كتب : زاك لوي
مرّت ثلاثة أسابيع فقط منذ أن تلقّى إنتر ميامي أول هزيمة له تحت قيادة خافيير ماسكيرانو، حيث خسر بنتيجة 1-0 أمام لوس أنجلوس إف سي في ذهاب ربع نهائي كأس أبطال الكونكاكاف، قبل أن يستقبلوا هدفاً مبكراً بعد تسع دقائق فقط من انطلاق مباراة الإياب.
ومع ذلك، نجح الفريق في تحقيق عودة تاريخية في فلوريدا، حيث سجّل ليونيل ميسي هدف تقليص الفارق قبل نهاية الشوط الأول، ثم عادل مواطنه فيدريكو ريدوندو النتيجة عند الدقيقة 60، قبل أن يُكمل ميسي "الريمونتادا" من ركلة جزاء في الدقيقة 84، مؤكداً تأهل الفريق إلى نصف النهائي.
ويأمل إنتر ميامي أن يتكرر السيناريو ذاته يوم الأربعاء حين يستضيف فانكوفر وايتكابس في إياب نصف نهائي كأس أبطال الكونكاكاف.
وقد جرت مباراة الذهاب مساء الخميس، وتمكن فانكوفر من أخذ زمام المبادرة مبكراً بعد أن أرسل بيدرو فيتي عرضية جميلة ترجمها بريان وايت برأسية إلى الشباك. ولأول مرة تحت قيادة ماسكيرانو، دخل إنتر ميامي إلى غرفة الملابس بين الشوطين وهو متأخر في النتيجة.
وعلى الرغم من محاولاتهم للعودة، حيث أجبروا حارس المرمى على التصدي لفرصتين من أصل تسع تسديدات، إلا أنهم فشلوا في خلق فرص حقيقية للتسجيل. وازداد إحباط لاعبي ميامي تدريجياً أمام أسلوب فانكوفر الدفاعي القوي، حيث تعامل فريق المدرب يسبر سورينسن بصلابة مع الكرات الثابتة وهجمات ميامي، واستطاعوا تقييدهم تماماً.
ورغم أن نسبة استحواذ فانكوفر على الكرة لم تتجاوز 31%، إلا أنهم اكتفوا بالتمركز المنظم في الخلف وترك ميامي يُرهق نفسه دون جدوى. وفي الدقيقة 85، مرّر البديل جايدن نيلسون كرة مغرية عبر المرمى، ليتفرج مدافعا ميامي عليها دون تدخل، في حين استغل سيباستيان بيرهالتر الموقف وسجّل الهدف الثاني.
لويس سواريز فشل في هز الشباك للمباراة الثامنة على التوالي، وكانت محاولتاه الوحيدتان إحداهما بعيدة عن المرمى والأخرى تصدى لها الدفاع. أما زميلاه السابقان في برشلونة سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، فقد عانيا أيضاً في التأثير على مجريات اللقاء. وبالنسبة لليونيل ميسي؟ فقد خرج هو الآخر دون أن يضع بصمته.
ويُعد ميسي، وفقاً لعدد من المحللين مثل رامون فيجا وكريستوبال سوريا، أعظم لاعب كرة قدم في التاريخ، وقد واصل تألقه هذا الموسم مسجلاً 8 أهداف و3 تمريرات حاسمة في 12 مباراة، لكن دفاع فانكوفر الصلب حال دون بروز نجوميته في اللقاء الأخير.
فقد أتم 47 تمريرة من أصل 62، وسدد ثلاث كرات (منها اثنتان على المرمى)، ولمس الكرة ثلاث مرات فقط في الثلث الأخير من الملعب. ومع ذلك، ساهم في مجالات أخرى مثل استعادة الكرة (3 مرات)، وكسب الأخطاء (4 مرات)، والتفوق في الالتحامات الأرضية (فاز بـ8 من أصل 14 مواجهة).
غير أن التمريرات الحاسمة، والكرات العرضية، والكرات الثابتة التي اعتدنا تألقه فيها كانت غائبة في كندا. وكلما حاول المراوغة وشق طريقه وسط الدفاع، كان يتم إيقافه قبل دخوله منطقة الجزاء.
ويواجه إنتر ميامي فترة ضغط زمني، إذ يستعد لمواجهة إف سي دالاس يوم الأحد، قبل ثلاثة أيام فقط من لقاء الإياب أمام فانكوفر. ورغم أن ميامي هو الفريق الوحيد الذي لم يُهزم حتى الآن في الدوري الأمريكي، إلا أنه يحتل المركز الثالث في القسم الشرقي بعد أن تعادل في اثنين من آخر ثلاث مباريات له في الدوري.
وستكون مواجهة دالاس اختباراً صعباً، خاصة مع امتلاكهم قوة هجومية يقودها لوسيانو أكوستا وبيتر موسى، بالإضافة إلى الحارس مارتن بايس، الذي يتمتع بردود فعل سريعة وقدرات رائعة في التصدي، شبيهة بجواو فيرجينيا.
وما يزيد التحدي، أن دالاس لم يخسر خارج ملعبه منذ الثاني من أكتوبر، إذ حقق انتصارين على هيوستن دينامو وريال سولت ليك، وتعادل مع مينيسوتا يونايتد وأتلانتا يونايتد وكولورادو رابيدز في أول خمس مباريات خارجية له هذا الموسم.
ومع اقتراب موعد إياب نصف النهائي بعد ثلاثة أيام فقط، ومع بقاء الموسم الحالي في بدايته، قد يُفضل ماسكيرانو إراحة بعض لاعبيه الأساسيين في لقاء الأحد استعداداً لموقعة العودة أمام فانكوفر.
وللاستمرار في بدايته الواعدة، سيتعين على المدرب الأرجنتيني قيادة فريقه لقلب تأخره بهدفين وحجز بطاقة التأهل للنهائي، حيث سيواجهون أحد فريقي تيغريس أو كروز أزول. ولكن قبل ذلك، يتعيّن عليهم استعادة نغمة الانتصارات أمام دالاس واكتساب دفعة معنوية مهمة.