قبل 4 سنوات تم تشخيص حالة لوسي برونز لاعبة منتخب إنجلترا لكرة القدم للسيدات بـ التوحد، لكنه لم يكن علة أثرت عليها بل كانت في صالحها.

استمرت مسيرة اللاعبة الإنجليزية وصيفة جائزة الكرة الذهبية عام 2019 بعد تشخيص حالتها، لتنجح في الفوز ببطولة يورو 2022 والتأهل لنهائي كأس العالم 2023 قبل خسارة اللقب لصالح إسبانيا، لتصبح مصدر إلهام لملايين اللاعبات واللاعبين الشباب.

تقول لوسي عن فترة علمها بإصابتها بـ التوحد "لم يُغير ذلك شيئًا جوهريًا، لكنه كان بمثابة مفاجأة، لقد كانت إصابتي بالتوحد لصالحى في كرة القدم".

أخبار متعلقة:

للمرة الأولى في التاريخ.. منتخب إسبانيا بطلا لكأس العالم للسيدات بالفوز على إنجلترا كأس العالم للسيدات - في انتظار بطل جديد.. إنجلترا تقصي أستراليا وتواجه إسبانيا في النهائي دون شوارب لا تعمل الماكينات.. إنجلترا تتوج بـ يورو السيدات للمرة الأولى

وفازت لويس برونز البالغة من العمر 33 سنة، بـ 22 لقبًا مع ليفربول ومانشستر سيتي وليون وبرشلونة وتشيلسي.

طوال سنوات عمرها كانت تشكو والدتها من إصابتها بالتوحد، ولكن لم يتم تشخيصها سوى عام 2021: "رأيتُ الأمور بشكل مختلف عن الآخرين، لطالما عرفتُ هذا الأمر بطريقة ما مع تحدث أمي عنه منذ صغري ولاحظت بعض الأمور فيّ".

مرت لوسي بأيام صعبة، مع سنوات الدراسة عانت من صعوبات في القراءة، ولكن تم تشخصيها بعسر القراءة.

وعانت من صعوبة في النوم، ليقترح عليها خبير نوم بكتابة مذكراتها قبل النوم.

برونز علقت على ذلك في حوارها مع بي بي سي: "كنتُ أكتب حينها وعقلي ينبض بسرعة ١٠٠ ميل في الساعة، حتى وأنا مستلقية على السرير".

وتواجه برونز صعوبة في التواصل البصري أثناء الحديث.

وتحكي لوسي "أتذكر أن كاسي ستوني قالت لي (لم تنظري في عيني قط عندما تحدثت معي)، فقلت (ليس بسببك، بل بسببي)".

بينما لاحظ زملاؤها في الفريق والمشجعون على حد سواء عادتها في لمس شعرها أثناء المباريات: "كانت مجرد محاولات لتهدئة نفسي دون أن أُدرك ذلك".

لجأت برونز لتقليد سلوك زميلاتها طوال فترة العشرينيات لإخفاء إصابتها بالتوحد، حتى تم تشخيص حالتها في معسكر المنتخب الإنجليزي بـ اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد: "لم يُغير ذلك شيئًا جوهريًا، لكنه كان بمثابة مفاجأة".

وتقول لوسي "كنت أراقب جيل سكوت وكيف تتحدث إلى الناس وفكرت في تقليدها قليلا، أنا أفضل في ذلك الآن، لكنني أشعر ببعض الانزعاج أحيانًا."

وتكمل لوسي برونز "تعلّمت المزيد عن نفسي، وفهمت لماذا أرى الأمور بشكل مختلف في بعض المواقف أو أتصرف بطريقة مختلفة عن الآخرين."

معاناة لوسي تواصلت بعد انضمامها لمنتخب إنجلترا: "عندما انضممت لأول مرة، لم أستطع التحدث إلى أي شخص، احتضان الناس، والتواصل البصري أثناء الحديث، هذان الأمران كان عليّ تعلمهما لأنهما يعتبران أمرًا طبيعيًا، وقد وجدتهما صعبان للغاية."

ولحسن حظها أدرك أعضاء المنتخب واللاعبات أنها لا تحب العناق: "في السابق، كان الأمر محبطًا للغاية لأنني كنت أشعر أنني مضطرة لفعل ذلك لإراحة الآخرين، لكنه كان يشعرني بعدم الارتياح أكثر، من المهم أن يفهم الجميع الاختلافات بين الناس."

وتقول لوسي عن إصابتها بالتوحد وعلاقته بحبها لكرة القدم: "إنني شغوفة، بل مهووسة بكرة القدم، هذا هو التوحد الذي أعاني منه، تركيزي المفرط على كرة القدم".

وتكمل: "التوحد هو سبب طول عمري في ملاعب كرة القدم، من الأمور المفيدة جدًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد، ممارسة الرياضة، التركيز، وفعل شيء ما، والاستمرار في الحركة، كل ما مررت به بسبب التوحد كان في صالحي".

وأصبحت لوسي برونز سفيرة للجمعية الوطنية للتوحد للمساعدة في رفع مستوى الوعي والتخلص من الوصمة المرتبطة به.

وتقول لوسي عن سبب انضمامها لتلك الجمعية: "كانت هناك أوقاتٌ في حياتي كان من الممكن أن تكون فيها الأمور أسهل بالنسبة لي لو لم تكن هناك وصمة عار، لو شعرتُ أنني أستطيع أن أكون أكثر انفتاحًا بشأنها، ولهذا السبب أردتُ الانضمام إلى الجمعية الخيرية".

وأتمت نجمة الكرة الإنجليزية: "كرة القدم ساعدتني، عقلي مشغول بها تمامًا، فأنا مهووس بها للغاية، ليس اللعب فقط، بل أيضًا قاعة الاجتماعات، والتدريب، والجانب البدني، أنا مهووسة بكل هذا".