حلمي حلمي

الوصول لمرحلة "الوحش"!

هل يتذكر أحد شكل أداء منتخب توجو بتصفيات كأس العالم 2006 التي تأهل منها للنهائيات؟ هل ينظر أحد إلى أن هذا المنتخب أو ذاك يستحق التأهل أكثر من صاحب الصدارة لأنه يقدم أداءا رائعا في المباريات لكنه احتل المركز الثاني أو الثالث؟
الثلاثاء، 11 يونيو 2013 - 08:54
لو كان منتخب مصر يتأهل بصفة دورية إلى كأس العالم فأن من المفترض أننا نتحدث عقب كل مونديال نتأهل له ونودعه في مراحل مبكرة عن كيفية التقدم بعيدا في المونديالات القادمة، ولكن هذا لا يحدث من الأساس.

ولذلك سأعود للواقع، فالمنتخب المصري أوقعه حظه السعيد في مجموعة تخلو من المنتخبات العربية بكل هواجس تفوقها علينا، واستطاع وسط أجواء قاتمة تحقيق العلامة الكاملة والتأهل للدور النهائي الحاسم من التصفيات "مرحلة الوحش"، والتي أعود للتحدث عنها لاحقا.

American Pharaoh: BOB BRADLEY AND THE EGYPTIAN SOCCER TEAM, THE INSIDE STORY from Soura Films on Vimeo.

كتبت الكلمات التالية بمقال سابق في الثاني من يونيو 2012:- تواجدك في مجموعة بها موزمبيق وغينيا وزيمبابوي يعطيك فرصة كبيرة للتأهل للدور النهائي من التصفيات، والذي تلتقي فيه بمنتخب كبير ذهابا وإيابا من أجل تذكرة العرس العالمي.

فقد تنجح في خطف تأشيرة التأهل بعد 180 دقيقة ضد أحد منتخبات غانا أو الكاميرون أو تونس أو نيجيريا أو السنغال أو كوت ديفوار، خاصة وسط هذا الكم من اللاعبين الجيدين في المنتخب.

وبالنظر إلى ما تضمه المجموعات العشرة من منتخبات .. فإن عبورك لهذه المجموعة والوقوع أمام بطل المجموعة الأولى أو الخامسة أو العاشرة قد يسافر بك لشواطئ الكوبا كابانا في صيف 2014.

وكلماتي اليوم تتمحور حول عبور مرحلة المجموعات والتجهيز لمواجهة الوحش الذي ينوي افتراسك مثلما تنوي افتراسه من أجل الفوز بالــ"أميرة"، وهي التذكرة المؤهلة للمونديال.

لا أنكر ضيقي من الانتقادات السامة التي طالت برادلي ورجاله بعد تحقيق الفوز برباعية على زيمبابوي خارج مصر، رغم أن الفريق نفسه صمد أمام الفراعنة في الاسكندرية مارس الماضي وخسر 2-1 بصعوبة.

واستغرب الذين طالبوا بأداء جيد رغم الأهداف الأربعة التي سجلها الفريق، فالرجل وصل بفريقه لمرمى المنافس في سبع مناسبات، مستغلا المهارات الفردية التي يتمتع بها لاعبيه أمام فريق شاب تغيب عنه الخبرة، كما دخل مرماه أهدافا من أخطاء فردية.

الذكاء .. هو الفارق بين مباراة زيمبابوي في الاسكندرية التي ظهر فيها الفريق مهلهلا وهو يحتفظ بالكرة طوال اللقاء بلا فاعلية، ومباراة هراري هو ترك الكرة للفريق الزيمبابوي ليلهو بها مع استغلال المساحات خلف دفاعه بفضل الهجمات المرتدة.

الفوز الكبير تحقق وعدد ليس بالقليل من الفريق ليس في "فورمته"، ومع ذلك لهث البعض لانتقاد الأداء باحثين عن مباراة جميلة وتمريرات بالكعب مع جمل تكتيكية واضحة المعالم، وكأن الرباعية جاءت من كرات ثابتة وليست ملعوبة.

هل يتذكر أحد شكل أداء منتخب توجو أو نظيره الأنجولي في تصفيات كأس العالم 2006 التي تأهلا منها للنهائيات؟ هل ينظر أحد إلى أن هذا المنتخب أو ذاك يستحق التأهل أكثر من صاحب الصدارة لأنه يقدم أداء رائعا في المباريات لكنه احتل المركز الثاني أو الثالث؟

بينما هنا في مصر يذكر الجميع كرة مجدي طلبة أمام زيمبابوي 93.. وكرة طارق السعيد بمباراة المغرب 2001 .. وكرة محمد عمارة أمام الجزائر في التصفيات نفسها .. وغيرها من المشاهدة الدرامية التي تتفوق على "أفورة" نادية الجندي وهي "تتسلخ وتنضرب وتترمي من فوق الجبل".

..

علينا من الآن التكاتف حول تحقيق حلم الصعود للمونديال بعد أن سنحت لنا الفرصة مجددا لذلك بمواجهة فاصلة يصعد منها صاحب المهارات الأكبر والتركيز الأعلى والحظ الأوفر لكأس العالم.

المهارات والفنيات؟ نملكها .. التركيز داخل وخارج الملعب؟ نعم، نحن نستطيع أن نفعلها .. الحظ؟ لن يذهب إلا لمن يستحقه.

تابعوني وناقشوني عبر تويتر: http://twitter.com/7elmy7elmy