه لم يهبط أبدا لدرجة أدنى كلاعب أو كمدرب.

مسيرة صعود بوليس

لم تكن مسيرة بوليس كبيرة كلاعب، فقد ظل لاعبا في الدرجات الأدنى في إنجلترا، وكانت أبرز محطاته في نادي بورنموث الذي لعب له على فترتين توسطتهما عدة انتقالات أخرى.

لكن كمدرب شهدت مسيرة بوليس منحنى تصاعدي، بدأ كمدرب لبورنموث في التسعينيات، ثم درب عدة أندية وصولا لبورتسموث كمحطة كبيرة في عام 2000، ثم قاد ستوك سيتي لفترتين متقطعتين، أبرزها كانت من 2006 لـ2013 حيث حقق الصعود للبريمرليج رفقتهم وحافظ على بقاءهم ضمن كبار إنجلترا الـ20.

لم تتوقف نجاحات بوليس مع ستوك لمجرد الابتعاد عن الهبوط، بل نجح في قيادتهم لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2011، ورغم الهزيمة أمام مانشستر سيتي في النهائي، حقق ستوك سيتي ظهوره الأوروبي الأول والوحيد في الدوري الأوروبي في الموسم التالي، ونجح في التأهل للأدوار الاقصائية قبل الخروج أمام فالنسيا الإسباني.

رحل بوليس في 2013 إلى كريستال بالاس لمدة موسم واحد، حيث قادهم إلى المركز الـ11 كأفضل مركز يحققه الفريق في تاريخه، وبناء عليه فاز بجائزة أفضل مدرب في البريميرليج عن ذلك الموسم.

لم يكمل بوليس مسيرته مع كريستال بالاس، وفي يناير 2015 بدأ بوليس رحلته مع وست بروميتش ألبيون الذي كان يصارع الهبوط، لينهي معهم الموسم في المركز 13.

ويستمر شيخ المدربين الإنجليز حتى الآن في قيادة الفريق، حيث أنهى الموسم الماضي في المركز 14 بعد العديد من الترنحات، ولكن ما زالت قيادته للفريق ثابتة وصارمة.

هذا الموسم

رغم عدم إبرام العديد من الصفقات ذات الأسماء الكبيرة ورغم قلة التوقعات، يقدم وست بروم رفقة بوليس هذا الموسم نتائج رائعة يحتل بها المركز الثامن في جدول الترتيب.

9 انتصارات و5 تعادلات و8 هزائم هي حصيلة 22 جولة للفريق مع بوليس هذا الموسم في البريميرليج.

نتائج تتحقق بنفس فلسفة المدير الفني الدائمة، اللعب الدفاعي البدني والاعتماد على الكرات الطولية والضربات الثابتة، وهي فلسفة إنجليزية كلاسيكية للغاية، ولكن أن تنجح بها وتفرض اسمك بهذه القوة مع الحداثة المتواجدة في البريميرليج حاليا، فهذا أمر نادر وشاق، لكن بوليس ينجح بشكل كبير حتى الآن.

خلال الـ22 مباراة، نجح الفريق في تسجيل 30 هدفا بينما استقبل 28 هدفا.

الاحصائيات تبرز مدى الاعتماد على الكرات الطولية التي انتهجها الفريق في 41 مناسبة هذا الموسم، أكثر من أي نوع آخر من التمريرات.

ويعتمد الفريق على التحصين الدفاعي وافساد هجمات الخصم، مقابل نسبة استحواذ قليلة يبلغ متوسطها 43% عن 22 مباراة خاضها الفريق.

تبدو صرامة الفريق الدفاعية واضحة من خلال عدد البطاقات الصفراء التي حصل عليها لاعبو الفريق هذا الموسم، وهو 47 بطاقة خلال 22 مباراة. الغريب رغم كثرة عدد البطاقات الصفراء هو عدم وجود أي بطاقات حمراء.

أبرز انتصارات الفريق كانت على ليستر سيتي حامل اللقب، ووست هام وساوثامبتون، بينما نجح الفريق في اقتناص نقطة تعادل أمام توتنام ضمن تعادلاته الـ5، ولم يحقق الفوز على أي من فرق المقدمة هذا الموسم.

قد لا يكون وست بروم أفضل من الفرق الـ7 التي تتقدم عليه في جدول الترتيب حتى الآن، ولكنه بالتأكيد أظهر تفوقا كبيرا على من هم خلفه طوال الـ22 جولة الماضية.

أبطال كتيبة بوليس

بجانب طريقة اللعب الصارمة التي يلتزم بها، فإن الفضل يعود كذلك لبعض الأسماء الكبيرة ومفاتيح اللعب الهامة في تشكيلة الفريق، والتي أعاد بوليس تلميعها.

الاسم الأبرز في تشكيلة الفريق والذي تدور حوله طريقة لعب قد يكون المهاجم الفنزويلي سالمون روندون.

صاحب الـ27 عاما يلعب في صفوف الفريق منذ الموسم الماضي، ويقدم مستوى ثابت، ويمثل محطة لعب هامة بالتحاماته القوية مع دفاعات الخصم وخلقه للفرص لزملائه القادمين من ورائه. كما أنه يمثل نقطة قوة كبيرة في الضربات الثابتة لإجادته اللعب بالرأس.

روندون سجل 7 أهداف هذا الموسم حتى الآن، وصنع 18 فرصة لزملائه، كما يجيد الضغط وتأدية الأدوار الدفاعية، ويبدو ذلك واضحا من احصاياته حيث استخلص الكرة 10 مرات ناجحة، ونجح في 62 التحاما هوائيا مع دفاعات الخصوم.

رغم وجود المخضرم ريكي لامبيرت، والمهاجم الويلزي المتألق في اليورو الأخير هال روبنسون كانو، يظل روندون هو الخيار الأساسي لتوني بوليس هجوميا أغلب فترات الموسم.

اسم آخر بارز هذا الموسم ومفاجأة سارة للبريميرليج، هو صاحب الـ25 عاما، والجناح الأيمن مات فيليبس.

فيليبس كان إحدى التدعيمات الصامتة التي أتى بها توني بوليس، حيث استقطبه من كوينز بارك رينجرز، ليصبح اللاعب أحد أفضل صانعي الأهداف هذا الموسم في البريميرليج.

بجانب تسجيله لـ4 أهداف، صنع فيليبس 8 أهداف للفريق لينافس بقوة أسماء تلعب لأندية القمة مثل ميسوت أوزيل في أرسنال وكيفن دي بروين في مانشستر سيتي.

بجانب مهاراته وتأثيره الواضح هجوميا، يؤدي اللاعب دوره الدفاعي بشكل مميز حيث نجح في استخلاص 12 كرة بشكل ناجح، كما اعتراض هجمات المنافس في 16 مرة. وقدرته الفردية على المراوغة بالكرة تحل أزمات ومآزق كثيرة للفريق، ونجح في إتمام 42 مراوغة ناجحة.

أبرز ما فعله توني بوليس حقا، هو الصورة التي يظهر عليها المدافع جاريث مكاولي خلال الموسمين الأخيرين.

قد يتفاجئ البعض أن المدافع الأيرلندي الشمالي يبلغ من العمر 37 عاما، ولكن يقدم مستوى يستحق الإشادة. فبجانب قدراته الدفاعية، يعتمد كثيرا هجوميا على قلب الدفاع المخضرم في الضربات الثابتة، حيث نجح اللاعب في تسجيل 4 أهداف هذا الموسم.

141 تشتيت ناجح و47 اعتراض ناجح تبرز المجهود الكبير الذي يقوم به المدافع العجوز المتألق، وإن كانت الأرقام لا تثبت كل شئ.

من الأسماء الهامة كذلك في كتيبة بوليس هذا الموسم، البلجيكي ناصر الشاذلي، والذي حصل عليه الفريق من توتنام خلال فترة الانتقالات الصيفية.

مهارات كبيرة يقدمها صاحب الـ27 عاما تفيد الفريق حين ينتقل من الحالة الدفاعية للهجومية.

نجح اللاعب في تسجيل 4 أهداف وصنع هدفين آخرين، وكذلك يؤدي الأدوار الدفاعية بشكل مميز واعتاد على طريقة توني بوليس سريعا، لتتم محاولة احيائه بنجاح بعدما فقد فرصته مع السبيرز في الفترة السابقة.

لا يمكن كذلك إغفال دور حارس مرمى الفريق الدولي بين فوستر، والذي خرج بـ4 شباك نظيفة هذا الموسم، وقام بمجموع 61 تصدي ناجح. تألقه الكبير يساهم في نتائج مميزة للفريق.

الكاميروني آلان نيوم، الظهير الأيسر للفريق، والمخضرم دارين فليتشر لاعب مانشستر يونايتد السابقة، ضمن الأسماء البارزة التي شاركت في أغلبية مباريات الفريق هذا الموسم، وتساهم بشكل كبير فيما يظهر عليه ويست بروم هذا الموسم.

كيف ستكون نهاية الموسم؟

مقدار النجاح في بطولات كأس رابطة المحترفين وكأس الاتحاد لا يتوازى مع نتائج البريميرليج المميزة، حيث غادر الفريق البطولتين من الدور الأول.

إلا أن الفريق يبدو الآن متفرغا للبريميرليج بشكل أكبر، فهل ينهي الموسم بنهاية مميزة لم تتحقق منذ موسم 2012/2013، حين أنهى الفريق في المركز الثامن أيضا؟.

التعليقات